تجنبًا لمصير الحوثي.. هل تُسلم ميليشيات إيران في العراق سلاحها للحكومة؟

في خطوة لافتة تعكس تحولات محتملة في المشهد الأمني بالعراق، بدأت فصائل مسلحة مدعومة من إيران باتخاذ إجراءات ميدانية تشير إلى سعيها لتقليل حضورها العلني، في وقت تتزايد فيه الضغوط الأمريكية، وسط تحذيرات من تكرار سيناريو الاستهداف الذي طال الحوثيين في اليمن.
ونقلت وكالة رويترز عن 10 من كبار القادة والمسؤولين العراقيين إن “عدة فصائل مسلحة قوية مدعومة من إيران في العراق، مستعدة لأول مرة لنزع سلاحها، لتجنب خطر تصاعد الصراع مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
ووفقا للمصادر، التي من بينها 6 قادة محليين لأربعة فصائل مسلحة رئيسية، فإن هذه الخطوة تأتي لتهدئة التوتر في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أمريكيون بشكل غير رسمي للحكومة العراقية، منذ تولي ترامب السلطة في يناير الماضي.
تحرك ميليشيات العراق تهدئة أم نزع السلاح
في حين، أفادت مصادر سياسية في بغداد بأن الفصائل لم توافق على نزع سلاحها، بل أعلنت التزامها بخفض التصعيد وتجنب المواجهة المباشرة.
وأكدت بحسب تقارير صحفية أن مقار الفصائل في محافظتي نينوى والأنبار ما تزال قائمة، رغم اتخاذها إجراءات وقائية أمنية.
في المقابل، شهدت مدينة القائم الحدودية مع سوريا تسليم عدد من نقاط التفتيش التابعة للفصائل إلى وزارة الداخلية العراقية، في خطوة بدت كجزء من محاولة تقليل التوتر.
تحذيرات أمريكية
وبحسب التقارير فقد تزامن هذا الحراك مع تحذيرات أمريكية للحكومة العراقية، مفادها أن استمرار نشاط الفصائل المسلحة قد يؤدي إلى عمليات استهداف عسكرية كما يحدث في اليمن مع جماعة الحوثي.
وشددت واشنطن على ضرورة أن تكون جميع القوى المسلحة داخل العراق خاضعة لسلطة الدولة، معتبرة أن الفصائل المقرّبة من الحرس الثوري الإيراني تشكل تهديداً مباشراً للمصالح الأمريكية.
ميليشيات العراق تقلص وجودها
ومنذ مطلع العام، بدأت بعض الفصائل بإخلاء مقارها وتقليص وجودها في عدد من المدن الكبرى، مثل الموصل والأنبار. كما لجأ قادة هذه الجماعات إلى تغيير مقار إقامتهم، واستخدام وسائل اتصال ونقل مؤقتة لتجنب الاستهداف.
وبحسب تقارير فإن هذه الخطوات تعكس تحولاً في التكتيك الميداني للفصائل، دون أن تصل إلى مرحلة التفكيك الكامل أو التخلي عن السلاح، ما يجعلها أقرب إلى إعادة تموضع مؤقتة.
الموقف الإيراني
وذكرت وسائل إعلام ، إن الفصائل المسلحة بالعراق تلقت إشارات من الحرس الثوري الإيراني تمنحها حرية اتخاذ قرارات ميدانية من أجل تجنب الانزلاق في مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل. وهو ما فُهم على أنه ضوء أخضر لتجميد النشاطات الهجومية، أو حتى تقليص الحضور، في المرحلة الحالية.
ونقلت وكالة رويترز عن قيادات ميدانية في بعض هذه الفصائل وجود حالة من القلق في أوساط الفصائل من جدية التهديدات الأمريكية، مؤكدة أن الإدارة الحالية في واشنطن مستعدة لتصعيد واسع في حال استمرت الهجمات على قواعدها ومصالحها.
هل اقترب تفكيك ميليشيات إيران في العراق؟
وفق تقارير فإن الخطوات الأخيرة تشير إلى أن الفصائل المسلحة بدأت بالفعل مراجعة حساباتها، لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة نزع السلاح الكامل. وتبقى هذه المسألة مرهونة بتفاهمات داخلية ودولية، تشمل طهران وواشنطن على حد سواء.
وبينما يبدو أن الفصائل تحاول تجنب مصير الحوثيين الذين يواجهون استنزافاً مستمراً بفعل الاستهدافات، إلا أن التخلي عن السلاح لا يزال بعيداً ما لم تُقدّم ضمانات حقيقية تحفظ لها دورها ومكاسبها في عراق ما بعد النزاع.
اقرأ أيضًا: هل تجهز سوريا مخيمات لاستقبال الفلسطينيين.. ماذا يحدث في حلب؟