تسمم نتنياهو.. هل ينهي المرض مسيرة أطول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل؟

في تطور مفاجئ، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أن الأخير أُصيب بتسمم غذائي أجبره على التغيب عن الاجتماع الأسبوعي للحكومة والبقاء في منزله لعدة أيام، وسط تصاعد القلق من تدهور حالته الصحية التي شغلت الرأي العام الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة.
بحسب وسائل إعلام جاء في البيان الصادر عن مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء شعر بوعكة صحية خلال الليل، وخضع لفحص طبي في منزله كشف عن إصابته بالتهاب معوي حاد نتيجة تناول طعام فاسد، وفق ما أوردته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأكد المكتب أن “حالته الصحية مستقرة”، وأنه يتلقى علاجًا بالسوائل الوريدية لمواجهة أعراض الجفاف الناتج عن التسمم. ووفق توصية الفريق الطبي، سيبقى نتنياهو في منزله لمدة ثلاثة أيام، مع الاستمرار في إدارة شؤون الدولة عن بُعد.
سجل نتنياهو الصحي
هذه الوعكة ليست الأولى التي يتعرض لها نتنياهو خلال السنوات الأخيرة، ما يزيد من المخاوف بشأن وضعه الصحي. ففي ديسمبر 2023، خضع لعملية استئصال البروستاتا، تبعتها عملية أخرى في مارس 2024 لعلاج فتق في البطن، رافقها غياب ملحوظ عن العمل بسبب مضاعفات صحية وإصابته بالإنفلونزا.
كما أجرى نتنياهو في يوليو 2023 عملية زراعة جهاز لتنظيم ضربات القلب بعد اضطرابات في النظم القلبي، وهو ما أثار حينها تساؤلات عن قدرته على الاستمرار في إدارة البلاد.
ورغم تقرير طبي صدر في يناير 2023 أكد أن حالته “طبيعية تمامًا”، فإن تكرار الأزمات الصحية يدفع المراقبين إلى طرح تساؤلات جدية حول مستقبل الرجل الذي ارتبط اسمه بالحكم الإسرائيلي لعقود.
تحديات داخلية وخارجية
غياب نتنياهو، حتى وإن كان مؤقتًا، يأتي في لحظة حساسة تواجه فيها إسرائيل تحديات متزايدة على مختلف الأصعدة. ففي الداخل، تشهد البلاد احتجاجات مستمرة ضد سياسات الحكومة، وتوترات بشأن ملفات الإصلاح القضائي، بينما تتصاعد المواجهات مع قطاع غزة، ويتوتر الوضع على الحدود الشمالية مع حزب الله.
في هذا السياق، يرى كثيرون أن صحة رئيس الوزراء لم تعد مسألة شخصية فقط، بل قضية ترتبط مباشرة بالاستقرار السياسي داخل إسرائيل، خاصة مع تصاعد الأصوات التي تطالب بالإعداد لمرحلة ما بعد نتنياهو داخل حزب الليكود ذاته.
غموض حول تفاصيل مرض نتنياهو
رغم تطمينات المكتب الإعلامي بأن نتنياهو “بصحة جيدة”، إلا أن الغموض الذي يلف تفاصيل مرضه، وعدم الكشف عن نوع الطعام الملوث أو مكان تناوله، أثار جدلًا داخل الإعلام الإسرائيلي، ودفع البعض للحديث عن “تعتيم متعمد” يخفي ربما ما هو أخطر من مجرد تسمم غذائي عابر.
كما أن إدارة نتنياهو لشؤون الحكم من منزله اعتُبرت محاولة سياسية للحفاظ على صورة القائد المسيطر، حتى في ظل التراجع البدني، تفاديًا لخلق فراغ قد تستغله أطراف داخلية أو خارجية.
نهاية مرحلة أم بداية تراجع؟
وفق تقارير فإن بنيامين نتنياهو، الذي يلقب بـ”الملك بيبي” في أوساط مؤيديه، هو أطول من شغل منصب رئيس الوزراء في تاريخ إسرائيل. لكن كثافة الأزمات الصحية التي يواجهها، إلى جانب تراجع شعبيته بين بعض حلفائه، قد تكون مؤشرًا على اقتراب نهاية مرحلة سياسية امتدت لعقود.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه الأزمات الصحية قد يدفع إسرائيل قريبًا إلى لحظة حاسمة تتطلب حسمًا بشأن مستقبل القيادة، سواء داخل حزب الليكود أو في منظومة الحكم بأكملها.
اقرا أيضا.. اغتيال الرئيس الإيراني.. فيديو يوثق لحظة إصابة بزشكيان بقصف إسرائيلي| شاهد