تحالف الراغبين.. زعماء أوروبيون يحضرون قمة طارئة عالية في لندن لمناقشة كابوس القارة 

القاهرة (خاص عن مصر)- استضافت لندن قمة طارئة عالية المخاطر بشأن أمن أوكرانيا يوم الأحد، حيث سعى القادة الأوروبيون، إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وممثلي الناتو، إلى معالجة المشهد الجيوسياسي المتطور.

ترأس الاجتماع، الذي أطلق عليه “تأمين مستقبلنا”، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر حيث تواجه أوروبا إمكانية إدارة أزمة أوكرانيا دون دعم أمريكي لا لبس فيه.

 قمة طارئة عالية: أهم النقاط

“تحالف الراغبين” في أوروبا

حدد ستارمر خطة استراتيجية لـ “تحالف الراغبين” – مجموعة من الدول الأوروبية الملتزمة بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. وبينما أقر بأن ليس كل البلدان يمكن أن تساهم بالتساوي، أكد على ضرورة تحمل الدول الأوروبية المزيد من المسؤولية عن دفاع أوكرانيا.

نهج ترامب تجاه الناتو وروسيا

انعقدت القمة في أعقاب أحدث تفاعلات دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وتصريحاته التي تشكك في التزامات الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي. أعرب القادة الأوروبيون عن مخاوفهم من أن عدم القدرة على التنبؤ بترامب قد يضعف التعاون الأمني ​​عبر الأطلسي، مما يعزز الحاجة إلى أن تطور أوروبا موقفًا دفاعيًا أكثر اعتمادًا على الذات.

الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا

أعلنت المملكة المتحدة عن حزمة دفاعية جديدة، تمنح أوكرانيا حق الوصول إلى 1.6 مليار جنيه إسترليني (1.9 مليار دولار) في تمويل الصادرات لشراء أكثر من 5000 صاروخ دفاع جوي. التزم القادة الأوروبيون بضمان احتفاظ أوكرانيا بموقف دفاعي قوي في أي مفاوضات محتملة لوقف إطلاق النار مع روسيا.

الانقسامات داخل الكتلة الأوروبية

كان من اللافت للنظر غياب المجر وسلوفاكيا عن القمة، حيث تحافظ كل منهما على موقف أكثر تصالحية تجاه روسيا. ووصف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي قاوم باستمرار تدابير الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا، الجهود الدبلوماسية لترامب بأنها “شجاعة” في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضًا: الاستسلام الجماعي للخوف.. كيف خضعت هوليوود وحفل الأوسكار لترامب

دور إيطاليا كجسر بين أوروبا والولايات المتحدة

أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن أي حل للصراع في أوكرانيا يجب أن يقع ضمن إطار حلف شمال الأطلسي. وأكدت أن إيطاليا والمملكة المتحدة يمكن أن تعملا كوسطاء رئيسيين في الحفاظ على الحوار البناء بين أوروبا وإدارة ترامب.

ألمانيا والتزامات حلف شمال الأطلسي الدفاعية

أكد المستشار الألماني أولاف شولتز على ضرورة تجهيز أوكرانيا بقدرات دفاعية هائلة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيناقش بشكل أكبر الإنفاق الدفاعي في قمته المقبلة في بروكسل.

كرر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته هذه المشاعر، مشيرًا إلى أن الدول الأعضاء “تكثف جهودها” لضمان عدم محاولة بوتن العدوان العسكري في المستقبل.

التحديات الدبلوماسية والمخاوف الأمنية

كجزء من أجندة القمة، ناقش القادة الآثار الأوسع نطاقًا للسياسة الخارجية المتغيرة لترامب، بما في ذلك اهتمامه المزعوم بالموارد الطبيعية لأوكرانيا. وسلطت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الضوء على الحاجة الملحة لزيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا، مؤكدة أن أوكرانيا يجب أن تتفاوض من موقف قوة.

كما أشعلت حالة عدم اليقين المحيطة بنهج ترامب تجاه أوكرانيا مناقشات سياسية محلية داخل الدول الأوروبية. فقد أعرب المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرز عن تشككه في استمرار انحياز أميركا للقيم الأوروبية، محذرا من أن القارة يجب أن تستعد لـ”أسوأ سيناريو”.

ماذا يأتي بعد ذلك؟

واختتمت القمة بموافقة الزعماء على الاجتماع مرة أخرى قريبا للحفاظ على الزخم وراء الإطار الاستراتيجي الموضح في لندن.

أكد ستارمر أن العمل، وليس الكلمات، هو المطلوب في “مفترق الطرق في التاريخ”. وبينما تستعد أوروبا للتحولات المحتملة في السياسة الأميركية، يواجه قادتها تحدي ضمان أمن أوكرانيا مع تعزيز الاستقلال الدفاعي للمنطقة.

يؤكد المشهد الجيوسياسي المتطور على إلحاح جهود أوروبا لرسم مسار مستقر إلى الأمام – مسار يوازن بين الاستعداد العسكري والمشاركة الدبلوماسية والمرونة الاقتصادية في مواجهة نظام عالمي لا يمكن التنبؤ به.

زر الذهاب إلى الأعلى