تحالف نووي بين طهران وموسكو وبكين.. هل يدخل الشرق الأوسط مرحلة الانفـ.ـجار؟

صعّدت إيران من خطابها السياسي والعسكري تجاه إسرائيل والغرب، بالتزامن مع حراك دبلوماسي ثلاثي ضم روسيا والصين، وسط أجواء إقليمية مشحونة تنذر بمزيد من التوتر والانفـ.ـجار.

ففي تصريحات لافتة، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الحديث عن إنهاء البرنامج النووي الإيراني “محض وهم”، مشدداً على أن “قدرات إيران النووية لا تكمن في منشآت يمكن قصفها، بل في عقول علمائها الذين لا يمكن استهدافهم بالصواريخ”.

وتابع بلهجة حادة: “نحن مستعدون لأي عمل عسكري إسرائيلي، وقواتنا جاهزة لضرب عمق الأراضي المحتلة من جديد”، في رسالة مباشرة موجهة إلى تل أبيب، التي كثفت في الأسابيع الأخيرة من تحركاتها الدبلوماسية والأمنية ضد إيران.

إيران ترفض الشروط وتلوّح بالقوة

وأكد بزشكيان أن إسرائيل “فشلت في مساعيها لتفتيت إيران وتدمير النظام عبر الفوضى”، معتبراً أن مطالبتها بوقف الحرب “تكشف الكثير” عن ارتباكها، وفق تعبيره.

وشدد على أن أي مفاوضات مستقبلية يجب أن تُبنى على مبدأ “الربح المتبادل”، رافضًا “فرض أي شروط أحادية الجانب تتعلق ببرنامج إيران النووي”.

وتأتي هذه التصريحات في ظل ضغوط غربية متزايدة على طهران، بالتزامن مع التحركات الأمريكية في الخليج، وتصعيد الخطاب الإسرائيلي بشأن التهديد النووي الإيراني.

تحالف نووي وتنسيق ثلاثي مع روسيا والصين

بالتوازي مع التصعيد السياسي، أعلنت طهران وموسكو وبكين اتفاقًا على مواصلة المشاورات بشأن الملف النووي الإيراني، في خطوة وصفها مراقبون بأنها إشارة واضحة إلى تشكّل محور نووي جديد في وجه التحالفات الغربية.

ووفقًا لوكالة “تسنيم” الإيرانية، فقد استضافت العاصمة طهران اجتماعًا ثلاثيًا ضم وفودًا دبلوماسية من الدول الثلاث، ناقش “آخر تطورات المفاوضات النووية وسبل رفع العقوبات المفروضة على إيران”.

وأكد المشاركون “رغبة حكوماتهم في استمرار التنسيق الوثيق”، واتفقوا على عقد لقاءات قادمة على مستويات مختلفة خلال الأسابيع المقبلة.

هل نشهد انفجـ.ـارًا جديدًا في الشرق الأوسط؟

التحالف النووي الثلاثي يأتي في لحظة دقيقة، إذ تتزايد المؤشرات على احتدام المواجهة الإقليمية، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإصرار طهران على تطوير برنامجها النووي لأغراض “سلمية” كما تؤكد.

لكن إسرائيل، بدعم غربي، ترى في هذا البرنامج تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، ما يرفع احتمالات المواجهة، لا سيما إذا استمر التنسيق الإيراني الروسي الصيني في مسار تصعيدي.

وبينما تتمسك إيران بحقها في تخصيب اليورانيوم وتطوير التكنولوجيا النووية، فإن المعادلات الجيوسياسية تشير إلى أن الشرق الأوسط قد يكون مقبلًا على مرحلة بالغة الحساسية، وربما الانفجار، إذا ما تجاوزت التحركات الدبلوماسية حدها الآمن.

اقرأ أيضا

جثـ.ـث تعود للحياة في شوارع الخرطوم.. ماذا يحدث في عاصمة السودان؟

زر الذهاب إلى الأعلى