تستضيفها دولة عربية في هذا الموعد.. تفاصيل أول مباحثات مباشرة بين أمريكا وإيران

في تطوُّر دبلوماسي غير مسبوق تستعد أمريكا وإيران لعقد أول محادثات مباشرة على أعلى مستوى منذ سنوات، في خطوة قد تُعيد تشكيل ملامح العلاقات الدولية في الشرق الأوسط.

وكشفتْ وسائل إعلام إيرانية أن اللقاء المرتقَب سيُعقد في سلطنة عُمان بتاريخ 12 أبريل؛ حيث يترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، فيما يقود الجانب الأمريكي المبعوث الخاص ستيف ويتكوف.

إعلان

الأزمة بين أمريكا وإيران

بحسب تقارير تعود جذور الأزمة النووية بين طهران وواشنطن إلى سنوات طويلة، إلا أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي في عام 2018 خلال الولاية الأولي للرئيس دونالد ترامب شكّل نقطة تحوّل حاسمة، إذ أدى إلى تصعيد التوترات وتكريس أجواء المواجهة.

وقد أعربت أطراف إقليمية ودولية، وعلى رأسها إسرائيل، عن قلقها البالغ إزاء مساعي إيران النووية، واعتبرتها تهديدًا مباشرًا للأمن القومي.

عواقب وخيمة حال فشل المباحثات بين أمريكا وإيران

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن بشكل مفاجئ عن إطلاق المفاوضات، مؤكداً أنها ستكون “على أعلى مستوى تقريبًا”. وصرّح بأن الهدف الرئيسي يتمثل في التوصل إلى اتفاق يقيد طموحات إيران النووية، محذرًا في الوقت ذاته مما وصفه بـ “عواقب وخيمة” في حال فشل المسار الدبلوماسي.

أما طهران، فعبّرت عن موقف حذر. إذ قال الوزير عراقجي عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن بلاده تعتبر المحادثات “فرصة واختبارًا” للجانب الأمريكي، مشددًا على أن “الكرة في ملعب واشنطن”.

وأعتبر الوزير الإيراني أن نجاح المفاوضات يتوقف على مدى استعداد الولايات المتحدة لتغيير نهجها.

أبعاد دولية موازية

بالتوازي مع المحادثات الأمريكية–الإيرانية، أكدت تقارير صحفية أن مشاورات ثلاثية ستُعقد في موسكو بين إيران وروسيا والصين لمناقشة مستقبل الاتفاق النووي. وتأتي هذه التحركات في وقت تسعى فيه قوى دولية إلى لعب دور الوسيط أو الضامن لأي تسوية محتملة.

سيناريوهات المباحثات بين أمريكا وإيران

وفق مراقبون فإن هذه المحادثات قد تُمهّد لإعادة هيكلة التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط، خصوصًا إذا نجحت في كسر الجمود المستمر منذ سنوات. لكن التحديات لا تزال قائمة، في ظل استمرار أجواء التوتر داخل إيران والولايات المتحدة، والانقسامات السياسية الحادة في كلا البلدين.

ويرى خبراء أن نجاح هذه الجولة يعتمد إلى حدّ كبير على قدرة الطرفين على تقديم تنازلات ملموسة، وتبنّي خطاب أقل تصادمية، بما يضمن انتقال الملف النووي من ساحة المواجهة إلى طاولة الحلول السياسية.

وفي ظل هذا المشهد المتقلب، يبقى السؤال: هل تكون مسقط بداية طريق جديد نحو اتفاق شامل يعيد الاستقرار إلى واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم، أم أن الأجواء لا تزال مشحونة بما يكفي لإجهاض هذا المسعى قبل أن يبدأ؟

اقرأ أيضا: قضى 6 سنوات في صيدنايا.. حكاية معتقل سوري لم يعلم بسقوط نظام الأسد

 

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى