تحذير أمريكي وتلويح بالتصعيد.. هل ينجرف العراق إلى قلب الحرب بين إيران وإسرائيل؟

في تصعيد يعكس خطورة الوضع الأمني في العراق بفعل الحرب بين إيران وإسرائيل، حذّرت السفارة الأمريكية في بغداد مواطنيها من السفر إلى البلاد “لأي سبب من الأسباب”، داعية إلى اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر في ظلّ تصاعد التوترات الإقليمية الناجمة عن الحرب المستعرة بين إيران وإسرائيل.
وجاء في بيان رسمي صادر عن السفارة الأمريكية أن “على المواطنين الأمريكيين الامتناع عن السفر إلى العراق تماماً”، في وقت يشهد فيه العراق احتجاجات شعبية وتحركات ميدانية للفصائل المسلحة، وسط مخاوف من انجراف البلاد إلى قلب النزاع الإقليمي.
تحذير للأمريكيين في العراق بسبب حرب إيران وإسرائيل
وأكدت السفارة أن المواطنين الأمريكيين المتواجدين داخل العراق مطالبون بتجنب الحشود والتجمعات، والمحافظة على هواتفهم المحمولة مشحونة، والتواصل المستمر مع عائلاتهم لإبلاغهم بأوضاعهم، إلى جانب التسجيل في برنامج “تسجيل المسافرين الذكي (STEP)” الذي يتيح تلقي التنبيهات القنصلية ويُسهل تحديد مواقعهم في حالات الطوارئ.
كما أوصى البيان بالاشتراك في خدمة التنبيهات من مكتب الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الأمريكية عبر تطبيق “واتساب”، إلى جانب إعداد خطة طوارئ ومراجعة قائمة الاحتياجات الخاصة بالسفر في أوقات الأزمات.
وأشار البيان إلى أن الحدود البرية بين العراق وكل من الكويت وتركيا لا تزال مفتوحة، وإن كانت عملية العبور قد تستغرق وقتاً طويلاً بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.
كما أعلنت السفارة تعليق خدمات التأشيرات الروتينية مؤقتًا في كل من بغداد وأربيل، مع الاستمرار في تقديم الخدمات القنصلية العاجلة للمواطنين الأمريكيين فقط.
أنباء عن إخلاء السفارة الأمريكية في العراق
بالتزامن مع البيان، تناقلت وسائل إعلام عراقية مقربة من الفصائل المسلحة أنباء عن مغادرة موظفي السفارة الأمريكية لمقر البعثة في بغداد يوم الجمعة، في خطوة تعكس تصاعد المخاوف من تطورات ميدانية محتملة.
وشهدت العاصمة بغداد خروج مظاهرات شعبية لأنصار “الحشد الشعبي”، دعماً لإيران في حربها ضد إسرائيل، حيث رفع المتظاهرون صور المرشد الإيراني علي خامنئي، وأقدم بعضهم على حرق الأعلام الإسرائيلية وسط هتافات معادية لأمريكا وتل أبيب.
الفصائل المسلحة تهدد مصالح واشنطن في العراق
في موقف أكثر حدة، وجّهت الفصائل المسلحة العراقية تهديدات مباشرة إلى الولايات المتحدة، متوعدة بضرب قواعدها ومصالحها في حال انخراطها في الحرب الجارية إلى جانب إسرائيل.
وقال المتحدث باسم كتائب حزب الله في العراق، أبو علي العسكري، في تدوينة على منصات التواصل:”إذا دخلت الولايات المتحدة الحرب، فإن ترامب المجنون سيخسر كل التريليونات التي يحلم بها من هذه المنطقة. لقد وُضعت خطط عملياتية كاملة لذلك”.
وأضاف العسكري: “القواعد الأمريكية ستتحول إلى مناطق صيد مفتوحة، وسيُغلق مضيق هرمز وباب المندب، وتتوقف موانئ النفط في البحر الأحمر عن العمل، ناهيك عن مفاجآت جوية قد تنتظر الطائرات الأمريكية في السماء”.
دعوات في العراق لتدخل عسكري لدعم إيران في الحرب
وفي تطور لافت، دعت حركة النجباء، إحدى أبرز الفصائل المسلحة في العراق، الحكومة العراقية إلى إشراك الجيش و”الحشد الشعبي” في دعم إيران، من خلال فرض منطقة حظر جوي فوق الأجواء العراقية، لمنع أي تحركات إسرائيلية أو أمريكية محتملة.
العراق يغلق مجاله الجوي بالكامل
في ظل هذه الأجواء المشحونة، أعلنت الحكومة العراقية إغلاق المجال الجوي بشكل كامل وتعليق جميع الرحلات الجوية حتى إشعار آخر، كإجراء احترازي لتفادي أي اختراقات جوية أو تطورات أمنية قد تمسّ السيادة الوطنية أو سلامة المدنيين.
وبحسب مراقبون ففي ظل هذا المشهد المعقد، تجد الحكومة العراقية نفسها عالقة بين مطرقة الضغوط الداخلية من الفصائل الموالية لإيران، وسندان الحاجة للحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، وعدم الانجرار إلى حرب إقليمية قد تكون كلفتها باهظة على العراق أمنياً واقتصادياً.
وبينما تزداد المؤشرات على تصعيد إقليمي محتمل، تتجه الأنظار إلى بغداد التي قد تتحول إلى ساحة اختبار جديدة في المواجهة المفتوحة بين واشنطن وطهران.
اقرأ أيضًا: اغتيال خامنئي.. كيف تستعد إيران لفكرة غياب المرشد وما الخيارات المطروحة لخلافته؟