تركيا تطالب أمريكا بطائرات F-35  أو تعويض 1.4 مليار دولار.. هل يتم تزويد أنقرة بمقاتلات الجيل الخامس الشبحية؟

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة استأنفت محادثاتها مع الولايات المتحدة بشأن مقاتلات “F-35“، متمسكة في الوقت ذاته بعدم التراجع عن صفقة الصواريخ الروسية “S-400” التي تسببت في استبعادها من البرنامج عام 2019.

جاءت تصريحات أردوغان عقب قمة “الناتو” التي عُقدت في لاهاي في يونيو 2025، حيث شدد على أن قضية “إف-35” لا تزال مفتوحة، بخلاف “إس-400” التي وصفها بأنها “مسألة منتهية”.

تركيا تطالب بحقوقها .. طائرات أو تعويض

وأوضح أردوغان أن تركيا دفعت ما بين 1.3 و1.4 مليار دولار ضمن مشاركتها في برنامج إف-35، مؤكدًا أن بلاده لا تزال تنتظر إما استلام الطائرات الست المحتجزة في أمريكا أو استرداد الأموال المدفوعة.

ورغم الخلافات، أشار أردوغان إلى استمرار الاتصالات الدبلوماسية والعسكرية مع إدارة ترامب، مع تركيز خاص على الملف التقني المتعلق بإف-16 وإف-35.

مشاركة مبكرة ومساهمة صناعية ضخمة

يُذكر أن تركيا انضمت إلى البرنامج في 2002 كأحد الشركاء الدوليين من المستوى الثالث، وكانت تعتزم شراء 100 طائرة F-35A قابلة للزيادة إلى 116، مع دمج شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TAI) في خطوط إنتاج المكونات.

وبالرغم من بناء 6 طائرات لصالح تركيا وتسليمها إلى قاعدة أمريكية للتدريب، إلا أنها لم تُنقل إلى أنقرة وبقيت مخزنة حتى الآن.

المنظومة الروسية S-400 .. العقدة المستمرة

الخلاف تفجّر بعد توقيع تركيا صفقة بـ2.5 مليار دولار مع روسيا لشراء نظام  S-400 عام 2017.

وأثار النظام اعتراضات أمريكية تتعلق بجمع معلومات استخبارية عن طائرة F-35، وهو ما أدى إلى فرض عقوبات على أنقرة بموجب قانون “كاتسا”، وحرمانها من الطائرات والتدريب والمشاركة في الإنتاج.

أردوغان أوضح أن النظام لا يزال غير مفعل لكنه جاهز للتشغيل خلال 12 ساعة، مشيرًا إلى أن أنقرة ترى أن شراءه كان نتيجة فشل واشنطن في توفير بديل بشروط مناسبة.

بدائل F-35 .. تايفون أو F-16 أو KAAN التركية

مع تعثر ملف إف-35، بدأت تركيا البحث عن بدائل، حيث تجري محادثات مع بريطانيا وألمانيا لشراء طائرات “يوروفايتر تايفون”، وتعمل على تطوير طائرتها المقاتلة المحلية من الجيل الخامس “KAAN” التي أجرت رحلتها الثانية في 2025.

كما أعادت تركيا التفاوض بشأن صفقة إف-16 لتقليل الاعتماد على الخارج، فخفضت قيمة الاتفاق من 23 مليار دولار إلى نحو 6-7 مليارات، بعد استبعاد أنظمة التحديث الأمريكية لصالح تطويرات محلية ضمن برنامج “أوزغور”.

تعزيز الدفاع وتوسيع التصنيع المحلي

أردوغان أكد أن بلاده سترفع ميزانية الدفاع إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات القادمة، مشددًا على أن تركيا تتبنى استراتيجية ردع قوية، خاصة في ظل التوترات الإقليمية، عبر تعزيز صناعاتها الدفاعية، بما يشمل الدرونز والدفاع الجوي ضمن “القبة الفولاذية”.

مستقبل غير مضمون

على الرغم من تجدد الاتصالات مع إدارة ترامب، تبقى عودة تركيا إلى برنامج F-35 مشروطة بمواقفها بشأن  S-400، حيث يطالب الكونغرس الأمريكي بإجراءات تشمل تفكيك النظام أو نقله إلى طرف ثالث.

وفيما تصر أنقرة على موقفها، تبقى عودة الطائرات الست أو الحصول على تعويض بمثابة “احتمال قائم” حسب تعبير أردوغان، وسط غموض يكتنف مصير الشراكة الدفاعية مع واشنطن.

اقرأ أيضاً.. 700 صاروخ في العام.. روسيا تضاعف إنتاج “إسكندر-إم”| سباق لفرض الهيمنة على أوكرانيا

زر الذهاب إلى الأعلى