تراجع كبير يضرب سهم أرامكو.. خسارة 90 مليار دولار تهز عملاق النفط السعودي

شهد سهم أرامكو السعودية، عملاق النفط العالمي، تراجعًا ملحوظًا خلال الساعات الماضية في تعاملات السوق السعودي “تداول”، حيث أثار هذا الهبوط قلق المستثمرين وفتح الباب أمام تساؤلات حول أسباب هذا الانخفاض الحاد وتداعياته على الاقتصاد المحلي والعالمي.

ومع بداية تعاملات اليوم الأحد، الموافق 6 أبريل 2025، سجل السهم انخفاضًا بنسبة 6.2%، مما أدى إلى خسارة الشركة نحو 90 مليار دولار من قيمتها السوقية عند الافتتاح.

إعلان

اقرأ أيضًا: كيفية التسجيل في برنامج حافز السعودي 1446 خطوة بخطوة

تراجع جماعي للسوق السعودية

,بدأت جلسة التداول اليوم بمؤشرات سلبية واضحة، حيث انخفض مؤشر السوق السعودي “تاسي” بأكثر من 5% في الساعات الأولى، متأثرًا بشكل رئيسي بهبوط سهم أرامكو، الذي يعد العمود الفقري للسوق.

وأشارت بيانات غير رسمية، إلى أن السهم ساهم في تراجع المؤشر بنحو 210 نقاط، مما يجعله اللاعب الأكثر تأثيرًا في هذا الاتجاه الهابط.

ويأتي هذا الانخفاض بعد سلسلة من التقلبات التي شهدها السهم خلال الأسابيع الماضية، حيث كان قد سجل في وقت سابق من العام أدنى مستوياته في خمس سنوات عند 25.50 ريال سعودي، قبل أن يشهد تعافيًا جزئيًا، ليعود اليوم إلى مسار التراجع مجددًا.

أسباب التراجع سهم أرامكو

وتتعدد العوامل التي ساهمت في هذا الهبوط الكبير، لكن أبرزها يتمثل في انخفاض أسعار النفط العالمية إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ويرتبط هذا الانخفاض بتوقعات متشائمة حول الطلب العالمي على النفط، خاصة مع تباطؤ النمو الاقتصادي في أسواق كبرى مثل الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.

وأشارت تقارير إلى أن صادرات أرامكو إلى الصين قد تقلصت في الآونة الأخيرة، مما يعكس ضعف الطلب ويزيد الضغط على أداء الشركة.

سهم أرامكو
أرامكو

إلى جانب ذلك، تلعب سياسات إنتاج النفط دورًا محوريًا في هذا السياق، فقد أبقت أرامكو على إنتاجها عند مستويات منخفضة نسبيًا، تتراوح حول 9 ملايين برميل يوميًا، وهو أقل بكثير من طاقتها الإنتاجية القصوى التي تصل إلى 11 مليون برميل يوميًا.

وهذا القرار يأتي في إطار اتفاقيات “أوبك+” لضبط الإنتاج، لكنه يثير مخاوف المستثمرين من تراجع الإيرادات في ظل انخفاض الأسعار.

كما أن تعديلات توقعات البنوك العالمية، مثل “جولدمان ساكس”، التي خفضت توقعاتها لسعر خام برنت إلى نطاق 60-80 دولارًا للبرميل، أضافت مزيدًا من الضغوط على معنويات السوق.

تداعيات اقتصادية سببها تراجع سهم أرامكو

التراجع الحاد في سهم أرامكو لا يقتصر تأثيره على الشركة وحدها، بل يمتد إلى الاقتصاد السعودي ككل، حيث تمثل أرامكو ركيزة أساسية في دعم الموازنة العامة وتمويل مشاريع رؤية 2030.

ومع انخفاض القيمة السوقية للشركة، قد تواجه الحكومة تحديات في تعزيز السيولة المالية اللازمة للمشاريع التنموية.

كما أن هذا الهبوط أثر على ثقة المستثمرين في السوق السعودي، حيث شهدت قطاعات أخرى، مثل البنوك والطاقة، تراجعًا موازيًا، بينما تماسكت قطاعات مثل الاتصالات والرعاية الصحية نسبيًا.

اقرأ أيضًا: كيفية تغيير المهنة في أبشر من طالب إلى خريج لعام 1446

توقعات المستقبل

ورغم النظرة التشاؤمية الحالية، يرى بعض المحللين أن السهم قد يشهد تعافيًا في حال تحسن أسعار النفط أو زيادة الإنتاج مستقبلاً.

ومع ذلك، يبقى هذا التعافي مرهونًا باستقرار الأسواق العالمية وتطورات السياسات النفطية.

وفي الوقت الحالي، يظل المستثمرون في حالة ترقب، مع تزايد الاهتمام بتحركات أرامكو خلال الأيام المقبلة لتحديد ما إذا كان هذا التراجع مؤقتًا أم بداية لاتجاه هابط طويل الأمد.

ويبقى سهم أرامكو مرآة تعكس ديناميكيات سوق النفط العالمي، ومع استمرار التقلبات، تتجه الأنظار نحو قرارات الشركة والحكومة السعودية لاستعادة الثقة واستقرار الأداء في السوق.

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى