ترامب يهدده ونتنياهو يتوعده.. علي خامنئي حكاية مرشد بصلاحيات إمبراطور في إيران

تصاعدت حدة التوتر في المنطقة عقب تصريحات مباشرة أطلقها نتنياهو ووزير دفاعه يوآف كاتس، هدّدا خلالها باستهداف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
كاتس شبّه خامنئي بصدام حسين، ملمّحاً إلى مصير مشابه في حال استمرار استهداف المدنيين الإسرائيليين من قبل جماعات مسلحة موالية لطهران.
التهديدات الإسرائيلية تزامنت مع تصريحات أمريكية سابقة، من بينها مواقف للرئيس دونالد ترامب، بشأن استهداف قيادات إيرانية رفيعة.
من هو علي خامنئي ؟
وُلد علي خامنئي عام 1939 بمدينة مشهد. تولى منصب المرشد الأعلى عام 1989 بعد وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني. رغم تحفظات رجال الدين آنذاك على مؤهلاته الدينية، إلا أن الدعم السياسي والعسكري مكّنه من تجاوز تلك العقبة.
بعد استلامه المنصب، عمل على تعزيز سلطته عبر مؤسسات أمنية قوية أبرزها الحرس الثوري وقوات الباسيج، والتي لعبت دورًا أساسيًا في فرض السيطرة على الداخل الإيراني.
خامنئي ومقاليد السلطات في إيران
أصبحت السلطة السياسية والعسكرية والدينية متمركزة بيد المرشد، حيث لا يُتخذ أي قرار استراتيجي داخلي أو خارجي دون موافقته.
أدار خامنئي ملفات رئيسية مثل البرنامج النووي والعلاقات الإقليمية، معتمدًا على شبكة نفوذ واسعة تربط بين مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية.
ورغم عدائه التقليدي للغرب، أبدى مرونة تكتيكية في بعض الملفات، من بينها دعمه للاتفاق النووي عام 2015. الاتفاق انهار لاحقًا بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018، ما فتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد.
نفوذ إقليمي متشابك
تبنّى خامنئي سياسة التمدد الإقليمي عبر دعم جماعات مسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة، تحت عنوان “محور المقاومة”.
هذا التمدد واجه تحديات متصاعدة، خصوصًا بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، وما أعقبه من ضربات إسرائيلية مركزة على مواقع تابعة للحرس الثوري وحلفائه في سوريا ولبنان. سقوط النظام السوري في أواخر 2024 شكّل ضربة موجعة لطهران، بعدما كانت دمشق تمثّل حليفًا استراتيجيًا لها في قلب المنطقة.
بنية مالية مغلقة لمرشد إيران
بحسب تقارير فقد أنشأ خامنئي منظومة مالية مستقلة عن الدولة، تديرها مؤسسات ضخمة أبرزها “ستاد تنفيذ أوامر الإمام”، وهي هيئة تُشرف على مليارات الدولارات من الأصول.
هذه الشبكة مكّنت القيادة الإيرانية من تجاوز بعض آثار العقوبات، كما ساعدت في تمويل الأنشطة الإقليمية ودعم الأجهزة الأمنية داخليًا.
احتجاجات ضد حكم خامنئي
تعرضت إيران خلال حكم خامنئي لاحتجاجات واسعة، من أبرزها مظاهرات 2009 عقب الانتخابات، وانتفاضة 2022 التي اندلعت إثر وفاة الشابة مهسا أميني.
تعاملت السلطات مع تلك التحركات بقبضة أمنية شديدة شملت الاعتقالات والإعدامات، مما أسفر عن تراجع مؤقت في الزخم الشعبي، دون أن تنجح الإجراءات الأمنية في القضاء على جذور السخط الداخلي.
محاولة اغتيال خامنئي
تعرض خامنئي لمحاولة اغتيال عام 1981 تسببت في شلل دائم بذراعه اليمنى، كما أمضى سنوات في السجن خلال فترة حكم الشاه.
تلك التجارب أسهمت في تشكيل شخصيته الصلبة، كما عززت قناعته بضرورة بناء نظام أمني صارم. خلال الحرب مع العراق، تولى مناصب أمنية وعسكرية مهدت لعلاقته الوثيقة بالحرس الثوري، والتي بقيت حجر الزاوية في استمراره بالسلطة.
من يخلف خامنئي ؟
رغم بلوغه السادسة والثمانين، لا تظهر مؤشرات جدية على وجود خليفة واضح لخامنئي، سواء على المستوى السياسي أو الديني.
يثير هذا الغموض قلق دوائر عديدة داخل إيران وخارجها، خصوصًا في ظل احتدام الصراع الإقليمي وتزايد الدعوات إلى تغيير هيكلي في طبيعة النظام الحاكم.
ووفق مراقبون فإن علي خامنئي هو الشخصية الأكثر تأثيرًا في إيران الحديثة، وهيمنته امتدت لعقود غيّرت وجه البلاد والمنطقة.
ومع تصاعد التحذيرات من استهدافه بشكل مباشر، يرتبط مستقبل النظام الإيراني إلى حد كبير بمصير هذا الرجل الذي صاغ ملامح الجمهورية الإسلامية وفق رؤيته الخاصة، وأدار ملفاتها الكبرى دون منافسة تُذكر.
اقرأ أيضا
ليلة الرعب في تل أبيب.. إيران تضرب مقرات الموساد وآمان في عملية غير مسبوقة بإسرائيل