تحول سياحي تاريخي.. مشروع ضخم في عمان باستثمار 234 مليون دولار

تشهد محافظة ظفار العمانية تحولا جذريا في مشهد السياحة الفاخرة، مع بدء أعمال البناء في مشروع “فندق بوتيك صلالة مارينا”، الذي يمثل ركيزة جديدة لتنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز موقع صلالة كوجهة سياحية عالمية.
استثمار ضخم بقيمة 90 مليون ريال
وبدأت رسميا أعمال البناء في واحد من أكبر المشاريع السياحية الطموحة في سلطنة عُمان، على طول الساحل الجنوبي لمحافظة ظفار باستثمار أولي قدره 90 مليون ريال عُماني (حوالي 234 مليون دولار).
ويُعد مشروع “فندق بوتيك صلالة مارينا”، الذي تقوده شركة الوثبة للضيافة، مبادرة استراتيجية تهدف إلى وضع صلالة على خريطة السياحة العالمية كوجهة راقية على مدار العام.
ووفقا لمعاينة ميدانية أجرتها صحيفة “عمان أوبزرفر”، تؤكد اللوحات الموجودة في الموقع أن الأشغال قد انطلقت فعليا، وتشمل الأعمال الأولية وتجهيز الأرض، في إطار تطوير يمتد على مساحة تتجاوز 2.5 مليون متر مربع من الأراضي الساحلية.
تحالف هندسي ومعماري عالمي يُعيد تصور السياحة الساحلية في عُمان
ويقود تصميم المشروع اثنان من أبرز المكاتب المعمارية العالمية، بينوي وأوبيني، اللذان يسعيان إلى خلق بيئة تدمج بين الفخامة والطبيعة الساحرة لظفار.
ويُشرف على الجانب الهندسي شركة توسكر المتخصصة في التخطيط البيئي والهندسة المستدامة، مما يعكس حرص القائمين على المشروع على مراعاة التوازن بين التنمية والمحافظة على البيئة.
أما الأعمال البحرية، التي تعد عنصرا جوهريا في هذا المشروع، فتنفذها شركة MDC للحفريات والإنشاءات البحرية بالتعاون مع شركة الفيروز، الشريك المحلي الذي يتمتع بثقة واسعة.
مكونات فاخرة ومرافق مستدامة ترسخ لمعايير جديدة في السياحة العمانية
ويتضمن المشروع فندقا بوتيكيا فاخرا يطل على الواجهة البحرية، ومرسى متكاملا، إلى جانب سلسلة من المرافق الترفيهية والبنى التحتية المصممة لتعزيز تجربة الزائر.
وتشير التصورات الأولية إلى أن التصميم سيشمل ممرات مزروعة بالنخيل، ومناطق استجمام طبيعية، ومرافق تعتمد على الطاقة الشمسية، في تأكيد واضح على التوجه نحو السياحة المستدامة.
ويجسد النهج المتبع في التصميم رؤية متطورة تسعى إلى تقديم منتج سياحي يجمع بين الجودة البيئية والخدمات الفندقية الراقية، بما يتماشى مع تطلعات الزوار الباحثين عن تجارب فريدة تتسم بالرفاهية والخصوصية.
المشروع جزء من رؤية عمان 2040.. نحو اقتصاد متنوع ومستدام
ويأتي المشروع في إطار رؤية عُمان 2040، التي تركز على تقليل الاعتماد على النفط وتنمية القطاعات الواعدة، وفي مقدمتها السياحة.
وضمن هذا التوجه، تهدف الحكومة إلى تنويع العروض السياحية في ظفار، لتكون جاذبة على مدار العام وليس فقط خلال موسم الخريف المعروف محليا باسم “خريف ظفار”.
ويرى خبراء القطاع أن هذا النوع من المشاريع من شأنه أن يُعزز مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، ويدعم استراتيجية التنويع الاقتصادي، كما يوفر فرص عمل للمجتمع المحلي ويرفع من جاذبية المنطقة للمستثمرين والسياح على حد سواء.
نقلة نوعية في هوية صلالة السياحية.. من الخريف الموسمي إلى الفخامة المستدامة
لطالما كانت صلالة مرادفا للطبيعة الخلابة في فصل الخريف، ولكن مع المشروع الجديد، يرى مراقبون أن المدينة على مشارف تحول استراتيجي في هويتها السياحية. فالاتجاه نحو سياحة فاخرة دائمة يعد نقلة نوعية ستعيد رسم ملامح التسويق السياحي للمنطقة وتوسع آفاقها عالميا.
وينظر إلى هذا المشروع على أنه فرصة غير مسبوقة لتحويل المشهد الاقتصادي والثقافي لظفار، من منطقة موسمية إلى مركز سياحي دائم، يقدم نموذجا متوازنا بين الاستثمار والموروث البيئي والثقافي.
اقرأ أيضا.. استثمارات خليجية بـ 340 مليون دولار لتطوير مطار فيلانا بالمالديف
مشروع يحمل في طياته مستقبلا واعدا لعمان والمنطقة
ويحمل مشروع “فندق صلالة البوتيكي والمارينا” بين طياته رؤية مستقبلية شاملة تعكس طموحات عُمان في تعزيز مكانتها ضمن خارطة السياحة الدولية.
وفي حال نجاحه، سيكون بمثابة نقطة تحول فارقة في تاريخ السياحة العمانية، ويشكل مرجعا يحتذى به في كيفية دمج التنمية الاقتصادية بالمسؤولية البيئية والثقافية.