ترامب يزعم إيقافه 6 حروب كبرى.. هل يبحث الرئيس الأمريكي عن جائزة نوبل للسلام؟
في تصريحات لافتة من منتجعه الخاص في اسكتلندا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه نجح في منع اندلاع ست حروب كبرى حول العالم، مؤكدًا أن وجوده على الساحة السياسية كان عاملًا حاسمًا في تجنيب البشرية كوارث أمنية مدمرة.
حديث ترامب، الذي جاء وسط جهود إنسانية جديدة أعلن عنها في قطاع غزة، أعاد فتح ملف طموحه السابق في نيل جائزة نوبل للسلام.
“لولا وجودي لاشتعلت ست حروب”
أمام حشد من الصحفيين، قال ترامب: “لو لم أكن هنا، لكان العالم يواجه الآن ست حروب كبرى على الأقل”. التصريح، الذي لم يتبعه بأي تفاصيل عن طبيعة تلك الحروب أو الدول المعنية بها، أثار موجة من التفاعل والتساؤلات بشأن دوافعه، خاصة في ظل الوضع الدولي المتأزم، والحرب المستعرة في غزة.
ويُعرف ترامب بأسلوبه الخطابي الحاد والمثير للجدل، لكن ربطه بين شخصه واستقرار العالم فتح الباب أمام تحليلات تعتبر أنه يسعى لاستعادة صورته كـ”صانع سلام عالمي” قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة، وربما تمهيدًا لترشيح محتمل لجائزة نوبل التي عبّر أكثر من مرة عن استحقاقه لها.
مبادرة غذائية في غزة
في السياق ذاته، أعلن ترامب عن مبادرة أمريكية جديدة لتخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، من خلال إنشاء “مراكز توزيع غذائية” مفتوحة أمام السكان، دون أي حواجز أو قيود. وقال: “سنبني هذه المراكز بالتنسيق مع دول أخرى، لنساعد الأطفال الجوعى والعائلات المنكوبة”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستعمل على تسريع وتيرة المساعدات، خاصة في ظل مؤشرات متزايدة على تدهور الأوضاع المعيشية داخل القطاع. وأكد أن “الوضع في غزة مروع، ولا يمكن السكوت عنه”، داعيًا إسرائيل إلى تسهيل تدفق الإغاثة الإنسانية.
اتهامات لحماس وتنسيق مع إسرائيل
في تصريحاته، هاجم ترامب حركة “حماس”، متهمًا إياها برفض التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن،
وقال إن الحركة “دفعت ثمن ما قامت به” في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر. كما كشف عن محادثات جارية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن “خطط مختلفة” لتحرير الرهائن المحتجزين في القطاع.
وأضاف أن “التعامل مع حماس بات أكثر صعوبة في الأيام الأخيرة”، دون توضيح ما إذا كانت هناك عمليات عسكرية قادمة أو مبادرات دبلوماسية جديدة على الطاولة.
هل يسعى ترامب لنيل نوبل للسلام؟
تصريحات ترامب الأخيرة، وخاصة حديثه عن منعه اندلاع ست حروب كبرى، وتقديمه نفسه كراعي لمبادرات إنسانية في غزة، دفعت مراقبين إلى التساؤل حول نواياه الحقيقية. هل يعود ترامب إلى نغمة “صانع السلام” تمهيدًا لترشيحه رسميًا لجائزة نوبل؟
الرئيس الأمريكي سبق وأن أعرب خلال ولايته الأولى عن استيائه من تجاهل لجنة نوبل له، رغم دوره في اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وعدة دول عربية، ووقف التوتر مع كوريا الشمالية آنذاك. واليوم، يبدو أن ترامب يعيد تقديم نفسه بنفس الرواية، لكن هذه المرة في ظل حرب غزة.
الطريق إلى نوبل ليس مفروشًا بالورود
ويري محللون أنه رغم نبرة الثقة في تصريحاته، يبقى الواقع مختلفًا. الحرب مستمرة في غزة، والمجاعة تحصد أرواح الأطفال، ولا تزال المبادرات الأمريكية حبرًا على ورق حتى تتحول إلى أفعال ملموسة.
وفيما يسعى ترامب إلى ترويج نفسه كمنقذ عالمي، فإن الطريق إلى جائزة نوبل للسلام يمر عبر إنجازات حقيقية على الأرض، وليس فقط عبر المنصات الإعلامية.
اقرأ أيضًا: بين دعم دولي ورفض أمريكي إسرائيلي.. هل ينجح مؤتمر نيويورك في إحياء حل الدولتين؟