تصعيد روسي جديد بعد خسائر فادحة في أسطول Tu-95 .. الكرملين يدفع بـ”البجعة البيضاء” إلى سماء أوكرانيا

في خطوة تصعيدية لافتة، استخدمت القوات الجوية الفضائية الروسية قاذفاتها الاستراتيجية الثقيلة Tu-160 للمرة الأولى في تنفيذ ضربات ضد أهداف داخل أوكرانيا، لتُسجل بذلك أول مشاركة مباشرة للطائرة في عمليات قتالية ضد دولة خصم.
وعلى الرغم من استخدامها سابقًا في سوريا لدعم الحكومة عام 2015، فإن هذه هي أول طلعة حربية تقوم بها الطائرة في صراع عالي الكثافة.
أول استخدام قتالي لقاذفة Tu-160 في الحرب ضد أوكرانيا
ورغم أن قاذفات روسيا طراز Tu-95 استخدمت بشكل واسع منذ 2022 لإطلاق صواريخ كروز على أوكرانيا، إلا أن الطرازز الأحدث Tu-160 ظل خارج العمليات لأسباب متعلقة بتكلفته التشغيلية المرتفعة، وندرة عدد الطائرات القابلة للخدمة، ما دفع موسكو للاحتفاظ بها كأداة ردع استراتيجية.

صواريخ Kh-101 في الخدمة.. وتطورات في التمويه والتكلفة
تشير تقارير إلى أن Tu-160 استخدمت صواريخ كروز من طراز Kh-101 في هذه المهمة، وهي صواريخ بعيدة المدى تتمتع بقدرة عالية على التخفي.
وقد طوّرت روسيا مؤخرًا نسخًا مموهة من هذه الصواريخ لتفادي أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، مع نجاح ملحوظ في توسيع الإنتاج وتقليل التكلفة عبر التصنيع الكثيف.
ضربة قاسية لقاذفات Tu-95.. فهل أجبرت روسيا على التحرك؟
قرار إدخال Tu-160 إلى ساحة القتال ربما جاء كردّ مباشر على الخسائر الكبيرة التي لحقت بأسطول Tu-95، بعد استهدافه عبر عدة قواعد جوية بطائرات مسيرة أوكرانية في عملية نوعية في 1 يونيو (Spider’s Web).
وتشير التقديرات إلى تدمير حوالي 10% من الأسطول، ما وضع ضغطًا على موسكو لتعويض هذا النقص بالاستعانة بـ”البجعة البيضاء”.
قاعدة إنجلز تحت النيران .. ونقل طارئ إلى الشرق الأقصى
تعرضت قاعدة “إنجلز-2″، وهي المركز الرئيسي لتشغيل Tu-160، لعدة محاولات هجومية أوكرانية، آخرها اندلاع حريق كبير في 6 يونيو.
وبهدف حماية القاذفات المتبقية، نُقل عدد منها إلى قاعدة أنادير الجوية في أقصى الشرق الروسي، في إجراء احترازي يعكس تصاعد المخاوف من الضربات الأوكرانية المباشرة.
Tu-160 .. القاذفة الوحيدة قيد الإنتاج عالميًا
تُعد Tu-160 اليوم القاذفة الاستراتيجية العابرة للقارات الوحيدة التي لا تزال قيد الإنتاج على مستوى العالم، بعد توقف إنتاج القاذفة الأمريكية B-2 في عام 2000، وتأخر دخول B-21 الأمريكية وH-20 الصينية خط الإنتاج.
وقد أجرت أول نسخة حديثة من Tu-160 (بُنيت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي) رحلتها الأولى في يناير 2022، مع خطط لتوسيع الإنتاج منذ مطلع 2023.
نحو أسطول موسّع وتحديثات حتى 2050
تسعى روسيا لتوسيع أسطول Tu-160 ليصل إلى أكثر من 70 طائرة، وسط تأخر مستمر في تطوير القاذفة الشبحية PAK DA التي باتت متأخرة بنحو عقد زمني عن الجدول.
وتُخطط موسكو لتحديث قدرات Tu-160 حتى منتصف القرن، خاصة على صعيد التسليح، مع احتمال إدماج نسخ جوية من صواريخ “زيركون” فرط الصوتية.
كثافة العمليات المستقبلية رهن بأسطول Tu-95
يبقى مستقبل مشاركة Tu-160 في الحرب مرتبطًا بمصير أسطول Tu-95، إذ تعتمد كثافة العمليات على قدرة روسيا في إعادة تأهيل الهياكل القديمة وإعادة الطائرات للخدمة، وسط الضغوط المستمرة من الهجمات الأوكرانية والطموح الروسي للحفاظ على قدرة الردع الجوي الاستراتيجي.
اقرأ أيضاً.. بريطانيا تفتتح مصنعًا جديدًا لإنتاج مدافع الهاوتزر M777 بنظام التحكم الرقمي والـGPS