ترامب وبوتين يناقشان وقف إطلاق النار ويركزان على ما ستخسره أوكرانيا

“لحظة يالطا” للقرن الحادي والعشرين
أوضح ترامب أن هدفه الرئيسي هو التوصل إلى وقف لإطلاق النار يوقف العنف المستمر. ومع ذلك، أعرب المسؤولون الأوكرانيون عن قلقهم إزاء ما يعتبرونه تنازلاً محتملاً عن طموحات روسيا الإقليمية.
وقف إطلاق النار في أوكرانيا: ما سيُطرح على الطاولة؟
بينما ما تزال التفاصيل الكاملة للمحادثة طي الكتمان، ألمح ترامب إلى نقاش يتعلق بأراضي أوكرانيا وأصولها الاستراتيجية، وخاصة محطة زابوريزهيا للطاقة النووية، وتسيطر روسيا على المنشأة منذ بداية الحرب، مما يثير مخاوف من كارثة نووية نظرًا لقربها من خط المواجهة.
يشير ذكر ترامب “لتقسيم بعض الأصول” إلى أن كلا الجانبين يدرسان صفقة قد تشمل تنازلات إقليمية، ومن المتوقع أن يكون مصير الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها القوات الروسية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونباس، نقطة خلاف رئيسية.
في حين أشار ترامب إلى أن روسيا ستحتفظ على الأرجح بالأراضي التي تحتلها، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت أوكرانيا أو القوى الأوروبية ستوافق على مثل هذه التسوية.
اقرأ أيضا.. نتنياهو يقود إسرائيل لأزمة.. إقالة رئيس الشاباك يُشعل أزمة دستورية
براجماتية ترامب وتشكك زيلينسكي
صورت إدارة ترامب وقف إطلاق النار المقترح كفرصة لإنهاء الحرب “المدمرة”، حيث دعا مستشار الأمن القومي مايكل والتز إلى حل براجماتي من شأنه أن يمنع المزيد من الخسائر في الأرواح.
مع ذلك، امتنع والتز عن الاعتراف بأن تصرفات روسيا كانت العامل المحفز للصراع، وركز بدلاً من ذلك على ضرورة وقف العنف.
من ناحية أخرى، أعرب الرئيس زيلينسكي عن تشككه في أي اتفاق من شأنه أن يكافئ روسيا على عدوانها. على الرغم من الخسائر المستمرة التي تكبدتها أوكرانيا، لا يزال زيلينسكي مصراً على أن أي اتفاق سلام يجب أن يعطي الأولوية لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
في خطاب ألقاه مؤخراً، أكد أن روسيا تواصل إطالة أمد الحرب، وأكد على ضرورة عدم المساس بموقف أوكرانيا في المفاوضات.
علاقة أمريكية-أوكرانية متوترة
ظهرت التوترات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في الأشهر الأخيرة، لا سيما بعد اجتماعٍ مثير للجدل بين ترامب وزيلينسكي في فبراير 2025.
أثار انتقاد ترامب لأوكرانيا وتشكيكه في الدعم الأمريكي لكييف قلق العاصمة الأوكرانية. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، سعت أوكرانيا جاهدةً لإصلاح العلاقات، مؤكدةً امتنانها للدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي.
في حين تسعى الولايات المتحدة إلى التوسط لوقف إطلاق النار، لا تزال هناك مخاوف بشأن الآثار الأوسع لمثل هذا الاتفاق. وقد أثار استعداد إدارة ترامب لتقديم تنازلات محتملة لبوتين، مثل رفع العقوبات أو نقل الأصول الاستراتيجية، انتقادات.
يحذر خبراء، بمن فيهم برادلي بومان من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، من أن الولايات المتحدة قد تُضعف موقفها التفاوضي بتقديم تنازلات استباقية.
ما هو على المحك: التداعيات العالمية
قد تكون لنتائج محادثات ترامب-بوتين عواقب بعيدة المدى تتجاوز أوكرانيا، وكما تشير مونيكا دافي توفت، أستاذة السياسة الدولية بجامعة تافتس، فإن هذه المفاوضات تُشبه جهود ما بعد الحرب العالمية الثانية لإعادة تشكيل النظام العالمي.
تتوافق رغبة بوتين في التوسع الإقليمي ونهج ترامب “أمريكا أولاً” مع الاعتقاد بأن مثل هذه الإجراءات قد تُعزز قوة بلديهما.
ومع ذلك، فإن العامل الحاسم في المعادلة العالمية هو الصين، فقد تُشير نتائج المفاوضات الأمريكية-الروسية إلى كيفية تصرف الصين في النزاعات الإقليمية المستقبلية، وخاصةً فيما يتعلق بتايوان، وقد تُشكل نتائج محادثات أوكرانيا سابقةً في كيفية تأكيد القوى الكبرى لمصالحها على الساحة العالمية.