تصعيد أمريكي في البحر الأحمر.. لماذا ترسل واشنطن حاملة طائرات ثانية لليمن؟

مع تصاعد العمليات ضد الحوثيين في اليمن وقيام الولايات المتحدة الأمريكية بشن هجمات جوية على مواقع الحوثيين، قررت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” إرسال حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط، بالتزامن مع استمرار الحملة الجوية المكثفة التي تشنها واشنطن ضد جماعة الحوثي.
تصعيد أمريكي في البحر الأحمر.. لماذا ترسل واشنطن حاملة طائرات ثانية لليمن؟
وكانت مجموعة حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” الضاربة، التي تنشط حاليًا في البحر الأحمر، مقرراً لها انتهاء عملها بنهاية مارس الجاري، ولكن وزير الدفاع الأمريكي، “بيت هيجسيث”، أصدر توجيهًا بتمديد انتشارها لمدة شهر إضافي على الأقل، وتعد هذه هي المرة الثانية خلال ستة أشهر التي تنشر فيها الولايات المتحدة حاملتي طائرات في منطقة الشرق الأوسط.
حاملة الطائرات “كارل فينسون”
ومن المقرر أن تنضم إلى المجموعة في الأسابيع المقبلة حاملة الطائرات “كارل فينسون” برفقة مدمرات بحرية مرافقة، بعد أن أنهت مؤخرًا سلسلة من التدريبات المشتركة مع اليابان وكوريا الجنوبية في بحر الصين الشرقي.
ولكن لماذا ترسل واشنطن حاملة طائرات ثانية لليمن؟
يرجع السبب المعلن من الولايات المتحدة أن هذا التحرك يأتي في الوقت الذي تؤكد فيه كل من الإدارة الأميركية ووزارة الدفاع أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تمثل أولوية استراتيجية للقوات البحرية والجوية الأمريكية.
أسبوع من القصف الجوي دون نتيجة رادعة
ولكن يرجح عدد من الخبراء العسكريين أن السبب غير المعلن هو فشل استهداف واشنطن لمواقع جماعة الحوثي في اليمن، رغم مرور حوالي أسبوع من القصف الجوي، دون تحقيق نتيجة حقيقية رادعة توقف هجمات الحوثيين على إسرائيل .. وتريد الولايات المتحدة المزيد من القوة الضاربة بانضمام حاملة طائرات “كارل فينسون” للحاملة الموجودة هناك بالفعل.

أمريكا تعترف بهجمات الحوثيين على حاملة الطائرات
كما أن استهداف عناصر الحوثيين لحاملة الطائرات “هاري ترومان” يعد تطوراً كبيراً في الأحداث في اليمن، وقد اعترفت الولايات المتحدة بنجاح جماعة الحوثي، بعد قيام وزارة الدفاع الأمريكية بالتصريح بأنها ستتعامل ضربة بضربة مع جماعة الحوثي، واعترف البنتاجون بأن المسيرات الأمريكية اعترضت صواريخ بالفعل تم إطلاقها من اليمن كانت تستهدف حاملة الطائرات “ترومان”.
عامل الأرض في صالح عناصر جماعة الحوثي
فمنذ بدء الجولة الجديدة من الضربات الأسبوع الماضي، نفذت القوات الأميركية عدة عمليات استهدفت مواقع تخزين وإطلاق الصواريخ.
بالإضافة إلى مقرات قيادية تابعة لجماعة الحوثي، وفقًا لتصريحات من مسؤولين في وزارة الدفاع .. ولكن المعركة لا تزال طويلة، وخاصة أن عامل الأرض في صالح عناصر جماعة الحوثي، حيث الطبيعة الجبلية التي يتخذونها ملاذاً آمناً لهم، ويمكنهم إطلاق صواريخهم والاختباء سريعاً في الدروب الجبلية، دون رصد حقيقي لمواقعهم رغم التقدم العسكري والتكنولوجي للولايات المتحدة.
في سياق متصل، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه على منصة “تروث سوشيال”، تصريحًا قال فيه إن الحوثيين المدعومين من إيران “سيتم القضاء عليهم بالكامل” بفعل الضربات الجوية الأمريكية، مشددًا في الوقت نفسه على دعوته لإيران بالتوقف الفوري عن تزويد الجماعة بالمعدات العسكرية.