سياسة

تحالف مصر وإريتريا والصومال: إعادة توازن القوى في القرن الأفريقي لمواجهة إثيوبيا

القاهرة (خاص عن مصر) – تناول موقع “جيبولوتيكال مونيتور” في تقريره الأخير القمة الثلاثية التي عُقدت في 10 أكتوبر 2024 بين زعماء مصر وإريتريا والصومال، حيث تم تعزيز التحالف الإقليمي لمواجهة النفوذ المتزايد لإثيوبيا في منطقة القرن الأفريقي. استعرض التقرير السياق الجيوسياسي الذي يحيط بهذه القمة، مشيرًا إلى التوترات الناتجة عن صفقة الموانئ البحرية التي أبرمتها إثيوبيا مع أرض الصومال في يناير الماضي.

السياق الجيوسياسي

ذكر التقرير أن القمة تأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من الطموحات الإثيوبية في تعزيز قدراتها البحرية والحصول على منفذ مباشر إلى البحر الأحمر. يعتبر هذا الأمر مصدر قلق رئيسيًا لمصر بسبب مشروع سد النهضة، الذي يهدد بتقليص حصتها من مياه نهر النيل ويؤثر سلبًا على الزراعة المصرية وموارد المياه العذبة. يُنظر إلى هذه المخاوف من خلال عدسة الأمن القومي المتأثرة بالظروف الخاصة لكل دولة.

تاريخيًا، ترتبط إريتريا بإثيوبيا بعلاقات متوترة، حيث شهدت الدولتان حروبًا منذ خمسينيات القرن الماضي. ومع استمرار تصاعد النفوذ الإثيوبي، تزايدت المخاوف الإريترية من توسع هذا النفوذ البحري، خاصة بعد تعليق الرحلات الجوية الإثيوبية إلى إريتريا.

أهداف التحالف

استعرض التقرير أهداف التحالف بين الدول الثلاث، حيث تم إنشاء لجنة ثلاثية تضم وزراء خارجية مصر وإريتريا والصومال، بهدف تعزيز التعاون العسكري والدبلوماسي والاقتصادي. يعكس هذا التطور التزام الدول الثلاث بإضفاء الطابع المؤسسي على تعاونها لمواجهة التحديات المشتركة. كما يُظهر التحالف استجابة مباشرة للتحديات التي تطرحها إثيوبيا، بما في ذلك صفقة الموانئ البحرية التي تثير قلق الصومال.

اقرأ أيضاً.. قمة البريكس: السيسي يؤكد أهمية توفير التمويل الميسر وإعادة هيكلة الديون

دوافع ومصالح كل دولة

ذكر التقرير دوافع كل دولة بشكل مفصل، حيث أشار إلى أن:

مصر: يمثل التحالف بوابة لها لتعزيز دعمها الدبلوماسي والعسكري في صراعها مع إثيوبيا بشأن مياه النيل. تعتبر القاهرة أن أي تقليص في حصتها من مياه النيل يمكن أن يؤثر بشكل خطير على الزراعة ومصادر المياه. كما أن وصول إثيوبيا إلى البحر الأحمر يهدد مصالح مصر الاستراتيجية، حيث تعتمد القاهرة على قناة السويس كممر حيوي للتجارة والنقل.

إريتريا: تنبع مشاركة إريتريا في التحالف من مزيج من التوترات السابقة والمصالح الاستراتيجية. يعتبر توسع النفوذ الإثيوبي في المنطقة تهديدًا مباشرًا لأمن إريتريا القومي. عبر هذا التحالف، تأمل إريتريا في تعزيز مكانتها العسكرية والدبلوماسية في المنطقة ومواجهة أي تهديدات محتملة.

الصومال: تنظر الصومال إلى التحالف كفرصة لتعزيز قدراتها العسكرية واستعادة سيادتها المهددة بسبب صفقة الموانئ بين إثيوبيا وأرض الصومال. يتيح التحالف للصومال الوصول إلى الدعم العسكري والتدريب الذي تشتد الحاجة إليه في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تواجهها البلاد.

الآثار المحتملة

أخيرًا، توقع التقرير أن يكون لتحالف مصر وإريتريا والصومال آثار بعيدة المدى على المشهد السياسي والأمني في منطقة القرن الأفريقي. مع استمرار إثيوبيا في تأكيد نفسها كقوة إقليمية، يسعى جيرانها لتأسيس نهج منسق لمواجهة التحديات. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيير ديناميكيات القوة في المنطقة، مما يساهم في إعادة تشكيل العلاقات بين الدول الثلاث ويؤثر على الأمن الإقليمي.

وتشكل القمة الثلاثية بداية جديدة لتعاون إقليمي قد يسهم في استقرار القرن الأفريقي، ويعيد تشكيل العلاقات بين الدول الثلاث في مواجهة التهديدات المشتركة، حيث يسعى كل من الدول الثلاث إلى تحقيق مصالحه الوطنية من خلال هذا التحالف الاستراتيجي.

زر الذهاب إلى الأعلى