حقيقة تدهور حالة الوشق المصري بعد هجومه على جنود إسرائيليين- ما القصة؟

كشفت تقارير صحفية تفاصيل جديدة حول هجوم حيوان الوشق المصري على أحد جنود إسرائيليين داخل إحدى القواعد العسكرية.

وشهدت إحدى القواعد العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قرب جبل حريف على الحدود المصرية، حادثة غير مألوفة، حيث تسللت أنثى وشق مصري نادرة (كاراكال) إلى داخل القاعدة، وهاجمت عددًا من الجنود، قبل أن يتم ضبطها ونقلها إلى مستشفى الحياة البرية في سفاري للخضوع للفحوصات الطبية.

ووفقاً لما كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن الحادثة أثارت حالة من الذعر بين الجنود، حيث اعتقدوا في البداية أن الحيوان المفترس يشكل تهديدًا أمنيًا خطيرًا، قبل أن يتبين لاحقًا أنها أنثى وشق مصري تعاني من إصابات وكسور متعددة.

حالة جسدية متدهورة لـ الوشق المصري

عند وصولها إلى المستشفى، أكد البروفيسور دافيد أشخار، مدير مستشفى الحياة البرية، أن أنثى الوشق كانت في حالة سيئة للغاية، حيث بدت هزيلة وتعاني من الخمول وصعوبة في الحركة.

وكشفت الفحوصات بالأشعة السينية عن وجود كسر قديم في الركبة لم يلتئم بشكل صحيح، إضافة إلى كسر صغير في عظمة الصدر ووجود حجر صغير في معدتها، مما يفسر عرجها وحالتها الصحية المتدهورة.

وأشار أشخار إلى أن الحيوان يخضع حاليًا للعلاج بالمضادات الحيوية والسوائل والفيتامينات، كما تم عزله احترازيًا للاشتباه في إصابته بداء الكلب، مؤكدًا ضرورة مراقبته عن كثب خلال الأيام المقبلة.

الوشق المصري جلس تحت المقعد بعد مهاجمة الجنود

في تفاصيل الحادثة، أفادت هيئة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية بأن بلاغًا ورد يفيد بوجود حيوان مفترس داخل القاعدة العسكرية، وعند وصول الفرق المختصة، وُجدت أنثى الوشق مستلقية تحت أحد المقاعد وتمضغ العشب الصناعي.

وقال د. تومر نيسيمان، طبيب الهيئة، إن سلوك الحيوان كان غير معتاد، حيث يُعرف الوشق بكونه من أكثر الحيوانات البرية المراوغة والمهددة بالانقراض في إسرائيل، مضيفًا أن هناك احتمالين لتفسير سلوكه العدواني الأول أنه ربما كان معتادًا على تلقي الطعام من البشر، والثاني أنه قد يكون هرب من حيازة غير قانونية.

وأكد نيسيمان أن المنطقة التي عُثر فيها على الحيوان ليست من المناطق التي ينتشر فيها داء الكلب، إلا أنه تم أخذ عينات مخبرية للتأكد من خلوه من المرض.

ما هو الوشق المصري ؟

يُعد الوشق المصري، المعروف أيضًا باسم كاراكال، من الحيوانات النادرة في إسرائيل، حيث يعيش في مناطق محدودة مثل النقب والعربة، لكنه يبقى قليل العدد حتى في هذه المناطق.

يتميز بمهاراته العالية في الصيد والتسلق، ويتغذى بشكل أساسي على الأرانب والطيور الصغيرة، كما يفضل العيش في الكهوف والمناطق ذات الشجيرات الكثيفة.

يبلغ طول جسمه ما بين 60 إلى 90 سم، بينما يتراوح طول ذيله بين 20 و30 سم، ويغطي جسمه فراء ناعم ذو لون رملي متدرج بين درجات البني، مع نمش على البطن والأرجل. في الشتاء، يصبح فراؤه أكثر كثافة لحمايته من البرد.

أما طوله عند الكتفين، فيتراوح بين 40 و45 سم، فيما يمتلك رأسًا كبيرًا نسبيًا، لكنه يكون أنحف في الإناث مقارنة بالذكور. يتميز بعينين ذات لون بني مائل للأصفر أو الأخضر، وخطوط سوداء تمتد على جانبي أنفه حتى الزاوية الداخلية لعينيه.

أطرافه قوية، حيث تمتلك الأقدام الأمامية خمسة أصابع والخلفية أربعة، كما أن مخالبه حادة ومنحنية، ما يعزز قدرته على الصيد والتسلق، حيث يبلغ طول مخالب قدميه الأماميتين حوالي 2.4 سم، في حين تصل مخالب قدميه الخلفيتين إلى 3.6 سم.

تحذيرات بيئية من الاقتراب من الحيوانات البرية

في أعقاب الحادثة، أصدرت هيئة الطبيعة الإسرائيلية تحذيرات بعدم الاقتراب من الحيوانات البرية أو تقديم الطعام لها، مشيرة إلى أن تغذية هذه الحيوانات يؤدي إلى فقدانها لغرائزها الطبيعية ويزيد من احتمالية اقترابها من البشر، ما قد يؤدي إلى حوادث مشابهة في المستقبل.

وأكدت الهيئة أن الاحتكاك المتزايد بين الحيوانات البرية والبشر يشكل خطرًا على الطرفين، خاصة في ظل احتمال انتقال الأمراض أو تكرار حالات الهجوم غير المبرر.

اقرأ أيضا: مناهج عبرية وتوسع استيطاني.. كيف تخطط إسرائيل لطمس هوية الجولان السوري؟

زر الذهاب إلى الأعلى