ترامب وصفه بـ”الشيوعي المجنون”.. هل يصبح زهران ممداني أول مسلم يحكم نيويورك؟

في خطوة وُصفت بـ”التاريخية”، فاز زهران ممداني، السياسي التقدمي المسلم من أصول هندية، بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات رئاسة بلدية نيويورك، في مفاجأة أربكت التوقعات وأثارت غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصفه علنًا بـ”الشيوعي المجنون”.

ولم يُخفِ الرئيس ترامب انزعاجه من فوز ممداني، إذ نشر على منصته “تروث سوشيال” تدوينات هجومية، قال فيها إن الديمقراطيين “فقدوا عقولهم”، مضيفًا: “زهران ممداني الشيوعي المجنون فاز للتو بترشيح الديمقراطيين، وهو في طريقه ليصبح عمدة المدينة… مظهره سيئ، صوته مزعج، ليس ذكياً جداً، ويحظى بدعم AOC+3 — وجميعهم حمقى”.

واتهم ترامب الحزب الديمقراطي بـ”تدمير البلاد”، مقترحًا ساخرًا ترشيح النائبة ياسمين كروكيت للرئاسة، ومعها ممداني كعضو في فريق حكومي يساري، قائلاً إن أمريكا ستكون في “ورطة حقيقية” في حال فوزهم.

فوز مدهش لممثّل التيار التقدمي

ممداني، البالغ من العمر 33 عامًا، ينتمي لجناح اليسار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، ونجح في تجاوز منافسه الأبرز، الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو، الذي أقر بهزيمته وقال لأنصاره:”كانت الليلة ليلته. لقد أدار حملة ملهمة أثرت في الشباب”.

وحصل ممداني على 43% من الأصوات بعد فرز 95% منها، متصدرًا السباق الذي ضم شخصيات بارزة، منها رئيسة مجلس المدينة أدريان آدامز والمراقب المالي سكوت سترينجر.

من هو زهران ممداني؟

زهران هو ابن للمفكر المعروف محمود ممداني، وُلد في أوغندا لعائلة مسلمة هندية، وهاجر إلى الولايات المتحدة صغيرًا. برز كناشط في العدالة الاجتماعية، ثم انتُخب لاحقًا لعضوية مجلس الولاية، ممثلاً التيار التقدمي في نيويورك.

انضم ممداني إلى “الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين”، وركزت حملته على قضايا الإسكان والعدالة الاقتصادية والمساواة العرقية، ما أكسبه دعم الشباب واليساريين.

زهران ممداني ودعم القضية الفلسطينية

عرف ممداني بمواقفه المؤيدة للفلسطينيين، وأيد حركة المقاطعة BDS، واتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية”، ما جعله عرضة لهجوم المحافظين، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في نوفمبر.

ومع ذلك، حظي بدعم سياسيين مؤثرين من اليسار، أبرزهم السيناتور بيرني ساندرز والنائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، اللذان هنآه علنًا بعد فوزه.

زهران ممداني في مواجهة إريك آدامز

من المتوقع أن يواجه ممداني في انتخابات نوفمبر رئيس البلدية الحالي إريك آدامز، الذي أعلن ترشحه كمستقل، مهاجمًا منافسيه التقدميين بقوله:”ما تستحقه نيويورك هو عمدة بسجل حقيقي، لا شخص بلا سجل أو آخر يهرب من ماضيه”.

ووفقًا لمنصة “بولي ماركت” للمراهنات السياسية، فإن فرص ممداني للفوز تصل إلى 73%، مقابل 21% لآدامز، لكن هذه الأرقام قد تتغير مع احتدام المعركة الانتخابية.

لحظة فارقة للمسلمين في أمريكا

في حال فوزه، سيصبح ممداني أول مسلم يتولى رئاسة بلدية نيويورك، وهو ما يراه البعض تتويجًا لتحول تدريجي في تمثيل الأقليات السياسية في الولايات المتحدة، خاصة العرب والمسلمين.

وفي خطابه بعد الفوز، قال ممداني وسط هتافات أنصاره: “بكلمات نيلسون مانديلا: يبدو الأمر مستحيلاً حتى يتحقق… واليوم تحقق، بفضلكم”.

اقرأ أيضا: من فوردو إلى أصفهان.. هل كرّرت أمريكا سيناريو هيروشيما في إيران؟

زر الذهاب إلى الأعلى