تحطم أول مقاتلة ميراج 2000 لأوكرانيا بعد أسابيع من دخولها الخدمة.. عطل فني أم دمرتها روسيا؟

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية فقدان إحدى مقاتلات “ميراج 2000” الفرنسية التي تسلمتها مؤخرًا، إثر تحطمها خلال مهمة تدريبية، ما أدى إلى نجاة الطيار بعد تنفيذه عملية قذف ناجحة.

وأوضحت القيادة الجوية في بيان لها أن الحادث وقع مساء يوم 22 يوليو 2025، نتيجة “عطل فني مفاجئ أبلغ به الطيار قبل أن يضطر إلى القفز من الطائرة”.

حادث تقني أم خسارة قتالية؟ تساؤلات عن حادث ميراج في أوكرانيا

في ظل كثافة العمليات الجوية وسرعة وتيرة الاستنزاف في ساحة المعركة الأوكرانية، بدأت تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت بعض هذه الحوادث تُنسب عمدًا إلى أعطال تقنية، لتجنب التأثير سلبًا على صورة المقاتلات الغربية أو الحفاظ على معنويات الداخل الأوكراني.

ويرى مراقبون أن احتمال تعرض الطائرة لإسقاط أثناء مهمة قتالية لا يزال قائمًا، خصوصًا أن الطائرة من الجيل الرابع وتعاني من قصور في مواجهة تهديدات الدفاع الجوي الروسي المتطور.

دعم أوروبي لأوكرانيا

تسلمت أوكرانيا هذا الطراز الفرنسي في فبراير الماضي، في إطار دعم غربي متواصل يضم أيضًا طائرات إف-16 أمريكية الصنع مقدمة من دول أوروبية، ومقاتلات ميغ-29 أمدتها بها دول من حلف وارسو السابق.

وقد خضعت مقاتلات “ميراج 2000” لعدة تحديثات تقنية قبل تسليمها، شملت دمج أنظمة حرب إلكترونية متقدمة لتعزيز قدراتها في المهام الجوية-الأرضية.

“ميراج 2000”.. مقاتلة بأداء محدود وسجل حوادث مثير للجدل

دخلت مقاتلات “ميراج 2000” الخدمة في سلاح الجو الفرنسي عام 1984، بعد عشر سنوات من بدء اعتماد الجيل الرابع من الطائرات المقاتلة في الولايات المتحدة. وقد صُممت لمنافسة طائرة “إف-16” الأمريكية، لكنها عانت من محدودية في الأداء الجوي بسبب اعتمادها على محرك أقل قوة، ما أثر على فرصها في الأسواق الدولية، واقتصر بيعها ضمن دول الناتو على اليونان فقط.

السجل التشغيلي للمقاتلة أثار الكثير من التساؤلات، خصوصًا بعد أن فقد سلاح الجو التايواني 13% من أسطوله من هذا الطراز بسبب حوادث تحطم، إذ سقطت 8 طائرات من أصل 60.

وقد دفع ذلك تايبيه إلى بدء خطة إحالة “ميراج 2000” إلى التقاعد تدريجيًا واستبدالها بمقاتلات “إف-16 بلوك 70” الأكثر تطورًا.

ميراج 2000 .. مقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع

تُعد “ميراج 2000” من أبرز المقاتلات الفرنسية التي أنتجتها شركة “داسو للطيران”، وقد دخلت الخدمة رسميًا في سلاح الجو الفرنسي عام 1984 كمقاتلة متعددة المهام تنتمي للجيل الرابع، بتصميم دلتا أحادي الجناح ومحرك واحد من طراز Snecma M53-P2.

الميراج 2000
المقاتلة الفرنسية ميراج 2000

صُممت المقاتلة لمنافسة الطائرة الأمريكية F-16، لكنها افتقرت إلى رشاقة نظيرتها الأمريكية، وواجهت تحديات واضحة في الأداء الجوي نتيجة ضعف نسبة الدفع إلى الوزن.

تبلغ سرعة “ميراج 2000” القصوى نحو 2.2 ماخ (أي ما يعادل 2,336 كم/ساعة)، ويصل مداها القتالي إلى حوالي 1,500 كيلومتر دون خزانات وقود إضافية.

تحمل الطائرة تسليحًا متنوعًا يشمل صواريخ جو-جو قصيرة ومتوسطة المدى مثل Magic II وMICA، إضافة إلى قنابل موجهة وصواريخ جو-أرض، مما يمنحها قدرة محدودة على تنفيذ ضربات أرضية دقيقة، خاصة بعد التحديثات الأخيرة التي طالت أنظمة الملاحة والتشويش الإلكتروني.

طائرة أوروبية متقادمة

على الرغم من امتلاكها تقنيات متطورة في وقتها، إلا أن “ميراج 2000” باتت تعتبر الآن طائرة متقادمة مقارنة بمقاتلات الجيل الرابع ++ والخامس، مثل Rafale وF-35.

وقد عانت من سجل عملياتي مضطرب في عدة دول، حيث سُجلت لها نسب مرتفعة من الحوادث، خاصة في تايوان والهند، وهو ما جعل بعض الجيوش تتجه لاستبدالها تدريجيًا بطائرات أكثر حداثة.

اقرأ أيضاً.. دولة إسلامية تنجح في إنتاج أول صاروخ فرط صوتي محلياً بمدى يصل إلى 800 كم وسرعة 5 ماخ

زر الذهاب إلى الأعلى