تحلق بسرعة 21 كم.. المسيرة “بلاك هورنت” الأمريكية ثورة في الاستطلاع العسكري

في ظل تطور الحروب الحديثة واعتماد الجيوش على التكنولوجيا الذكية والمصغّرة، برزت الطائرة المسيرة “بلاك هورنت” (Black Hornet) كأحد الابتكارات الثورية في مجال الطائرات بدون طيار.

المسيرة بلاك هورنت الأمريكية.. وزنها 33 جرام وتحلق بسرعة 21 كم

وتُعرف المسيرة بلاك هورنت الأمريكية بحجمها المتناهي الصغر وإمكاناتها الكبيرة، ما جعلها خيارًا مفضلًا لدى العديد من جيوش العالم لأداء مهام الاستطلاع والمراقبة بدقة وفاعلية، دون تعريض الجنود لأي خطر مباشر.

التكلفة الاقتصادية

رغم صغر حجمها، إلا أن تكلفة “بلاك هورنت” ليست بسيطة. يبلغ سعر الوحدة الواحدة ما بين 85,000 إلى 195,000 دولار أمريكي، اعتمادًا على النسخة والمواصفات. ويُنظر إلى هذه التكلفة على أنها مبررة في سياق القدرات المتقدمة التي توفرها وتقليل المخاطر البشرية في المهام الخطرة.

المواصفات التقنية للطائرة بلاك هورنت

المسيرة بلاك هورنت
المسيرة “بلاك هورنت” الأمريكية .. أصغر طائرة استطلاع في العالم

الوزن: 32 – 33 جرامًا فقط، أي ما يعادل وزن طائر صغير أو كاميرا جيب.

الطول: 168 ملم.

المدى العملياتي: يصل إلى 2 كيلومتر في بيئة مفتوحة.

مدة التحليق: 20 – 25 دقيقة للطيران المستمر.

السرعة: تبلغ 21 كم/ساعة.

أنظمة الملاحة: يمكنها العمل بدون GPS بفضل مستشعرات ملاحية دقيقة.

الكاميرات: مزودة بكاميرات نهارية وحرارية، قادرة على نقل الفيديو والصور الحية بدقة عالية جداً إلى وحدة تحكم محمولة.

وحدة التحكم: جهاز صغير يمكن حمله على الخصر أو اليد، مزود بشاشة عرض مباشرة للصور.

الدول المشغّلة لها وانتشارها

دخلت الطائرة الخدمة في البداية في الجيش النرويجي، ثم انتشرت بسرعة إلى عدة دول غربية بسبب نتائجها الممتازة في الميدان، من أبرز الدول التي تستخدم “بلاك هورنت”: الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، النرويج، أستراليا، الهند، أوكرانيا، هولندا، المغرب، الجزائر.

بحسب شركة Teledyne FLIR، تم تسليم أكثر من 14,000 وحدة إلى أكثر من 40 دولة، مما يجعلها من أكثر الطائرات المسيرة النانوية انتشارًا عالميًا.

الاستخدامات العملياتية

استطلاع الميادين الحضرية والضيقة: بفضل حجمها الصغير وقدرتها على الطيران بهدوء، يمكن لـ”بلاك هورنت” الدخول إلى الأزقة الضيقة أو داخل المباني لتقديم صور حية لما يحدث دون كشف وجود القوة المهاجمة.

رصد الأعداء من خلف الحواجز أو الزوايا: توفر القدرة على استكشاف مناطق يصعب الوصول إليها أو تكون عرضة للكمائن.

دعم القوات الخاصة في العمليات الليلية: بفضل الكاميرا الحرارية.

المهام الأمنية وحماية المنشآت: حيث يمكن استخدامها لرصد التسلل أو التهديدات المحيطة دون تدخل بشري مباشر.

أهمية بلاك هورنت في ساحة المعركة

من منظور عسكري، تمثل “بلاك هورنت” تحولًا كبيرًا في مفهوم الاستطلاع الميداني، إذ بات بإمكان كل جندي أو مجموعة صغيرة من القوات أن تمتلك قدرات استخباراتية كانت سابقًا تتطلب طائرات كبيرة أو أقمارًا صناعية.

التكتيكات الجديدة التي فرضتها بلاك هورنت

العمليات دون كشف الموقع: الطائرة لا تصدر ضجيجًا يُذكر، ما يمنحها ميزة التخفي ويجعل من الصعب على العدو رصدها.

تقليل الخسائر البشرية: أصبحت فرق الاستطلاع قادرة على معرفة ما ينتظرها خلف الجدران أو بين الأنقاض، ما يقلل من احتمال الوقوع في كمين.

زيادة وعي الجنود بالمحيط القتالي: إذ يحصلون على صور فورية للميدان قبل التقدم.

تعزيز مرونة القوات الخاصة: تُعد خيارًا مثاليًا للعمليات الدقيقة، خاصة في البيئة الحضرية والمباني متعددة الطوابق.

نقاط القوة

سهولة النقل والاستخدام الفردي.

حجم صغير يجعلها شبه غير مرئية.

أداء ممتاز في الليل والنهار.

مقاومة جيدة للتشويش الإلكتروني مقارنة بطائرات أكبر.

نقاط الضعف

لا تحمل أي نوع من التسليح.

غير مناسبة للرياح الشديدة أو الظروف الجوية القاسية.

مدة الطيران محدودة.

غير قادرة على العمل بعيدًا عن المستخدم أكثر من كيلومترين تقريبًا.

“بلاك هورنت” نموذج لتكنولوجيا حرب المستقبل

في الحروب الحديثة، أصبحت المعركة لا تعتمد فقط على من يملك القوة النارية الأكبر، بل على من يملك المعلومة الأدق في الوقت الأسرع، هنا تأتي قيمة “بلاك هورنت”، كأداة تمنح الجندي “عينًا إلكترونية” تسبق خطواته وتقلل من مخاطر العمليات.

ورغم صغر حجمها، فإن هذه الطائرة تشكّل فارقًا نوعيًا على الأرض، وقد نراها تدخل في الاستخدامات المدنية والأمنية مستقبلًا، خاصة في مجالات البحث والإنقاذ والمراقبة الأمنية الذكية.

اقرأ أيضاً: هل تقتني السعودية والعراق دبابات K9 الكورية؟ أبرز المميزات والعيوب

زر الذهاب إلى الأعلى