تحذير ناري لأوروبا.. إيران تتوعد إسرائيل بمعركة شرسة وتدعو الصين وروسيا للتدخل

في تصريح شديد اللهجة، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الدول التي تدعم إسرائيل أو تحاول تبرير هجماتها بأنها شريكة مباشرة في “جريمة العدوان” على إيران، محذرا من أن بلاده مستعدة لـ”خوض معركة شرسة” ضد المعتدين، وأن الرد الإيراني سيستمر بقوة ودون تراجع.

إيران تتوعد إسرائيل

وجاءت تصريحات بقائي خلال مؤتمر صحفي رسمي عقده في طهران، في اليوم الرابع من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، والتي أسفرت عن مئات الضحايا المدنيين والبنى التحتية المدمرة في كلا الجانبين، حيث أكد أن ما يحدث هو “حرب ضد الإنسانية” تستوجب الإدانة الدولية دون تردد.

بقائي: الهجوم استهدف منشآت سكنية ونووية وقتل المدنيين

وقال بقائي إن الهجوم الإسرائيلي جاء بينما كان الشعب الإيراني منشغلا بالتحضير لعيد ديني، مضيفا أن الضربات لم تستهدف مواقع عسكرية فقط، بل طالت مناطق سكنية ومراكز نووية مدنية في نطنز وأصفهان، وأسفرت عن مقتل شخصيات عسكرية وعلماء نوويين ومدنيين داخل منازلهم.

تهديد مباشر: “سنخوض معركة شرسة وسنواصلها بقوة”

وفي تصعيد هو الأقوى منذ بدء التوتر، صرح بقائي: “سنخوض معركة شرسة بقوتنا، وسنواصلها بقوة، ردنا على هذا الكيان هو دفاع مشروع وفقا للقانون الدولي والعقل والمنطق”، بحسب “مهر” الإيرانية.

ويعد هذا التصريح تحذيرا واضحا بأن طهران لا تنوي الاكتفاء بردود دفاعية محدودة، بل قد تتجه نحو تصعيد مفتوح إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية أو دعم المجتمع الدولي لها، لا سيما من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

المجتمع الدولي متهم بالتواطؤ والصمت

ولم يكتف بقائي بإدانة الهجوم، بل حمل الدول الداعمة لإسرائيل، سياسيا أو عسكريا، مسؤولية مباشرة عن التصعيد، مؤكدا أن هذه الحرب “ليست ضد إيران فقط، بل ضد الحضارة الإنسانية، وضد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

وأضاف: “إن جميع الدول التي دعمت هذا الكيان بأي شكل أو سعت لتبرير جرائمه، هي شريكة في العدوان، ويجب محاسبتها”.

“ازدواجية الخطاب الدولي” وغياب رد حاسم من مجلس الأمن

كما انتقد بقائي مجلس الأمن الدولي، واصفا مواقفه بـ”المنافقة وغير المسؤولة”، على حد وصفه، وقال: “الحديث عن ضبط النفس في الوقت الذي تُستهدف فيه منازل المدنيين هو نفاق، والمساواة بين المعتدي والمعتدى عليه تمثل خرقا أخلاقيا وسياسيا”.

لا مفاوضات في ظل العدوان

ورفض المتحدث الإيراني أي فكرة لاستئناف المفاوضات النووية في ظل الوضع الراهن، مشددا على أن الهجوم الإسرائيلي الأخير بدعم أمريكي “أفرغ العملية الدبلوماسية من معناها”.

وأشار إلى أن: “التفاوض في ظل القصف لا معنى له. وعلى الولايات المتحدة أن تتخذ موقفا واضحا، وأن تتوقف عن التناقض في تصريحاتها”.

الدول الأوروبية في مرمى الاتهام: “تناقض صارخ”

كما سجل بقائي انتقادات حادة تجاه فرنسا وألمانيا وبريطانيا، التي وصفها بأنها تناقض نفسها حين تعلن رغبتها في التفاوض، بينما تغض الطرف عن العدوان الإسرائيلي.

وأكد أنه “لو كانت هذه الدول تحترم التزاماتها في الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن 2231، لأدانت العدوان على منشآت إيران النووية السلمية”.

دعوة لتدخل صيني وروسي وتحرك إقليمي

أعرب بقائي عن أمل بلاده في أن تقوم الصين وروسيا ودول إقليمية نافذة بدور حقيقي لوقف التصعيد، مشددا على أن الوقت قد حان لاتخاذ مواقف صارمة ضد إسرائيل داخل المؤسسات الدولية.

وأكد أن إيران تنسق مع دول المنطقة لتبادل وجهات النظر بشأن عواقب هذا العدوان، دون أن تكون هناك حاجة لتنسيق مباشر حول الرد، قائلاً: “الرد على الكيان الصهيوني لا يحتاج إلى إذن أو تنسيق مسبق. هذه مسؤولية قانونية وأخلاقية”.

إدانة للذريعة الإسرائيلية بـ”الهجوم الاستباقي”

ورفض بقائي بشدة تبرير إسرائيل لهجماتها تحت ذريعة “الضربات الاستباقية”، واعتبر أن ذلك يمثل “الذريعة الأكثر سخافة في السياسة الدولية”، مطالبا المحكمة الجنائية الدولية بالنظر في هذه الانتهاكات باعتبارها جرائم عدوان.

اقرأ أيضا.. كيف هرّب الموساد الإسرائيلي أجزاء طائرات بدون طيار لمهاجمة إيران؟

تباينات أمريكية لا تُبرئ الإدارة الحالية

أقر بقائي بوجود أصوات معارضة للحرب داخل الولايات المتحدة، لكنه أكد أن الإدارة الحاكمة الحالية تواصل دعمها الكامل لإسرائيل، محملا واشنطن مسؤولية “دفع المنطقة نحو انفجار واسع”.

تحذير من استغلال قرارات مجلس المحافظين للهجوم

وفي إشارة إلى قرار مجلس المحافظين الأخير ضد إيران، قال بقائي إن بعض الدول الأوروبية مهدت الطريق أمام العدوان، مشيرا إلى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تؤكد أنهم انتظروا صدور القرار لتنفيذ ضرباتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى