تبنت أول هجوم على إسرائيل.. كتائب محمد الضيف تظهر في سوريا | ما القصة؟

تبنت جماعة مسلحة تُطلق على نفسها اسم “كتائب محمد الضيف”، مساء الثلاثاء، عملية إطلاق صاروخين من الأراضي السورية باتجاه مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل،
وهي أول عملية من نوعها بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، ورغم أن المقذوفين لم يسفرا عن إصابات، إلا أن الحدث أثار تساؤلات حول هوية هذا الفصيل الجديد، وأهدافه، ومدى ارتباطه بحركات المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس.
فصيل جديد باسم كتائب محمد الضيف
ظهور الفصيل الجديد تحت اسم “كتائب محمد الضيف” أثار فورًا صدى واسعًا، نظرًا للرمزية القوية المرتبطة بالاسم، فمحمد الضيف هو القائد السابق لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، والذي أُعلن عن مقتله في غارة إسرائيلية على مواصي خان يونس في يوليو 2024، قبل أن تؤكد الحركة مقتله رسميًا في يناير 2025.
ورغم أن الفصيل الجديد لم يعلن انتماءه المباشر لحماس، إلا أن التسمية توحي بمحاولة توظيف الإرث الرمزي للضيف، الذي يُعد أحد أبرز وجوه المقاومة الفلسطينية خلال العقدين الماضيين.
بيان تأسيس كتائب محمد الضيف
أعلنت المجموعة عن تأسيس نفسها في بيان نُشر في 31 مايو عبر قناة على تطبيق “تلغرام”، حمل عنوان “بيان التأسيس”، جاء فيه:”من قلب فلسطين المحتلة نعلن عن تأسيس كتائب الشهيد محمد الضيف، وفاءً للدماء الطاهرة وامتدادًا لطريق المقاومة المستمر”.
وأضاف البيان: “سنكون سيفاً مسلطاً على رقابكم أينما كنتم… لسنا حزباً ولا تنظيماً، بل فعل ثوري مقاوم حر ينبض في كل شارع ومخيم وزقاق، ويحمل صدى كل صرخة من تحت الركام من غزة إلى الضفة، ومن القدس إلى الداخل المحتل”.
وبهذا الخطاب، بدا أن الفصيل يسعى لتقديم نفسه كمشروع مقاومة عابر للحدود التنظيمية والجغرافية، مستندًا إلى وحدة الساحات ومظلومية الشعب الفلسطيني، لكنه أبقى على غموض تام بشأن قياداته، هيكليته، أو علاقاته مع فصائل أخرى.
كتائب محمد الضيف تتبني أول ضربة من الجولان نحو إسرائيل
في ليل الثلاثاء، نفذت “كتائب محمد الضيف” أولى عملياتها المعلنة، بإطلاق صاروخين باتجاه مواقع إسرائيلية في الجولان السوري المحتل.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن الصواريخ أُطلقت في الساعة 21:36، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في بلدتي حاسبين ورمات ماغشيميم جنوب الجولان، قبل أن تسقط المقذوفات في مناطق غير مأهولة.
وسرعان ما ردت إسرائيل بقصف مدفعي استهدف مواقع جنوب سوريا، في أول حادثة اشتباك مباشر عبر الجولان منذ انتهاء عهد الأسد، وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي.
سوريا ترفض القصف الإسرائيلي
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا صباح الأربعاء أدانت فيه القصف الإسرائيلي على محافظة درعا، معتبرة أنه تسبب في “خسائر بشرية ومادية جسيمة”، لكنها أبدت تحفظًا واضحًا حيال هوية الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ، قائلة:
“لم نتثبت بعد من الأنباء المتداولة عن القصف باتجاه الجانب الإسرائيلي، وهناك أطراف قد تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة”.
كما أكدت الخارجية أن سوريا “لم ولن تشكل تهديدًا لأي طرف في المنطقة”، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف “الاعتداءات المتكررة” على الأراضي السورية.
الفصائل الفلسطينية وسوريا بعد الأسد
وفق تقارير تأتي هذه الحادثة في سياق متغيرات كبرى شهدتها سوريا والمنطقة، أبرزها سقوط نظام بشار الأسد وتولي أحمد الشرع قيادة المرحلة الانتقالية، وسط محاولات دولية لإعادة هيكلة السلطة وموازين القوى في سوريا.
ويُعتقد أن الفصائل الفلسطينية، سواء التابعة لحماس أو غيرها، أعادت تموضعها داخل الأراضي السورية بعد سنوات من التوتر مع دمشق.
لكن المفاجئ في ظهور “كتائب محمد الضيف” هو سرعة الإعلان عن وجودها وقيامها بعمل عسكري خلال أيام من التأسيس، ما يُرجّح أن الفصيل إما كان في طور التجهيز المسبق، أو يمثل غطاءً لجهة قائمة قررت تغيير اسمها وخطابها.
اقرأ أيضا
من مخيمات إدلب إلى قصور الأسد.. ماذا حقق الشرع بعد 6 أشهر في رئاسة سوريا؟