ترامب ينحرف عن سياسة “أمريكا أولا” ويشكل فريقا من الصقور بترشيح روبيو ووالتز
في تحوُّل ملحوظ نحو موقف أكثر تشددًا بشأن السياسة الخارجية الأمريكية، من المقرر أن يعين الرئيس المنتخب دونالد ترامب السيناتور ماركو روبيو وزيرا للخارجية والنائب مايك والتز مستشارا للأمن القومي، وفقا لما نشرته الجارديان.
ووفقا لتحليل، أندرو روث، في تحليله بالجارديان، يشير هذا الاختيار إلى انحراف كبير عن سياسة “أمريكا أولا” الانعزالية التي أعلنها ترامب علنا، مما يشير إلى التحول نحو مشاركة عالمية أكثر حزما.
سجل روبيو: من “ماركو الصغير” إلى دبلوماسي بارز
يؤكد تعيين ماركو روبيو المتوقع على تحول سياسي ملحوظ. فبعد أن كان هدفا متكررا لازدراء ترامب، وسخر منه باعتباره “ماركو الصغير” ورفضه باعتباره “دمية” المؤسسة، تحول روبيو إلى مؤيد ثابت للرئيس المنتخب.
على الرغم من تاريخ التوترات، فقد انحاز روبيو إلى رؤية ترامب في السنوات الأخيرة، واكتسب الثقة وعزز مكانته كشخصية رئيسية في الإدارة القادمة.
إن سمعة روبيو باعتباره صقراً في السياسة الخارجية راسخة. وتعكس مواقفه المتشددة تجاه الصين وإيران وفنزويلا التزامه الطويل الأمد بالهيمنة الأميركية على الساحة العالمية. وبصفته رئيساً مشاركاً للجنة التنفيذية للكونجرس بشأن الصين، كان روبيو صريحاً في التعبير عن مخاوفه بشأن المناورات الجيوسياسية التي تقوم بها بكين.
أبرز هذا الدور الحزبي قدرته على تشكيل تحالفات بين الحزبين، مما يشير إلى مسار أكثر سلاسة لتأكيد مجلس الشيوخ على تعيينه.
اقرأ أيضًا.. ترامب يعين مايك والتز مستشارًا للأمن القومي وسط مخاوف عالمية
تغيير الأولويات بشأن أوكرانيا
في حين يشير سجل روبيو إلى الدعوة القوية لمشاركة الولايات المتحدة، فإن تصريحاته الأخيرة تشير إلى موقف دقيق بشأن الصراع الدائر في أوكرانيا. وفي تحالف مع الأصوات المؤثرة في دائرة ترامب ــ بما في ذلك إيلون ماسك ودونالد ترامب الابن ــ أعرب روبيو عن تشككه في استمرار تمويل الدفاع العسكري الأوكراني ضد العدوان الروسي.
كان من بين 15 عضوًا جمهوريًا في مجلس الشيوخ صوتوا ضد حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام، والتي ساهمت في تأخير كبير في الدعم الحيوي لكييف.
صرح روبيو في مقابلة تلفزيونية حديثة: “أعتقد أن الأوكرانيين كانوا شجعانًا وقويين بشكل لا يصدق في الوقوف في وجه روسيا. ولكن في نهاية المطاف، ما نموله هنا هو حرب مسدودة، ويجب أن تنتهي، وإلا فإن هذا البلد سوف يتراجع 100 عام”.
والتز: صقر الصين على وشك تشكيل السياسة
ينضم إلى روبيو عضو الكونجرس مايك والتز، وهو جندي متقاعد من القوات الخاصة الأمريكية وله موقف متشدد تجاه الصين.
إن تعيين والتز كمستشار للأمن القومي يضعه في موقف قوي للتأثير على استجابة الإدارة للأزمات، بما في ذلك الحروب في أوكرانيا وغزة. والمعروف بتركيزه الثابت على كبح طموحات الصين العالمية، تتوافق خبرة والتز مع الإجماع الحزبي المتزايد في واشنطن الذي ينظر إلى بكين باعتبارها التهديد الاستراتيجي الأساسي.
التداعيات على السياسة الخارجية الأميركية
إن الجمع بين روبيو ووالتز في الأدوار الأمنية العليا يشير إلى أن الإدارة من المرجح أن تتبنى موقفا حازماً في السياسة الخارجية. وقد يستلزم موقف هذا الفريق إعادة معايرة الجهود الأميركية في الخارج، وخاصة في المناطق الساخنة مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
يشير تعاون روبيو السابق مع لجان مجلس الشيوخ، إلى جانب الخلفية العسكرية لوالتز، إلى نهج قوي للعلاقات الدولية يوازن بين الجاهزية العسكرية والتدابير الدبلوماسية.
التداعيات السياسية وتوقعات التأكيد
يبدو تأكيد روبيو المحتمل واعدا بسبب خبرته الواسعة في مجلس الشيوخ وتواصله الحزبي. ويجسد تحوله من كونه “هدفا” لسخرية ترامب إلى حليف موثوق به الديناميكيات المتطورة داخل الحزب الجمهوري.
من ناحية أخرى، تظل إمكانية الاحتكاك قائمة إذا تعارض خطاب ترامب الأولي “أميركا أولا” مع الميول الأكثر تشددا لدى المعينين من قبله.
إن إعادة تشكيل فريق ترامب لا تمثل انحرافاً عن الممارسات السابقة فحسب، بل إنها تلمح أيضاً إلى رئاسة مستعدة لاتخاذ خطوات حاسمة في السياسة العالمية وربما المواجهة. وتشير تعيينات روبيو ووالتز إلى أن ولاية ترامب الثانية قد تمزج بين علامته الشعبوية ودور أميركي أكثر حزماً على الساحة العالمية.