ترامب: من الصعب جدًا مطالبة إسرائيل بوقف الضربات على إيران
أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه من الصعب جدًا مطالبة إسرائيل بوقف الضربات على إيران وحملة القصف المستمرة، مع تصاعد العنف بين البلدين ووصول الجهود الدبلوماسية إلى حافة الهاوية.
في حديثه للصحفيين لدى وصوله إلى نيوجيرسي لحضور فعالية غولف خيرية، سلّطت تصريحات ترامب الضوء على التعقيدات الاستراتيجية والسياسية العميقة التي تحيط بالصراع حاليًا.
وقال ترامب للصحفيين بعد نزوله من الطائرة الرئاسية في مطار موريس تاون البلدي: “إذا كان أحد الطرفين رابحًا، فسيكون الأمر أصعب قليلًا من إذا كان الطرف الآخر خاسرًا، لكننا مستعدون وراغبون وقادرون، وقد تحدثنا مع إيران، وسنرى ما سيحدث”.
جاءت تصريحات الرئيس في الوقت الذي استهدفت فيه هجمات صاروخية إيرانية مدينة حيفا شمال إسرائيل، مما أسفر عن إصابة 19 شخصًا على الأقل بعد أن أفلتت قذيفة من الدفاعات الجوية الإسرائيلية وانفجرت بالقرب من أرصفة المدينة. وقد أثار تبادل إطلاق النار المستمر مخاوف من تصعيد أوسع نطاقًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
جمود في المفاوضات مع مطالبة إيران بوقف الضربات الإسرائيلية
أكدت طهران أنها لن تعود إلى المحادثات المباشرة مع واشنطن طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية. وقد أحبط هذا الموقف آمال الغرب في عودة سريعة إلى الدبلوماسية.
في غضون ذلك، كرر الرئيس ترامب تحديد مهلة أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن التدخل العسكري الأمريكي المحتمل، موضحًا أن “الأسبوعين” يشير إلى أقصى مدة قبل اتخاذ القرار، وليس بعده.
صرح ترامب للصحفيين قائلًا: “أسبوعان كحد أقصى”، موضحًا مدى إلحاح وحدود الجدول الزمني الدبلوماسي الحالي.
انقسامٌ في أوساط الاستخبارات بشأن نوايا إيران النووية
لا يزال مجتمع الاستخبارات الأمريكي منقسمًا بشأن قدرات إيران النووية وطموحاتها. وقد طعن ترامب علنًا في تقييم مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، التي أدلت بشهادتها في مارس بأن إيران لا تُصنّع سلاحًا نوويًا، وأن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لم يُصرّح بتجديد البرنامج منذ تعليقه عام 2003.
وأصرّ ترامب قائلًا: “إنها مُخطئة”، مستشهدًا بمعلومات استخباراتية إسرائيلية تُشير إلى أن إيران على بُعد أسابيع فقط من إنتاج قنبلة نووية. وأضاف: “إنها كمية هائلة من المواد، وأعتقد أنه في غضون أسابيع، أو بالتأكيد في غضون أشهر، سيتمكنون من امتلاك سلاح نووي. لا يُمكننا السماح بحدوث ذلك”.
تُشير تصريحات ترامب إلى تزايد تشكك البيت الأبيض في إجماع الاستخبارات الأمريكية، واستعداده لإعطاء الأولوية للنتائج الإسرائيلية.
اقرأ أيضا.. إسرائيل تواجه معضلة في إيران.. منتظرة قرار ترامب بشأن التدخل العسكري الأمريكي
التداعيات الدولية والخسائر البشرية
مع احتدام الصراع، سحبت المملكة المتحدة موظفي سفارتها من إيران، وبدأت الحكومة البريطانية بإجلاء مواطنيها من إسرائيل. ووصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي هذه اللحظة بأنها “خطيرة”، مما يعكس قلقًا دوليًا واسع النطاق من أي تصعيد محتمل.
أظهرت الضربات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل مرة أخرى هشاشة حتى أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطورًا، والخطر الدائم على السكان المدنيين.
التوقعات: لا إجابات سهلة، لا وقف إطلاق نار فوري
يؤكد إحجام ترامب عن الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، إلى جانب إصراره على التحرك ضد أي تهديد بالسلاح النووي الإيراني، استمرار الجمود. ومع استمرار تبادل الضربات بين الجانبين وضعف الآفاق الدبلوماسية، لا يزال خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع قائمًا.
ينتظر العالم الآن ليرى ما إذا كان الرئيس الأمريكي سيتجه نحو التدخل العسكري، أم أن الدبلوماسية الخفية قادرة على وقف الأعمال العدائية.