ترامب يتدخل لكسر جمود مفاوضات غزة.. هل ينجح في انتزاع هدنة الـ60 يومًا؟

كشف باراك رافيد مراسل أكسيوس على موقع إكس للتواصل الاجتماعي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجتمع مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اليوم الأربعاء، لبحث المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال رافيد، من المتوقع أيضاً أن يناقش ترامب ورئيس الوزراء القطري جهود استئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وفقاً لمصدر مطلع.
ويأتي ذلك وسط حالة جمود تُخيّم على مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي دخلت أسبوعها الثاني بلا اختراق واضح.
وبحسب مصادر متابعة فإن ترامب يسعى لدفع المباحثات نحو اتفاق هدنة مدته ستون يوماً تتخلله عمليات تبادل محتجزين وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من مناطق محدَّدة في القطاع.
اجتماعات متواصلة في الدوحة
وتحتفظ قطر بدور محوري في أي تحرّك لتهدئة الأوضاع، فهي الوسيط الأبرز بين إسرائيل وحركة حماس، إلى جانب مصر والولايات المتحدة.
منذ انطلاق الجولة الحالية من المفاوضات غير المباشرة تستقبل الدوحة وفوداً أمنية وسياسية من الجانبين، بينما يتابع مسؤولون قطريون الترتيبات على مدار الساعة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أوضح أمس أنّ «المفاوضات لا تزال في المرحلة الأولى»، مشدداً على أنّ الأطراف تسعى أولاً إلى اتفاق مبادئ يرسم ملامح المرحلة التالية.
اجتماعات بالقاهرة لإدخال المساعدات لغزة
بالتوازي مع حراك الدوحة، تَعقِد القاهرة اجتماعات ثلاثية تضم مسؤولين مصريين وقطريين وإسرائيليين، لبحث التسهيلات الإنسانية العاجلة: إدخال المساعدات، إجلاء الجرحى، وتمكين العالقين من المرور الآمن.
وكشفت تقارير صحفية أن أنّ الاجتماعات «تشهد تقدماً» في شقّها الإنساني، بينما تتواصل النقاشات بشأن آلية مراقبة الهدنة المقترحة وتوقيتات الانسحاب الإسرائيلي.
ووفق التقارير فإن رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية أدار سلسلة لقاءات ثنائية وثلاثية خلال اليومين الماضيين، التقى خلالها رئيس الوزراء القطري وممثلي الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني بهدف تذليل العقبات وتمهيد الطريق أمام إعلان وقف إطلاق نار شامل يفتح الباب أمام مسار سياسي دائم.
«آليات مبتكرة» لكسر الجمود
رغم التفاؤل الحذر، تؤكد مصادر دبلوماسية أنّ فجوات جوهرية لا تزال تُعرقل بلورة صيغة نهائية للاتفاق، أبرزها ترتيب مراحل تبادل المحتجزين وضمانات تثبيت الهدنة.
مسؤول مطلع على المباحثات قال لوكالة «فرانس برس» إن الوسطاء يبحثون «آليات مبتكرة» تُقلّص المسافات بين مطالب الطرفين، بما يشمل ربط كل خطوة ميدانية بحزمة حوافز سياسية واقتصادية متدرجة.
المحادثات الحالية تركّز أيضاً على وضع جدول زمني لـ«إعادة الإعمار المشروط» في غزة، يضمن تدفقاً مستداماً للمواد الإغاثية وإصلاح البنى التحتية من دون السماح بإعادة تسليح الفصائل.
رهان ترامب على الهدنة في غزة
على الجانب الأمريكي، يراهن ترامب على تحقيق اختراق سريع يُعيد واشنطن إلى واجهة الحدث الشرق أوسطي بعد فترة تركيز على ملفات داخلية.
وفي تصريح مقتضب يوم الأحد، أعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في أن «تحرز المفاوضات نتائج ملموسة هذا الأسبوع»، مكرراً دعمه لخطة هدنة الستين يوماً وتبادل المحتجزين على مراحل.
محللون يرون أنّ التحرك الأمريكي يحمل أهدافاً مزدوجة إنقاذ مسار التهدئة المتعثر وتأكيد مكانة واشنطن حَكَماً رئيسياً في صراعات المنطقة. غير أنّ نجاح هذه الجهود يبقى مرهوناً بقدرة الوسطاء على إقناع تل أبيب وحماس بالتخلي عن شروط الحدّ الأقصى والانخراط في مقايضات متوازنة.
اقرأ أيضا
اللاجئون تحت الحصار.. هل تُغلق أوروبا أبوابها في وجه المهاجرين؟