ترامب يقترح اتفاقا نوويا جديدا يسمح لأمريكا بتدمير مواقع إيرانية.. رؤية خيالية

طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رؤيةً استفزازيةً لاتفاق نووي جديد مع إيران، مُصرًا على أن الاتفاق يجب أن يسمح للمفتشين الأمريكيين “بأخذ ما نريده” وحتى “تفجير ما نريده” داخل إيران، شريطة عدم وقوع خسائر في الأرواح.
وفقا لتقرير نشرته بلومبرج، تشير تصريحات ترامب، التي أدلى بها خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، إلى عودة إلى الأساليب المتشددة التي تُذكرنا بعراق ما بعد حرب الخليج، مما يُمهد الطريق لمفاوضات عالية المخاطر مع طهران يتوقع العديد من المحللين تعثرها بسبب هذه المطالب.
اتفاق نووي جديد – أم صفقة فاشلة؟
زعم ترامب أن المحادثات مع إيران تُحرز “تقدمًا كبيرًا”، وأشار إلى إمكانية إبرام اتفاق “خلال الأسبوعين المقبلين”. ومع ذلك، تُعتبر التفاصيل التي كشف عنها – بما في ذلك صلاحية تدمير المختبرات أو المنشآت النووية إذا اشتُبه في قيام إيران بتطوير أسلحة – نقطة خلاف رئيسية من غير المرجح أن تقبلها طهران.
قال ترامب، في إشارة إلى نموذج عمليات التفتيش التدخلية الذي يتجاوز أي اتفاق أمريكي أو دولي سابق مع إيران: “يمكننا الدخول مع المفتشين. يمكننا أخذ ما نريد. يمكننا تفجير ما نريد. لكن دون أن يُقتل أحد”.
الرد الإيراني: خيالٌ شاركه رؤساء أمريكيون سابقون
سارع المسؤولون الإيرانيون إلى رفض اقتراح ترامب. نشر علي شمخاني، كبير مستشاري المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، على حسابه على موقع X : “إن الوصول إلى المواقع النووية الإيرانية وتفجير البنية التحتية خيالٌ شاركه رؤساء أمريكيون سابقون.
إيران مستقلة، ذات دفاعات قوية، وشعب صامد، وخطوط حمراء واضحة”. وأضاف أن الدبلوماسية يجب أن تخدم “التقدم والمصالح والكرامة، وليس الإكراه أو الاستسلام”.
في حين لم يؤكد المسؤولون الأمريكيون ما إذا كانت القدرة على تدمير المواقع الإيرانية مطلبًا رسميًا في المفاوضات الجارية، يحذر الخبراء من أن هذه الصياغة قد تقوض الزخم الدبلوماسي الأخير.
من جانبها، صرّحت إيران مرارًا وتكرارًا بأن برنامجها النووي سلمي وأن تخصيب اليورانيوم ضروري لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
ظل إسرائيل والسوابق التاريخية
جاءت تصريحات ترامب ردًا على أسئلة حول خطط إسرائيل المتجددة لضرب المنشآت النووية الإيرانية – وهي فكرة قال إنه نصح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم القيام بها، محذرًا من أن العمل العسكري قد يعرقل المحادثات الأمريكية الإيرانية الجارية.
طرح ترامب بديلًا: آلية رسمية ضمن اتفاق نووي تمنح الولايات المتحدة سلطة استهداف وتدمير منشآت الأسلحة الإيرانية، على غرار نظام ما بعد حرب الخليج عام 1991 المفروض على العراق، والذي سمح لمفتشي الأمم المتحدة بتفكيك البنية التحتية المتعلقة بالأسلحة.
“يمكننا تفجير مختبر، لكن لن يكون هناك أحد داخل المختبر، على عكس تواجد الجميع داخل المختبر وتفجيره، أليس كذلك؟” أوضح ترامب، مؤكدًا على تدخل افتراضي خالٍ من الخسائر.
التنازلات الإيرانية – والنكسات المحتملة
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أبدى المسؤولون الإيرانيون استعدادهم للسماح للأمريكيين بالانضمام إلى فرق تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية – وهو تحول ملحوظ عن السياسة السابقة التي كانت تستبعد المواطنين الأمريكيين.
مع ذلك، فإن اقتراح ترامب بتوفير قدرات تخريبية أمريكية عند الطلب قد يدفع طهران إلى إعادة النظر في أي تنازلات في مجال التفتيش، وفقًا لمحللين إقليميين.
أقرا أيضا.. ترامب يمنح بوتين مهلة نهائية لإنهاء الحرب في أوكرانيا
آمال دبلوماسية – وانعدام ثقة عميق
على الرغم من الفجوة الواضحة بين الجانبين، أبدى ترامب تفاؤله، مشيرًا إلى جهود مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف في المفاوضات الجارية.
قال ترامب: “لا يزال يتعين عليهم الاتفاق على المراحل النهائية من الوثيقة، لكنني أعتقد أنكم قد تفاجأون بما سيحدث هناك، وسيكون ذلك أمرًا رائعًا بالنسبة لهم. يمكن أن يكون لديهم بلد عظيم في المستقبل”.
أعرب كبير المفاوضين الإيرانيين، وزير الخارجية عباس عراقجي، عن تفاؤل حذر عقب محادثات روما، مشيرًا إلى إمكانية إحراز تقدم “في الاجتماعين المقبلين”.
مخاطر عالية ونتائج غير مؤكدة
مع اقتراب المفاوضين الأمريكيين والإيرانيين من اتفاق محتمل، تُمثل رؤية ترامب العدوانية لاتفاق يسمح بالتدخل الأمريكي على الأراضي الإيرانية اختبارًا للتصميم الدبلوماسي، وقد يكون سببًا لفشل الاتفاق.
مع انكشاف الخطوط الحمراء لكلا البلدين، ستكشف الأسابيع المقبلة ما إذا كانت استراتيجية ترامب ستجمع الجانبين أم ستزيد من تباعدهما.