تحالف بحري استراتيجي.. تدريبات مشتركة بين إيران وروسيا والصين

أعلنت وسائل إعلام إيرانية يوم الأحد عن تنظيم تدريبات بحرية مشتركة تجمع بين القوات البحرية لإيران وروسيا والصين، ومن المقرر أن تنطلق هذه المناورات قبالة سواحل إيران خلال هذا الأسبوع. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود مستمرة لتعزيز التعاون العسكري وتشكيل تحالفات استراتيجية تُواجه النفوذ الأميركي في المنطقة.
انطلاق تدريبات مشتركة بين إيران وروسيا والصين من ميناء تشابهار
ستبدأ التدريبات في ميناء تشابهار الواقع في جنوب شرق إيران على خليج عمان. ستشارك فيها سفن حربية وسفن دعم من القوات البحرية الروسية والصينية، إلى جانب وحدات من الأسطول البحري الإيراني سواء التابعة للجيش أو للحرس الثوري. ولم يتم بعد تحديد مدة التمرين، إلا أن المصادر تشير إلى أن العمليات ستستمر في أعالي المحيط الهندي بهدف تعزيز الأمن البحري.

مشاركة دولية ورقابة متعددة الأطراف
من المتوقع أن يشهد التمرين حضور وفود مراقبة من عدد من الدول التي تتابع التحركات البحرية في المنطقة، ومن بينها أذربيجان، جنوب أفريقيا، عمان، كازاخستان، باكستان، قطر، العراق، الإمارات العربية المتحدة، وسريلانكا. كما أعلنت وزارة الدفاع الصينية عبر منصة “وي تشات” عن نشر مدمرة وسفينة إمدادات ضمن وحداتها المشاركة، مما يؤكد الجدية والتزام الصين بالمشاركة في هذه المبادرة.

سياق التوترات الإقليمية والعالمية
يأتي تنظيم هذه المناورات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، خاصةً مع استمرار البرنامج النووي الإيراني وتزايد العقوبات الأميركية والتهديدات الناجمة عن قصف المفاعلات الإيرانية. وقد نفذت إيران تدريبات بحرية مماثلة في فبراير الماضي لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة أي تهديد محتمل.
انعكاسات التحالف العسكري
تشير التحليلات إلى أن هذه التدريبات تُبرز العلاقات المتينة بين إيران وروسيا والصين، فضلاً عن دعمها للدول التي تسعى لمواجهة السياسات الأميركية وحلفائها في منطقة الخليج. يمثل هذا التعاون البحري تحدياً واضحاً لإعادة توزيع موازين القوى في المنطقة، مما يساهم في خلق توازن استراتيجي جديد على الساحة الدولية.
اقرأ أيضا: كوريا الشمالية تكشف عن اول غواصة صواريخ نووية محلية متطورة
تُعد هذه المناورات خطوة جريئة تعكس روح التعاون العسكري بين قوى عظمى تسعى إلى تأمين مصالحها في المحيط الهندي ومحيطه. وفي ظل التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة، يشكل هذا التحالف العسكري بمثابة رسالة واضحة حول رغبة الدول المشاركة في إعادة رسم معالم القوة وتأمين الاستقرار البحري في المنطقة.