تختلف عن الأسمدة.. لماذا لا تتأثر مصانع الحديد بخفض إمدادات الغاز الطبيعي؟

عمرو عبدالفتاح16 يونيو، 2025

تعد صناعة الحديد من الصناعات كثيفة الاستخدام للغاز الطبيعي، إلا أن تأثرها بأي قرارات حكومية بخفض إمدادات الغاز الطبيعي لمصانعها يكون محدودًا وغير شامل.

وبحسب حسن المراكبي، عضو غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، فإن مرحلة اختزال الحديد تحديدًا هي الأكثر اعتمادًا على الغاز الطبيعي في دورة إنتاج الحديد، وهي المرحلة التي قد تتأثر حال خفض الإمدادات.

المراكبي أشار في تصريحات تليفزيونية، إلى أن الحكومة – حال اتخاذ قرار بخفض إمدادات الغاز لمصانع الحديد– غالبًا ما تستهدف تلك مرحلة الاختزال فقط، دون المساس ببقية المراحل الإنتاجية التي لا تستهلك كميات كبيرة من الغاز.

استمرارية التشغيل وعدم التوقف الكلي

بحسب المراكبي، فإن تأثير خفض الغاز في هذه المرحلة لا يؤدي إلى توقف كلي لخطوط الإنتاج، بل يمكن تدارك الأمر فنيًا وتشغيليًا، وهو ما يجعل مصانع الحديد في وضع مختلف عن مصانع الأسمدة، التي تعتمد بشكل كامل ومباشر على الغاز كمادة خام رئيسية، ما يجعل أي تقليص للإمدادات بمثابة شلل تام للعملية الإنتاجية بها.

وشدد حسن المراكبي في حديثه، على أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ قرارات رسمية بخفض الغاز عن مصانع الحديد، لكن في حال حدوث ذلك فإن التأثير سيكون جزئيًا ولن ينعكس بتوقف كامل في الإنتاج.

اختلاف جوهري في طبيعة الاستخدام

يرجع الفرق الأساسي بين صناعة الحديد وصناعة الأسمدة إلى طبيعة استخدام الغاز الطبيعي داخل كل منهما.

ففي صناعة الأسمدة، يُستخدم الغاز كمادة خام رئيسية تدخل بشكل مباشر في التفاعل الكيميائي لإنتاج الأمونيا، وهي اللبنة الأساسية في تصنيع معظم أنواع الأسمدة، وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنه أو تقليصه دون توقف تام للإنتاج.

أما في صناعة الحديد، فيُستخدم الغاز غالبًا كمصدر للطاقة أو في مرحلة الاختزال التي يتم خلالها تحويل خام الحديد إلى حديد إسفنجي، وهي مرحلة من بين عدة مراحل إنتاجية، ما يمنح المصانع مرونة أكبر في إدارة استهلاك الغاز أو التحول إلى بدائل مؤقتة إذا لزم الأمر، دون أن يؤدي ذلك إلى توقف كلي عن الإنتاج.

الوسوم

عمرو عبدالفتاح16 يونيو، 2025