ترامب يستبعد حق عودة الفلسطينيين إلى غزة بموجب خطة السيطرة الأمريكية

القاهرة (خاص عن مصر)- أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن خطته “للسيطرة على غزة” ستستبعد حق العودة لأكثر من مليوني فلسطيني، بحجة أنهم “ليس لديهم بديل” سوى المغادرة بسبب الدمار الواسع النطاق الناجم عن الحملة العسكرية الإسرائيلية.

أشعل الإعلان، الذي أدلى به خلال مقابلة مع بريت باير من قناة فوكس نيوز، الغضب في جميع أنحاء العالم العربي، وأثار انتقادات حادة من المدافعين عن حقوق الإنسان الدوليين.

وفقًا للجارديان، تشير تصريحات ترامب إلى ما يراه الخبراء تأييدًا ضمنيًا للتطهير العِرقي، حيث يدعم الرئيس علنًا التهجير القسري للسكان الفلسطينيين في غزة. لم يصدم اقتراحه، الذي كشف عنه الأسبوع الماضي في اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المجتمع الدولي فحسب، بل فاجأ أيضًا بعض مساعديه.

خطة عقارية أم أزمة إنسانية؟

في بيان أثار موجة من الإدانة، أشار ترامب إلى غزة باعتبارها “تطويرًا عقاريًا للمستقبل”؛ مما يشير إلى أنه يمكن إعادة استخدام الأرض تحت إدارته. كما حدد خططًا لبناء مواقع متعددة خارج غزة حيث سيتم إعادة توطين الفلسطينيين بشكل دائم.

ستكون هذه المخيمات، التي تمولها الولايات المتحدة، بمثابة منازل جديدة للنازحين، حيث صرح ترامب: “يمكن أن تكون خمسة أو ستة أو اثنان. لكننا سنبني مجتمعات آمنة، بعيدًا قليلاً عن مكانهم، حيث يوجد كل هذا الخطر”.

تتوافق مبادرة إعادة التوطين هذه بشكل وثيق مع المقترحات السابقة التي دعت إلى نقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن – وهي الخطط التي رفضها كلا البلدين بشدة. كما رفضت الدول العربية الكبرى مثل هذه الأفكار باعتبارها غير قابلة للتطبيق ومتفجرة سياسيًا، محذرة من أنها ستؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي.

اقرأ أيضًا: ترامب يؤكد جديته بشأن ضم كندا لتكون الولاية رقم 51 للولايات المتحدة

الافتقار إلى التخطيط السياسي الأمريكي

على الرغم من تصريحات ترامب الشاملة، لم تكن هناك مناقشات رسمية داخل البنتاجون أو وزارة الخارجية حول كيفية تنفيذ مثل هذه الخطة قانونيًا أو لوجستيًا. ويشير المحللون إلى أن التهجير القسري لسكان بالكامل لن ينتهك القانون الدولي فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى تداعيات دبلوماسية شديدة للولايات المتحدة.

ومع ذلك، وجد اقتراح ترامب دعمًا قويًا بين حركة المستوطنين اليمينية المتطرفة في إسرائيل والحلفاء الإنجيليين في الولايات المتحدة، وكلاهما دعا إلى ضم غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك الضفة الغربية.

الإدانة الدولية والمخاوف القانونية

استجاب المجتمع الدولي بقلق. قالت نافي بيلاي، المحققة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، لصحيفة بوليتيكو إن خطة ترامب “تعادل التطهير العرقي” وتشكل جريمة دولية. وأكدت بيلاي: “لا توجد طريقة بموجب القانون يمكن لترامب من خلالها تنفيذ التهديد بتهجير الفلسطينيين من أرضهم”.

يظل حق العودة قضية أساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. الواقع أن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني وذريتهم، الذين نزحوا منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، يقيمون حاليا في مخيمات للاجئين في مختلف أنحاء الأردن ولبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.

يرفض اقتراح ترامب فعليا ادعاءهم التاريخي ويعزز تهجير سكان بأكملهم، مما يثير إدانة واسعة النطاق من جانب جماعات حقوق الإنسان وقادة العالم.

خطة بلا سابقة؟

في حين تظل رؤية ترامب لغزة نظرية إلى حد كبير، فإن آثارها بعيدة المدى. وقد أثار تأطيره غير الرسمي للقضية باعتبارها مسألة “تطوير عقاري” مخاوف جدية بشأن التأثير الإنساني لمثل هذه الاستراتيجية. ويحذر الخبراء من أن تنفيذ مثل هذه الخطة من شأنه أن يثير مقاومة كبيرة، ويعمق التوترات الإقليمية، وربما يشعل شرارة عدم الاستقرار.

ومع تكثيف المناقشة حول اقتراح ترامب بشأن غزة، يواجه المجتمع الدولي أسئلة ملحة حول دور السياسة الأمريكية في تشكيل مستقبل الشعب الفلسطيني. ومع تسليط الخبراء القانونيين الضوء على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي المتأصلة في التهجير القسري، يراقب العالم عن كثب لمعرفة كيف تتكشف هذه الخطة المثيرة للجدل.

زر الذهاب إلى الأعلى