ترتيب جيوش الدول الخليجية عالميًا.. من يتصدر المشهد العسكري في الخليج؟

في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية والتوترات الجيوسياسية، تواصل دول الخليج العربي تعزيز قدراتها العسكرية بطريقة لافتة للأنظار .. وتحتل هذه الدولُ مراكزَ متفاوتة ضمن التصنيف العالمي لموقع Global Firepower لعام 2025، اعتمادًا على عناصر تشمل حجم القوات، والإنفاق العسكري، والتسليح، والقدرات الصناعية الدفاعية.
ترتيب جيوش دول الخليج عالميًا
المملكة العربية السعودية.. القوة الأكبر في الخليج
تتصدر السعودية المشهد العسكري الخليجي، وتحتل المرتبة 24 عالميًا في تصنيف “جلوبال فايرباور” لعام 2025. ويُقدّر إنفاقها الدفاعي بنحو 75.8 مليار دولار في 2024، مع ارتفاع إلى 78 مليارًا في ميزانية 2025، ما يجعلها من أكبر 7 دول إنفاقًا عسكريًا عالميًا.
- المقاتلة F-15 العاملة بسلاح الجو بالمملكة العربية السعودية
هذا الإنفاق الضخم انعكس على تنوع الترسانة السعودية التي تشمل مقاتلات F-15 متعددة النسخ، وطائرات يوروفايتر تايفون، وأنظمة باتريوت و”ثاد”، وسفن قتالية حديثة، إلى جانب مسيرات هجومية من طراز Wing Loong وMQ-9B.
السعودية تسعى لتوطين 50% من الصناعات الدفاعية بحلول 2030، عبر هيئة GAMI وشركة SAMI، وتدخل في شراكات كبرى مع كوريا الجنوبية والصين وبريطانيا، ما يمنحها استقلالية استراتيجية على المدى المتوسط.
العراق جيش يعيد بناء نفسه وسط تحديات أمنية واقتصادية
رغم سنوات الحرب ضد الإرهاب والانقسامات الداخلية، يواصل الجيش العراقي تعزيز قدراته وتحديث تسليحه تدريجيًا. يحتل العراق المرتبة 43 عالميًا، متقدمًا على عدد من الدول العربية.
الإنفاق العسكري العراقي يقدّر بنحو 5.3 مليار دولار في 2024، وهو رقم متوسط مقارنة بجيرانه الخليجيين. ومع ذلك، فإن الجيش يتمتع بخبرة ميدانية كبيرة بفعل المعارك ضد تنظيم داعش، كما يضم قوات خاصة مدربة مثل “مكافحة الإرهاب” التي تعتبر من نخبة التشكيلات في الشرق الأوسط.
- المقاتلة F-16 في سلاح الجو العراقي
تسليح الجيش متنوع، لكنه لا يزال يعتمد بنسبة كبيرة على المعدات الأمريكية والروسية، بما في ذلك دبابات T-90S، ومدرعات أمريكية، ومقاتلات F-16IQ. إلا أن التحديات الكبرى التي يواجهها تشمل ضعف التصنيع المحلي، واختراقات الميليشيات، والانقسام السياسي، ما يؤثر على قدرته على التحول لقوة إقليمية كاملة.
الإمارات.. نموذج القوة المتطورة والمصنّعة
تحتل الإمارات المرتبة الثالثة خليجيًا، وتُصنّف في الترتيب الـ54 عالميًا. إنفاقها العسكري يُقدّر بنحو 22 مليار دولار في 2024. الإمارات لا تكتفي بالاستيراد بل نجحت في بناء قاعدة صناعية متقدمة تشمل مدرعات نمر، وزوارق حربية من تصنيع ADSB، ونظم إلكترونية دفاعية متطورة.
- مقاتلة الرافال الإماراتية خلال حفل تسلم اول مقاتلة في فرنسا
تنوع التسليح يشمل مقاتلات F-16، وطائرات ميراج 2000-9، ومنظومات الدفاع الجوي Pantsir، وتسعى لامتلاك مقاتلات “رافال” الفرنسية ضمن صفقات مستقبلية. كما أنها قوة مؤثرة إقليميًا عبر تدخلات مباشرة في اليمن وليبيا، ومشاركات قوية ضمن التحالفات الدولية.
قطر.. جيش صغير بتسليح عالي التقنية
قطر رغم صغر حجمها الجغرافي والديموغرافي، تمتلك قوة جوية حديثة وغير تقليدية، وتحتل المرتبة الرابعة خليجيًا وعالمياً في المركز 72 في تصنيف GFP لعام 2025. إنفاقها الدفاعي يُقدّر بنحو 9.5 مليار دولار، وتركّز بشكل أساسي على بناء جيش نوعي.
