تركيا تختبر المسيرة “أقينجي” بذخائر جوالة مزدوجة المهام لأول مرة بمدى يصل لـ100 كم

نجحت شركة “بايكار” التركية في اختبار نوعين جديدين من الذخائر الجوالة على منصة المسيرة الهجومية “بيرقدار أقينجي”، ما يوسّع من قدراتها الهجومية المزدوجة ضد الأهداف الجوية والبرية، في خطوة تعكس تقدّم الصناعة العسكرية التركية في مجال الطائرات القتالية بدون طيار.

هذه التجربة، التي جرت فوق أهداف بحرية قبالة سواحل سينوب، تمثل نقلة نوعية في التكامل بين الطائرات المسيرة وأنظمة التسليح الذكية محلية الصنع، وتؤكد طموح أنقرة لتأمين استقلالها التسليحي وتعزيز مكانتها في سوق الذخائر الجوالة عالمياً.

تركيا تنجح في ذخائر جوالة على المسيرة “أقينجي”

وقد أعلنت شركة الصناعات الدفاعية التركية “بايكار” عن نجاح طائرة “بيرقدار أقينجي” القتالية بدون طيار في إطلاق نوعين جديدين من الذخائر الجوالة محلية الصنع – “إيرين” النفاثة متعددة المهام و”ألباغوت” ذات المروحة – في مهمة واحدة ولأول مرة.

الاختبار، يُعد خطوة متقدمة في تطوير القدرات الهجومية للطائرات المسيرة التركية، إذ يتيح دمج ذخائر قادرة على التعامل مع الأهداف الجوية المتحركة والبنية التحتية الأرضية المحصنة ضمن منصة واحدة، الأمر الذي يمنح “أقينجي” مرونة تكتيكية عالية.

ذخائر “إيرين” بمدى 100 كم و”ألباغوت” 60 كم

ذخيرة “إيرين”، التي طورتها “روكيتسان”، تتميز بوزن 35 كجم ومدى 100 كم، وتعتمد محركاً توربوجيت يمنحها سرعة عالية وقدرة على استهداف أهداف جوية بطيئة الحركة وأهداف سطحية باستخدام باحث تصويري بالأشعة تحت الحمراء.

أما “ألباغوت”، المطورة بالتعاون بين “روكيتسان” و”STM”، فتعمل بمحرك كهربائي بمروحة، وتحمل رأساً حربياً يزن 11 كجم مع قدرة تحليق تتجاوز 60 دقيقة ومدى تشغيلي يزيد عن 60 كم، ما يجعلها مثالية لمهام المراقبة والاشتباك المطول.

برنامج المسيرة “أقينجي”

برنامج “أقينجي”، الذي انطلق عام 2018 بالتعاون مع أوكرانيا لتزويدها بمحركات AI-450T، مكّن الطائرة من التحليق على ارتفاعات تفوق 39 ألف قدم لمدة تصل إلى 24 ساعة، مع دمج متدرج لمجموعة واسعة من الذخائر الذكية.

ومع دخول “إيرين” و”ألباغوت” الخدمة، توسعت مهام “أقينجي” من الضربات الأرضية التقليدية إلى الاشتباك المزدوج في  المجالين الجوي والسطحي.

من الناحية العملياتية، يمنح الجمع بين سرعة “إيرين” ومرونتها في ضرب أهداف متعددة، مع قدرة “ألباغوت” على التحليق المطوّل والعمل في تكتيكات الأسراب، ميزة تكتيكية نادرة أمام الدفاعات المعادية.

ضربات دقيقة وسريعة والبحث عن فرص للتصدير

هذه المنظومة المزدوجة تسمح بتنفيذ ضربات دقيقة وسريعة، أو فرض منطقة حظر ممتدة، ما يزيد من صعوبة التصدي لها.

استراتيجياً، يعزز هذا التطوير قدرة تركيا على مواجهة التهديدات المتعددة في بيئات النزاع المعقدة، خاصة في المناطق البحرية المتنازع عليها أو في أجواء مشبعة بأنظمة الدفاع الجوي.

كما يفتح الباب أمام فرص تصديرية واسعة لأسواق تبحث عن حلول مسيرة متعددة الأدوار.

خطوة فارقة في تكتيكات الحرب الحديثة

تمثل تجربة “أقينجي” الأخيرة خطوة فارقة في تكتيكات الحرب الحديثة، إذ تقدم نموذجاً لدمج قدرات هجومية سريعة ودقيقة مع قدرات مراقبة وضرب ممتدة المدى من منصة واحدة.

هذه المنظومة تمنح الجيش التركي أداة قادرة على تنفيذ عمليات اعتراض للأهداف الجوية، إلى جانب ضرب أهداف أرضية محصنة، دون الحاجة إلى منصات متعددة.

هذا التطوير يعكس أيضاً تحولاً في فلسفة استخدام الطائرات بدون طيار من مجرد منصات ضرب أرضية إلى عناصر متكاملة في إدارة المجال الجوي، مع قابلية تشكيل تهديد متعدد الأبعاد ضد الخصوم، ما يزيد من تعقيد مهام الدفاع الجوي المعادي ويمنح تركيا ميزة استراتيجية في سيناريوهات الحرب الهجينة.

اقرأ أيضاً.. أعلى 10 دول عربية في الإنفاق العسكري عام 2025

زر الذهاب إلى الأعلى