ترتيب الدول حسب عدد الرؤوس النووية وقوتها في 2025.. من يقدر على إنهاء العالم؟

يعيش العالم الآن توترات جيوسياسية متصاعدة، يبرز فيها الصراعات المختلفة بين الدول، سواء الجيران “كما في حالة الصراع بين الهند وباكستان” أو سباق التسلح بين الصين والولايات المتحدة، والمعسكر الشرقي والغربي.
وهنا يأتي دور الأسلحة النووية التي عادت إلى واجهة المشهد العالمي كأدوات ردع وهيمنة.
وبينما تتجه الأنظار إلى مناطق النزاع، تواصل الدول النووية تعزيز قدراتها وتحديث ترساناتها في سباق تسلح غير معلن.
12 ألف رأس نووي قادر على إنهاء العالم في دقائق معدودة
ووفقًا لأحدث تقارير “معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام” (SIPRI)، فإن العالم يمتلك ما يقدّر بـ12,121 رأسًا نوويًا حتى عام 2025، منها أكثر من 9,500 رأس نووي جاهز للاستخدام العسكري، وهو ما يجعل البشرية على بُعد خطوات من كارثة محتملة إن تم تفعيل هذه الترسانة الفتاكة.
الدول النووية وترساناتها:
روسيا
تحتل المرتبة الأولى عالميًا بعدد رؤوس نووية يبلغ نحو 5,889 رأسًا، بينها قرابة 1,710 رأسًا منتشرة فعليًا في مواقع إطلاق. دخلت روسيا النادي النووي بعد أول تجربة نووية أجرتها في 29 أغسطس 1949 في موقع سيميبالاتينسك بكازاخستان.
الولايات المتحدة الأمريكية
تأتي في المركز الثاني بترسانة تقدر بـ5,244 رأسًا نوويًا، منها حوالي 1,770 رأسًا في الخدمة العملياتية. وهي أول دولة أجرت تجربة نووية في التاريخ، وكان ذلك في 16 يوليو 1945 في ولاية نيو مكسيكو.
الصين
تواصل تعزيز قدراتها النووية، وتمتلك اليوم نحو 500 رأس نووي، معظمها في وضع التخزين الاستراتيجي. دخلت المجال النووي في 16 أكتوبر 1964 بعد تجربتها الأولى في منطقة لوب نور بشينجيانغ.
فرنسا
تمتلك 290 رأسًا نوويًا، وأجرت أولى تجاربها في 13 فبراير 1960 بمنطقة رقان في الصحراء الجزائرية أثناء فترة الاستعمار الفرنسي.
المملكة المتحدة
تحتفظ بـ225 رأسًا نوويًا تقريبًا، ويعود تاريخ دخولها العالم النووي إلى 3 أكتوبر 1952 بعد تجربتها الأولى في جزر مونتي بيلو الأسترالية.
الهند
تمتلك نحو 172 رأسًا نوويًا، دخلت النادي النووي في 18 مايو 1974، بإجراء أول تجربة نووية في منطقة بوخران بولاية راجستان.
باكستان
طورت برنامجها النووي بشكل متسارع، وتُقدّر ترسانتها بحوالي 170 رأسًا، وكانت أول تجربة نووية لها في 28 مايو 1998 في منطقة راس كوه ببلوشستان.
إسرائيل
لا تعترف رسميًا بامتلاك السلاح النووي، لكن تقديرات المراكز البحثية تشير إلى امتلاكها حوالي 90 رأسًا نوويًا، ويُعتقد أنها أجرت تجربة سرية في عام 1979.
كوريا الشمالية
رغم عزلتها، أصبحت قوة نووية، ويُقدر امتلاكها بـ50 رأسًا نوويًا تقريبًا. أجرت أول اختبار نووي في 9 أكتوبر 2006 في مقاطعة هامغيونغ الشمالية.
اقرأ أيضاً.. بدء تصنيع أجزاء من مقاتلات F-16 Fighting Falcon الأمريكية في دولة عربية- من هي؟
عدد المفاعلات النووية العسكرية:
- مفاعل نووي – أرشيفية
تمتلك كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة شبكات متطورة من المفاعلات النووية المخصصة للأغراض العسكرية، تُقدّر بعشرات المفاعلات النشطة.
في المقابل، تمتلك الهند ستة مفاعلات عسكرية، بينما تملك باكستان اثنين فقط. كوريا الشمالية، رغم محدودية مواردها، تُشغل عددًا غير مؤكد من المفاعلات يُعتقد أن عددها يصل إلى ستة.
أما إسرائيل، فمفاعل ديمونا هو المركز الرئيسي، لكن لا توجد معلومات مؤكدة عن عدد مفاعلاتها الفعلي.
إجمالي ما يمتلكه العالم من الرؤوس النووية:
بحلول عام 2025، يُقدّر إجمالي عدد الرؤوس النووية في العالم بنحو 12,121 رأسًا، منها 9,585 رأسًا في المخزون العسكري، بينما يبلغ عدد الرؤوس المنتشرة مع القوات العملياتية نحو 3,904 رأسًا، وتُصنّف حوالي 2,100 رأس على أنها في “حالة تأهب قصوى”، أي جاهزة للإطلاق خلال دقائق.
جهود دولية للحد من انتشار الأسلحة النووية
تواصل الدول الكبرى والمنظمات الدولية تكثيف جهودها للحد من انتشار الأسلحة النووية، في إطار مساعٍ جماعية للحفاظ على الأمن والسلم العالميين. وتُعد معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) حجر الأساس في هذه الجهود، إذ وقعت عليها 191 دولة، مما يجعلها واحدة من أكثر الاتفاقيات الدولية شمولاً.
وتلعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) دورًا محوريًا في مراقبة البرامج النووية المدنية وضمان عدم انحرافها نحو الاستخدام العسكري. كما تعزز المنظمة التعاون الفني بين الدول لنقل التكنولوجيا النووية السلمية بشكل آمن وخاضع للرقابة.
دول جديدة تدخل الترسانة النووية
في السنوات الأخيرة، برزت تحديات جديدة تمثلت في الطموحات النووية لبعض الدول مثل كوريا الشمالية، والقلق المتزايد بشأن قدرات إيران النووية. وقد دفعت هذه التحديات المجتمع الدولي إلى تبني نهج أكثر تشددًا، من خلال فرض عقوبات، والدخول في مفاوضات دبلوماسية معقدة، كما حدث في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
ورغم التقدم المحرز، ما زالت الجهود الدولية تواجه عقبات تتعلق بانعدام الثقة بين الدول، وتداخل المصالح الاستراتيجية. إلا أن الإجماع العالمي على أهمية الحد من التسلح النووي يظل دافعًا قويًا للاستمرار في الحوار والرقابة الصارمة.
تبقى مكافحة الانتشار النووي مسؤولية مشتركة تتطلب التزامًا دوليًا طويل الأمد، في ظل عالم يشهد توترات متزايدة وتطورات تكنولوجية سريعة. فالمستقبل الآمن يعتمد إلى حد كبير على نجاح هذه الجهود في كبح سباق التسلح النووي وضمان استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية فقط.
يعيش العالم أزمة حقيقية بامتلاك العديد من الدول للرؤوس النووية القادرة على إنهاء الحياة البشرية في دقائق معدودة، ولكن .. هل تقدم أي دولة على إتخاذ الخطوة الأولى باستخدام السلاح النووي والتسبب في فناء الحياة؟
اقرأ أيضاً: سر اتجاه الإمارات لشراء منظومة M-SAM-II الدفاعية من كوريا الجنوبية