تحلية المياه المستدامة.. خطوة نحو تحقيق رؤية دبي 2050

في سياق رؤية دبي لتحقيق الاستدامة وتعزيز كفاءة الموارد الطبيعية، حيث تعتمد هيئة كهرباء ومياه دبي على أحدث التقنيات في مجال تحلية المياه، بما في ذلك تقنيات التناضح العكسي والطاقة النظيفة، بهدف تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل البصمة الكربونية.

من المتوقع أن يسهم هذا المشروع في ضمان استدامة إمدادات المياه وتحقيق الأمن المائي في الإمارة، بما يتماشى مع استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2050 ورؤية الإمارات للاستدامة.

كهرباء ومياه دبي تستهدف رفع قدرتها إلى 735 مليون جالون من المياه المحلاة بحلول 2030

تواصل هيئة كهرباء ومياه دبي جهودها في تعزيز استدامة المياه من خلال مشاريع تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، التي تمتاز بكفاءتها العالية واستهلاكها المنخفض للطاقة.

تهدف الهيئة إلى إنتاج 100% من المياه المحلاة بالاعتماد على الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.

تصل القدرة الإنتاجية للهيئة حاليًا إلى 495 مليون جالون يوميًا من المياه المحلاة، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 735 مليون جالون يوميًا بحلول عام 2030، في إطار خططها الاستراتيجية لضمان استدامة الموارد المائية وتحقيق الأمن المائي في الإمارة.

كما تواصل شركة “الاتحاد للماء والكهرباء” جهودها لدعم تحقيق الأمن المائي في الإمارات من خلال تنفيذ مشاريع استراتيجية، من بينها محطة نقاء لتحلية مياه البحر بتقنية التناضح العكسي بقدرة إنتاجية تبلغ 150 مليون جالون يوميًا، بالإضافة إلى مركز الخريجة لتخزين وتوزيع المياه بسعة تصل إلى 180 مليون جالون، مما يعزز كفاءة إمدادات المياه واستدامتها.

اقرأ أيضاً.. رويترز: الإمارات تلتزم باستثمار 1.4 تريليون دولار في أمريكا خلال 10 أعوام

عززت دولة الإمارات ريادتها في مجال الاستدامة المائية من خلال استراتيجيات ومبادرات مبتكرة تهدف إلى تعزيز الأمن المائي، وتحقيق الاستدامة البيئية، ودعم الجهود الدولية في مواجهة تحديات ندرة المياه.

في اليوم العالمي للمياه، الذي يصادف في 22 مارس من كل عام، تؤكد ممارسات الإمارات التزامها المستمر بتطوير حلول مبتكرة في إدارة الموارد المائية، عبر سياسات وإستراتيجيات متكاملة تعتمد على أحدث التقنيات، وتعزز كفاءة الاستهلاك، وتدعم البحوث العلمية، لضمان استدامة هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة.

يعكس النهج المتكامل الذي تتبناه الدولة قدرتها على تحقيق التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية، ما جعلها نموذجاً عالمياً في الإدارة الفعالة للمياه.

الأمن المائي أولوية قصوى للإمارات

أكدت الدكتورة دلال مطر الشامسي، مديرة المركز الوطني للمياه والطاقة في جامعة الإمارات، أن الأمن المائي يمثل أولوية قصوى لدولة الإمارات، حيث تبنت الدولة استراتيجيات متكاملة تلتزم بها الجهات الحكومية والخاصة وأفراد المجتمع لتحقيق هذا الهدف.

أشارت إلى أهمية توجيه الجامعات والمراكز البحثية نحو تسخير مخرجاتها البحثية لدعم استدامة الموارد المائية والحفاظ عليها.

وأوضحت الشامسي في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن استدامة الموارد المائية والأمن المائي ليس مجرد هدف يمكن بلوغه، بل هو سعي مستمر ومرن تتغير طرق تحقيقه بتغير الظروف المحيطة من معدلات سقوط الأمطار، وتطور طرق الطاقة المستخدمة في الحصول على موارد المياه غير التقليدية.

وأضافت، أن دولة الإمارات تخصص ميزانية ضخمة لدعم الأبحاث العلمية في الجامعات والمراكز البحثية في مجال الأمن المائي وما يتعلق به، وهو ما جعل جامعة الإمارات على سبيل المثال تصنف ضمن أول 150 جامعة في مجال أبحاث الموارد المائية حسب تصنيف شنغهاي للجامعات لعام 2024.

استراتيجية الإمارات الأمن المائي 2036

في إطار التزامها بتعزيز الأمن المائي، أطلقت دولة الإمارات، ممثلة بوزارة الطاقة والبنية التحتية، استراتيجية الأمن المائي 2036 في عام 2017.

تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الطموحة، منها خفض إجمالي الطلب على الموارد المائية بنسبة 21%، ورفع مؤشر إنتاجية المياه إلى 110 دولارات لكل متر مكعب، وتقليل مؤشر ندرة المياه بمقدار 3 درجات.

كما تسعى إلى زيادة نسبة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95%، بالإضافة إلى ضمان سعة تخزين تكفي لمدة يومين في الظروف العادية ضمن النظام المائي.

أول خريطة هيدروجيولوجية للإمارات

أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية وهيئة البيئة – أبوظبي خلال مشاركتها في فعاليات “COP28” عن إطلاق أول خريطة هيدروجيولوجية للإمارات، وهي خطة وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستدامة في استخدام المياه والحفاظ على هذا المورد الحيوي.

وأطلقت الوزارة مبادرة الإدارة المتكاملة للسدود والمنشآت المائية، وهاكاثون مستقبل المياه في أصول البنية التحتية، بهدف المساعدة على حل تحديات إدارة المياه التي تواجه إدارة أصول البنية التحتية.

في إطار الجهود العالمية للإمارات، تسهم “مبادرة محمد بن زايد للماء” في مواجهة التحدي المتزايد لندرة المياه على مستوى العالم، حيث أطلقت في مارس 2024 مسابقة “إكس برايز للحد من ندرة المياه” بالشراكة مع مؤسسة “إكس برايز” التي تهدف إلى تعزيز الوصول إلى المياه النظيفة على نطاق واسع من خلال تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها.

معالجة أزمة ندرة المياه

وقعت مبادرة محمد بن زايد للماء والبنك الدولي في فبراير 2025 مذكرة تفاهم لتوحيد الجهود الرامية إلى تسريع الابتكار والاستثمار لمعالجة أزمة ندرة المياه العالمية وتعزيز الأمن المائي حول العالم.

في السياق ذاته، تعمل مؤسسة “سقيا الإمارات” بصورة رئيسية في بحث وتنمية حلول لمشاكل شح المياه وتوفير المياه الصالحة للشرب لتساعد المجتمعات التي تعاني من نقص وتلوث المياه.

كما تواصل جائزة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه التي تشرف عليها مؤسسة “سقيا الإمارات” تكريم المؤسسات ومراكز البحوث والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، ممن يطورون تقنيات ونماذج مبتكرة لإنتاج وتحلية وتنقية المياه باستخدام الطاقة المتجددة.

زر الذهاب إلى الأعلى