ترامب يركل أوروبا ويسعى لمجد شخصي بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية| القصة كاملة

مع تكثيف المناقشات حول إنهاء الحرب في أوكرانيا، يحلل الخبراء التسويات المحتملة بين سيادة أوكرانيا ومطالبة روسيا بـ “ضمانات أمنية”.

أشعلت التعليقات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول التوسط في اتفاق سلام التكهنات من جديد، في حين أثارت المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والروس في المملكة العربية السعودية الآمال في التوصل إلى حل لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

مفاوضات إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا:

تواجه أوكرانيا خيارات صعبة؛ حيث قد يتطلب أي اتفاق سلام تنازلات إقليمية مؤلمة. وفي الوقت نفسه، تواجه روسيا ضغوطًا اقتصادية متزايدة بسبب نفقات الحرب والعقوبات الغربية. ويتفاقم تعقيد المفاوضات بسبب الشكوك حول استعداد الرئيس فلاديمير بوتين للمشاركة بحسن نية، في حين يخشى الحلفاء الأوروبيون من تهميشهم في المناقشات الأمريكية الروسية.

اللاعبون الرئيسيون على الطاولة

إن مشاركة ترامب في محادثات مباشرة مع بوتين تشير إلى تحول عن نهج إدارة بايدن المتمثل في ضمان مشاركة أوكرانيا في جميع المناقشات الدبلوماسية. ومع ذلك، فإن الدول الأوروبية، على الرغم من مساهمتها بأكثر من 140 مليار دولار في المساعدات، معرضة لخطر الاستبعاد من القرارات الكبرى.

وفي الوقت نفسه، يواصل الوسطاء مثل تركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة تسهيل المحادثات بشأن قضايا مثل تبادل الأسرى والملاحة في البحر الأسود.

أقرا أيضا.. اليابان تراهن بـ1.5 مليار دولار على الخلايا الشمسية فائقة الرقة في تحدٍ للصين

 إنهاء الحرب في أوكرانيا

تعهدت أوكرانيا بعدم قبول الخسائر الإقليمية، لكن روسيا تطالب بالاعتراف الرسمي بسيطرتها على المناطق المحتلة. أحد الحلول الوسطية المحتملة هو تجميد الصراع – مما يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها مع تأخير الاعتراف الرسمي بالضم. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال أوكرانيا تسيطر على الأراضي في منطقة كورسك الروسية، والتي يمكن الاستفادة منها في المفاوضات.

حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي

تصر أوكرانيا على أن عضوية حلف شمال الأطلسي أمر بالغ الأهمية لأمنها، بينما تنظر إليها روسيا باعتبارها تهديدًا مباشرًا. لقد أبدت إدارة ترامب استعدادها لاستيعاب موقف روسيا، مشيرة إلى أنه قد يُسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ولكن ليس الناتو – وهو حل وسط نوقش سابقًا في محادثات السلام عام 2022.

الضمانات الأمنية والقيود العسكرية

بدون حماية الناتو، اقترحت أوكرانيا قوة حفظ سلام دولية قوامها 200 ألف جندي. ومع ذلك، يشكك الخبراء في جدوى مثل هذه القوة. عرض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عددًا غير محدد من قوات حفظ السلام، بينما تطالب روسيا بفرض قيود على القدرات العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك تحديد قواتها المسلحة وحظر وجود القوات الأجنبية.

يقترح مشروع اقتراح قدمه أستاذ القانون في كامبريدج مارك ويلر حلاً وسطًا: نشر قوة دولية صغيرة قوامها 7500 فرد لمراقبة وقف إطلاق النار مع فرض عقوبات على الانتهاكات.

إنفاذ وقف إطلاق النار والأمن المستقبلي في أوروبا

يعتمد وقف إطلاق النار الناجح على تحديد خطوط المعركة، وإنشاء مناطق عازلة، ومحاسبة الجانبين على الانتهاكات. ويسلط الدبلوماسي السويسري السابق توماس جريمينجر، الذي ساعد في مراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا في الماضي، الضوء على أهمية الاتفاقيات الفنية بشأن فك الارتباط بين القوات لمنع اندلاع الصراعات.

بعيدا عن أوكرانيا، من المتوقع أن تطالب روسيا بانسحابات أوسع نطاقا لحلف شمال الأطلسي من أوروبا الشرقية، وهي الخطوة التي قد تزيد من المخاوف الأمنية في بولندا ودول البلطيق. وتشير شكوك ترامب السابقة بشأن نشر قوات حلف شمال الأطلسي إلى أنه قد يقبل بمثل هذا الترتيب، مما يخلق تحديات أخرى للأمن الأوروبي.

مطالب بوتين الإضافية لإنهاء الحرب في أوكرانيا

إلى جانب الاعتبارات الإقليمية والأمنية، سعت روسيا تاريخيا إلى فرض قيود على الهوية الوطنية الأوكرانية، بما في ذلك سياسات اللغة. وقد تظهر هذه القضايا، إلى جانب تخفيف العقوبات المحتمل، كأوراق مساومة في مفاوضات أوسع نطاقا.

في حين تظل اتفاقية السلام في أوكرانيا معقدة، يتفق الخبراء على أن موازنة السيادة مع المخاوف الأمنية ستكون التحدي الحاسم لأي اتفاق. ومع تعدد الأطراف المشاركة والمخاطر العالية على جميع الجوانب، فإن تحقيق السلام الدائم سيتطلب دبلوماسية حذرة وتنازلات استراتيجية.

زر الذهاب إلى الأعلى