تسريع تطوير الهيدروجين الأخضر في مصر.. مستقبل مدعوم بالطاقة المستدامة

تتمركز مصر بسرعة كقائد عالمي في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وهو عنصر أساسي في التحول في مجال الطاقة نحو الطاقة المستدامة، وفقا لتقرير موقع هيدروجين فيول نيوز.

بحسب خاص عن مصر، تحت إشراف وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي، تمضي البلاد قدمًا في خارطة طريق واضحة وطموحة لجعل الهيدروجين الأخضر حجر الزاوية في استراتيجيتها للطاقة. ولا تعمل الحكومة على تعزيز الجوانب الفنية لمشاريع الهيدروجين فحسب، بل تعمل أيضًا على تعزيز التعاون الدولي لضمان النجاح على نطاق عالمي.

بفضل موارد الطاقة المتجددة الهائلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الوفيرة، يعزز الموقع الجغرافي لمصر من إمكاناتها لتصبح موردًا رئيسيًا للهيدروجين، وخاصة لأوروبا. تقع البلاد في موقع استراتيجي عند مفترق طرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، مما يوفر الوصول إلى الأسواق الرئيسية التي تتجه بشكل متزايد نحو الهيدروجين الأخضر كجزء من أهداف إزالة الكربون.

المبادرات الحكومية وخطط الاستثمار

في قلب استراتيجية الهيدروجين الأخضر في مصر خطة استثمارية قوية مدعومة من الحكومة. في خطوة مهمة لتأمين مكانتها كقائدة في مجال الهيدروجين الأخضر، أطلقت مصر 40 مليار دولار من الاستثمارات المحتملة. وقد تم تعزيز هذا الإنجاز من خلال توقيع سبع مذكرات تفاهم مع مطورين دوليين. هذه الشراكات حاسمة في ترسيخ مصر كمنتج رئيسي للهيدروجين الأخضر، مع فوائد اقتصادية طويلة الأجل للبلاد.

أقرا أيضا.. الاستثمارات السعودية في مصر بلغت 127 مليار ريال بأكثر من 800 شركة

قدمت الحكومة المصرية العديد من الحوافز لتعزيز تطوير الهيدروجين الأخضر، بما في ذلك القانون رقم 2 لسنة 2024. يقدم هذا القانون مزايا ضريبية كبيرة، وإعفاءات من ضريبة القيمة المضافة للمعدات الرئيسية، وتخفيضات في رسوم استخدام الموانئ – وهي تدابير مصممة لجذب المستثمرين وتعزيز التصنيع المحلي. لا تهدف هذه الإصلاحات إلى دفع النمو الاقتصادي فحسب، بل تدعم أيضًا نقل التكنولوجيا والمعرفة، مما يضع مصر في مرتبة رائدة في مجال الطاقة العالمية.

مشاريع بارزة وشراكات عالمية

أحد المشاريع الرئيسية التي تدفع طموحات مصر في مجال الهيدروجين الأخضر هو مشروع الهيدروجين الأخضر في مصر. يقع هذا المشروع، الذي تقوده شركة سكاتك بالشراكة مع شركة فرتيجلوب وأوراسكوم للإنشاءات وصندوق مصر السيادي، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. ويهدف إلى إنتاج الهيدروجين المتجدد لإنتاج الأمونيا باستخدام ما يقرب من 270 ميجاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

أبرم المشروع مؤخرًا اتفاقية شراء لمدة 20 عامًا للأمونيا الخضراء مع شركة هينتكو الألمانية، مما يمثل إنجازًا مهمًا. تسلط هذه الاتفاقية الضوء على جدوى المشروع وتؤكد على الأهمية الاستراتيجية لمصر في سوق الهيدروجين الأخضر. بالإضافة إلى ذلك، دخلت شركات دولية كبرى مثل بي بي ومصدر في شراكة مع شركات مصرية لاستكشاف مبادرات الهيدروجين الأخضر متعدد المراحل، مما يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بإمكانات الطاقة المتجددة في مصر.

المزايا الطبيعية لمصر: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح

تعزز المزايا الجغرافية والبيئية لمصر مكانتها كقوة هيدروجين أخضر. تقع البلاد ضمن “حزام الشمس” العالمي، حيث تشهد من 9 إلى 11 ساعة من أشعة الشمس يوميًا، مما يجعلها موقعًا مثاليًا لتوليد الطاقة الشمسية. إن هذا المورد الشمسي الوفير، إلى جانب إمكانات طاقة الرياح في مصر، يوفر الأساس لإنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع.

إن هذه المزايا الطبيعية، بدعم من المبادرات الحكومية والتعاون الدولي، تجعل مصر وجهة جذابة للاستثمار في الهيدروجين الأخضر. وتضمن قدرة البلاد على تسخير هذه الموارد قدرتها على إنتاج الهيدروجين الأخضر بأسعار تنافسية، مما يعزز جاذبيتها كمورد موثوق به في السوق العالمية.

التغلب على التحديات والآفاق المستقبلية

على الرغم من التوقعات الواعدة، تواجه مصر تحديات كبيرة في توسيع نطاق إنتاجها للهيدروجين الأخضر. ولا يزال تطوير البنية التحتية، وخاصة جاهزية الشبكة وقدرات التخزين، يشكل عقبة يجب معالجتها. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج البلاد إلى العمالة الماهرة ونقل التكنولوجيا المتقدمة لدعم النمو وضمان النجاح الطويل الأجل لقطاع الهيدروجين الأخضر.

ومع ذلك، يشير النهج الاستباقي لمصر – جنبًا إلى جنب مع الشراكات الدولية والحكومة الداعمة – إلى أنه يمكن التغلب على هذه التحديات. ومع استمرار ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة النظيفة، فإن المبادرات الاستراتيجية لمصر تضعها في وضع يمكنها من لعب دور قيادي في سوق الهيدروجين الأخضر. إن طموحات الهيدروجين الأخضر في البلاد لديها القدرة على تحويل مشهد الطاقة لديها، مما يساهم بشكل كبير في الدفع العالمي نحو إزالة الكربون.