تحركات مصرية لوقف الحرب في غزة.. اتصالات بين القاهرة وأوروبا للضغط على إسرائيل

في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير وتجدد الحرب في قطاع غزة، تكثف مصر جهودها الدبلوماسية لمنع تفاقم الأوضاع، حيث أجرى وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، سلسلة من الاتصالات مع قادة أوروبيين لحثهم على ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية فورًا.
مباحثات مع 4 مسؤولين أوروبيين لوقف الحرب في غزة
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير عبد العاطي أجري أمس الثلاثاء اتصالات هاتفية مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، ووزير خارجية النرويج، إسبين بارث إيد، ووزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، حيث تركزت المحادثات على التصعيد الإسرائيلي في غزة وتداعياته على الاستقرار الإقليمي.
وأكد الوزير المصري خلال الاتصالات أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يعيد التوتر إلى المنطقة ويعرقل الجهود الهادفة إلى التهدئة وإعادة الاستقرار، مشددًا على ضرورة تحرك الاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل لوقف الهجمات التي تستهدف المدنيين في القطاع، والتي تمثل انتهاكًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار.
كما دعا جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس لإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودهم الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وفقًا للاتفاق المبرم.
اتصال مصري – هولندي بشأن تطورات الحرب في غزة
ضمن التحركات الدبلوماسية، تلقى وزير الخارجية المصري اتصالًا من نظيره الهولندي، كاسبر فيلدكامب، لمناقشة المستجدات في غزة.
جدد عبد العاطي إدانة بلاده للضربات الإسرائيلية الأخيرة، مؤكدًا أنها تعيد التوتر إلى المنطقة وتعرقل الجهود الساعية للتهدئة. وشدد على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بالضغط على إسرائيل لوقف تصعيدها العسكري، مؤكدًا أن مصر بذلت جهودًا مكثفة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث.
كما استعرض الوزير المصري خلال الاتصال الجهود المصرية لدعم التهدئة والتحضير للمؤتمر المزمع عقده في القاهرة حول التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة.
وأعرب عن أمله في أن يواصل الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك هولندا، تقديم الدعم الإنساني للقطاع والمشاركة في المؤتمر، مشيرًا إلى أهمية إيجاد أفق سياسي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، إذ لا يزال حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلام.
موقف حماس من التصعيد العسكري
من جانبها، أكدت حركة حماس أنها لم تغلق باب التفاوض مع إسرائيل، رغم استئناف الأخيرة عملياتها العسكرية ضد القطاع.
وأوضح المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة، طاهر النونو، أن حماس تطالب الوسطاء والمجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بوقف العدوان والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الحركة لا تضع شروطًا جديدة، لكنها ترفض استمرار العدوان وتأخير تنفيذ الاتفاق القائم.
وشدد النونو على أن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يماطل ويعطل الاتفاق، مؤكدًا أن حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق في أي وقت إذا التزمت إسرائيل ببنود الهدنة.
تصعيد إسرائيلي وتحذيرات نتنياهو
في المقابل، شنت إسرائيل ضربات جوية عنيفة على غزة فجر الثلاثاء، وُصفت بأنها الأعنف منذ بدء سريان الهدنة في 19 يناير، ما أدى إلى مقتل أكثر من 400 شخص، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن هذه الضربات “مجرد بداية”، مشيرًا إلى أن الضغط العسكري ضروري لضمان عودة الرهائن المحتجزين لدى حماس، ما ينذر بتصعيد أكبر في الأيام المقبلة.
في ظل هذه التطورات، تواصل القاهرة اتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، في محاولة للحيلولة دون انزلاق الأوضاع نحو مزيد من العنف، وسط تحذيرات من تداعيات كارثية على الاستقرار الإقليمي.
اقرأ أيضا
وسط غضب شعبي واتهامات سياسية.. هل أشعل نتنياهو حرب غزة للحفاظ على منصبه؟