القوات الجوية القطرية تضم مزيجًا متفوقًا من مقاتلات “رافال” الفرنسية، و”يوروفايتر تايفون”، وطائرات F-15QA الأمريكية الأحدث عالميًا، إلى جانب طائرات تدريب متطورة.
- طائرة مقاتلة قطرية من طراز “تايفون”
قطر تعمل على تعزيز الشراكات الصناعية عبر شركة “برزان القابضة”، التي دخلت في تعاون جديد مع الإمارات في 2025 لتطوير معدات مشتركة، ما يشير إلى بوادر تكامل خليجي في الصناعات الدفاعية.
الكويت.. جيش تقليدي بتوجهات تحديث محدودة
الكويت تحتل المرتبة الخامسة بين الجيوش الخليجية وعالمياً في المركز الـ79، وتملك قوات تقليدية تعتمد في الأساس على أنظمة أمريكية، مثل دبابات أبرامز وطائرات F/A-18.
الإنفاق العسكري الكويتي بلغ قرابة 7.8 مليار دولار في 2024، وهو رقم كبير نسبيًا لكنه لم ينعكس بعد على تحول نوعي كبير في هيكل الجيش.
- الجيش الكويتي- أرشيفية
الكويت لا تملك قاعدة صناعية دفاعية محلية، وتعتمد بالكامل على الاستيراد، مع توجهات حديثة لتحديث الأسطول الجوي والبري ضمن خطط مؤجلة بسبب التحديات السياسية الداخلية.
البحرين… قوة صغيرة بدور استراتيجي
البحرين تحتل المرتبة السادسة خليجيًا، وتصنيفها العالمي في القوة العسكرية في المركز الـ81. الإنفاق العسكري فيها بلغ نحو 1.6 مليار دولار فقط في 2024، مع اعتماد كبير على الدعم العسكري الأمريكي المباشر، كونها تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي.
القوات البحرينية تعتمد على طائرات F-16 المحدثة، ودبابات M60 المطورة، وبعض القطع البحرية، مع غياب القدرات الصناعية المحلية أو التسليح الثقيل المستقل.
سلطنة عُمان.. جيش متوازن ولكن بلا طموح تصنيعي
تأتي سلطنة عمان في المرتبة السابعة خليجيًا وعالمياً في المركز الـ82. ورغم أن إنفاقها العسكري بلغ حوالي 8.2 مليار دولار، إلا أن الجيش العماني يتبع نمطًا محافظًا في تحديث الترسانة.
تستخدم عُمان مزيجًا من الأنظمة البريطانية والأمريكية، مثل مقاتلات “تايفون” وطائرات “هوك” التدريبية، ودبابات تشالنجر، وبعض أنظمة الدفاع الجوي الغربية. لكن السلطنة لا تسعى حاليًا لبناء صناعات محلية أو توسيع النفوذ الإقليمي، إذ تركز على الحياد والدفاع عن الحدود.
سباق مستمر للتحديث
دول الخليج تشهد سباقًا مستمرًا نحو التسلح والتحديث، لكن الفروقات في الحجم والتوجه الاستراتيجي واضحة .. فالسعودية تتزعم المشهد بخطط طموحة للتموضع الصناعي والدفاعي .. وتحاول العراق إعادة بناء جيشها مرة أخرى بالتعاون مع الشركاء الجدد .. في حين تبرز الإمارات كنموذج ناضج يجمع بين الاستيراد والتصنيع، وتراهن قطر على الجودة والتقنيات العالية رغم صغر الحجم.
بينما الكويت والبحرين وعُمان ما تزال بعيدة عن امتلاك ثقل استراتيجي مستقل، وتعتمد على الحماية الدولية أو القدرات التقليدية.
ترتيب جيوش دول الخليج عالميًا
- السعودية في المركز الـ24 عالميًا
- العراق في المركز الـ43 عالميًا
- الإمارات في المركز الـ54 عالميًا
- قطر في المركز 72 عالميًا
- الكويت في المركز 79 عالميًا
- البحرين في المركز 81 عالميًا
- سلطنة عمان في المركز 82 عالميًا.
اقرأ أيضًا: مصر تفرض جناحها.. كيف اقتحمت القاهرة قائمة العشرة الكبار في القوة الجوية متفوقة على إسرائيل؟