تصعيد خطير.. الحوثيون يهددون باستهداف كل سفينة تتعامل مع إسرائيل بالبحر الأحمر

توعَّد مسلحو الحوثي في اليمن بتصعيد كبير في هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، متعهدين باستهداف سفن أي شركة تتعامل تجاريًا مع إسرائيل – بغض النظر عن جنسيتها.
أصدرت الجماعة، المدعومة من إيران، بيانًا أعلنت فيه بدء مرحلة جديدة أكثر عدوانية في حملتها، مما يزيد من المخاطر على التجارة العالمية والأمن على طول أحد أهم الطرق البحرية في العالم.
توسيع قائمة الأهداف: “المرحلة الرابعة” من الحصار
يأتي بيان الحوثيين الجديد وسط ما وصفوه بـ”التطورات المتسارعة” في غزة، رابطين عملياتهم العسكرية المتجددة بالتضامن مع الفلسطينيين. يُمثل إعلان الجماعة بداية “المرحلة الرابعة” من حصارها المُعلن من جانب واحد لإسرائيل، والذي يشمل الآن استهداف جميع السفن المرتبطة بالتجارة الإسرائيلية، بغض النظر عن منشأها.
أعلن الحوثيون أن “هذه المرحلة تشمل استهداف جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ العدو الإسرائيلي، بغض النظر عن جنسية تلك الشركة”، مُشيرين إلى أنه لا استثناء لأي سفينة إذا كانت مرتبطة، ولو بشكل غير مباشر، بإسرائيل.
الهجمات الأخيرة وتحذيرات من مزيد من العنف
يأتي هذا التصعيد في أعقاب أول هجمات للجماعة على السفن التجارية منذ ديسمبر 2024، مع غرق ناقلتي بضائع سائبة، “ماجيك سيز” و”إترنيتي سي”، في أوائل يوليو.
كان للهجمات تأثير مُخيف على التجارة البحرية، حيث قلصت بشكل كبير حركة السفن عبر البحر الأحمر وقناة السويس، حيث اختارت العديد من شركات الشحن طريق رأس الرجاء الصالح الأطول بين آسيا وأوروبا لتجنب الخطر.
لا يزال ما لا يقل عن 11 فردًا من طاقم “إترنيتي سي” محتجزين لدى الحوثيين، وفقًا لمصادر مطلعة على الحادث. أنقذت شركة أمنية خاصة عشرة بحارة آخرين، بينما تأكدت وفاة اثنين، ويُفترض وفاة اثنين آخرين. يُذكر أن الهجمات المميتة التي شنها الحوثيون على السفن كانت نادرة قبل هذه الحوادث، حيث سُجلت أربع وفيات فقط بين البحارة في هجمات سابقة.
اقرأ أيضًا.. إيران تواجه أزمة مياه حادة.. الجفاف المُطوّل يهدد إمدادات الشرب
تزايد النوايا والتوترات الدولية
يرى خبراء الأمن البحري أن بيان الحوثيين الأخير يُمثل تصعيدًا ملحوظًا في موقفهم. ووصف مارتن كيلي، رئيس قسم الاستشارات في مجموعة EOS للمخاطر، الإعلان بأنه “تحول في النوايا”، متوقعًا وقوع المزيد من الهجمات في المستقبل القريب.
أشار خبير أمني آخر، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن الغضب العالمي إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة قد يُشجع الحوثيين، مما يوفر لهم ما يعتبرونه غطاءً سياسيًا لتجدد العنف.
من المهم أن يُحذر الخبراء من أن معايير الحوثيين لاستهداف السفن غالبًا ما تُفسر بشكل فضفاض. فالسفن التي تعرضت للهجوم في الماضي لم تكن مرتبطة في بعض الأحيان إلا بشكل غير مباشر أو بناءً على معلومات استخباراتية قديمة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة. أشار أحد الخبراء البحريين إلى أنهم “في الماضي، هاجموا سفينةً ثم وجدوا رابطًا فيما بعد”.
وأشار كيلي أيضًا إلى أن التحذير الأخير قد يشير إلى استعداد متجدد لاستهداف السفن المرتبطة بالولايات المتحدة، بعد فترةٍ التزم فيها الحوثيون بوقف إطلاق نار ظاهري مع واشنطن.
الرهائن والمخاوف الإنسانية
بينما لا يزال 11 بحارًا على الأقل من سفينة “إترنيتي سي” محتجزين لدى الحوثيين، لا توجد حاليًا أي مفاوضات جارية بين شركة “كوسموشيبس مانجمنت” لإدارة السفينة، وممثلي الحوثيين، لإطلاق سراحهم. يُسلط الخطر الذي تواجهه الطواقم الدولية والخسائر المتزايدة في الأرواح الضوء على التكلفة البشرية المتزايدة للصراع في البحر الأحمر، وهي مشكلةٌ تفاقمت بسبب استمرار الأزمة في غزة.