ترامب يتعهد بالتدخل لمساعدة اللاجئين الأفغان بالإمارات.. خطوة رمزية أم تحرك فعلي؟
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الأحد، استعداده للتحرك من أجل مساعدة اللاجئين الأفغان الذين لا يزالون في الإمارات العربية المتحدة، بعد أن اضطروا إلى مغادرة وطنهم في أعقاب سيطرة حركة طالبان على أفغانستان وانسحاب القوات الأمريكية في عام 2021.
ووفقا لوكالة “رويترز”، قال ترامب، في منشور على منصته “تروث سوشيال”: “سأحاول إنقاذهم، بدءا من الآن”، مشيرا إلى تقرير إخباري تناول أوضاع اللاجئين الأفغان الذين تم إجلاؤهم في أعقاب الأحداث الأخيرة في أفغانستان.
وقد اعتبر هذا التصريح بمثابة خطوة جديدة نحو إعادة فتح النقاش حول مسؤولية الولايات المتحدة تجاه حلفائها السابقين في أفغانستان.
الإمارات.. شريك دولي استجاب لمتطلبات المرحلة الإنسانية
وقد استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ عام 2021، آلاف اللاجئين الأفغان بشكل مؤقت، وذلك في استجابة إنسانية مشهودة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.
وقد وفرت الإمارات مراكز إيواء آمنة ومجهزة لإيواء هؤلاء اللاجئين، في إطار دعمها للجهود الإنسانية الدولية وتعاونها مع مختلف الجهات المختصة.
وفي عام 2022، استجابت كندا لمقترح إعادة توطين نحو 1,000 لاجئ ممن تم استقبالهم مؤقتا، بينما لا تزال الجهود مستمرة لإيجاد حلول دائمة للباقين، بالتنسيق مع دول صديقة وهيئات دولية.
دعوات من الخبراء لمتابعة التحرك بخطوات عملية
ورحب عدد من الناشطين الإنسانيين بتعهد الرئيس ترامب، ومن بينهم شون فان دايفر، رئيس منظمة #AfghanEvac، الذي قال: “الرئيس ترامب لديه الصلاحيات اللازمة لاتخاذ خطوات فعالة. عليه أن يوجه وزارة الأمن الداخلي ووزارة الخارجية لتسريع عمليات المعالجة، وبحث شراكات لإعادة التوطين، وضمان عدم ترك الحلفاء خلفنا مجددا”.
وأشار فان دايفر إلى أن من بين اللاجئين المحتجزين عدد من الأشخاص الذين دعموا القوات الأمريكية خلال مهمتها في أفغانستان، بالإضافة إلى أفراد من عائلاتهم، وأطفال ينتظرون لم الشمل مع ذويهم في الولايات المتحدة.
قضية اللاجئين الأفغان تواصل جذب اهتمام دولي
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه قضية اللاجئين الأفغان اهتماما متزايدا على الساحة الدولية. فوفقا لبيانات الأمم المتحدة، تمت إعادة قرابة مليوني لاجئ أفغاني من إيران وباكستان خلال الأشهر السبعة الماضية.
كما شهدت بعض الدول الأوروبية تحولات في سياسات اللجوء، من بينها ألمانيا، التي بدأت إجراءات ترحيل محدودة إلى أفغانستان.
وفي الولايات المتحدة، لا تزال السياسات المتعلقة بوضع الحماية المؤقتة للأفغان موضع نقاش بين الجمهوريين والديمقراطيين، خاصة بعد أن ألغت إدارة ترامب هذا الوضع في وقت سابق من العام الجاري.
اقرأ أيضا.. مصر في قلب التوسع العربي.. موانئ أبوظبي ترسم خارطة طريق جديدة للتجارة واللوجستيات في مصر والمنطقة
مصير اللاجئين.. ما بين الأمل والانتظار
وبينما تتواصل الدعوات لإيجاد حلول دائمة لهؤلاء اللاجئين، تبقى الإمارات ملتزمة بتوفير الرعاية المؤقتة وفق الاتفاقات القائمة، حتى يتم التوصل إلى ترتيبات مناسبة لإعادة التوطين بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.
ويرى مراقبون أن مبادرة الرئيس ترامب، إذا ما تم تفعيلها على أرض الواقع، قد تساهم في تسريع معالجة ملفات اللاجئين وتوفير مستقبل آمن لمن خدموا الولايات المتحدة في وقت الحرب. ويأمل كثيرون أن تكون هذه التصريحات بداية لتحرك فعلي نحو حل إنساني شامل.