تصنيف الجيوش الإسلامية على مستوى العالم في 2025.. ما ترتيب مصر والسعودية؟
في ظل التوترات الجيوسياسية وتغيُّر موازين القوى في العالم، أصبح تصنيف الجيوش عنصرًا رئيسيًا في فهم ملامح القوة الإقليمية والدولية.
ويعد مؤشر Global Firepower السنوي واحدًا من أكثر التصنيفات شهرة واعتمادًا، إذ يقيس القوة العسكرية لأكثر من 145 دولة حول العالم، واحتلت جيوش الدول الإسلامية مراكز متقدمة بين أقوى الجيوش حول العالم، في مشهد يعكس تزايد الوعي بأهمية الاستقلال العسكري والردع الاستراتيجي.
في مقدمتها ظهرت تركيا وباكستان وإيران ومصر كقوى رئيسية، إلى جانب السعودية والجزائر وغيرها.
نستعرض في ما يلي أقوى الجيوش الإسلامية وفقاً للترتيب العالمي لعام 2025، مع تحليل مفصل لقوتها من حيث التسليح، الحجم، والإنفاق الدفاعي.
أقوى الجيوش الإسلامية 2025
الجيش التركي (التاسع عالميًا)
يتميز الجيش التركي بترسانة متطورة تشمل الطائرات المسيّرة القتالية مثل بيرقدار وأكنجي، بالإضافة إلى الدبابات التركية محلية التصنيع مثل ألطاي، والمدفعية ذاتية الحركة T-155 فيرتينا. كما يمتلك أسطولًا متقدماً من المقاتلات F-16 وخططًا للحصول على مقاتلات الجيل الخامس.
يتجاوز تعداد القوات المسلحة التركية 425 ألف عنصر في الخدمة، بالإضافة إلى قرابة 200 ألف في الاحتياط، وتملك واحدة من أكبر القوات الجوية في المنطقة، وأكثر من 200 سفينة ضمن قواتها البحرية. وتشارك وحداته بانتظام في العمليات العابرة للحدود والمهمات الأممية.
- المقاتلة F-16 التركية
يُقدّر الإنفاق الدفاعي التركي بأكثر من 20 مليار دولار سنويًا، مع خطط طموحة لتعزيز الصناعات الدفاعية المحلية بنسبة تفوق 70% من إجمالي التسليح، وهو ما يجعل تركيا من أكثر الدول الإسلامية تقدمًا في الاعتماد على الذات عسكريًا.
الجيش الباكستاني (الثاني عشر عالميًا)
يعتمد الجيش الباكستاني على قاعدة تسليحية متنوعة تشمل الصواريخ الباليستية والطائرات المقاتلة والدبابات المتطورة، إلى جانب برنامج نووي يعتبر حجر الزاوية في استراتيجيته الدفاعية. تمتلك باكستان صواريخ شاهين وغوري القادرة على الوصول لأهداف بعيدة، وتنتج مقاتلات JF-17 بالتعاون مع الصين، إلى جانب استخدام دبابات الخالد وتطوير طائرات مسيرة هجومية.
- مقاتلة باكستان الرعد JF-17
يبلغ عدد أفراد الجيش الباكستاني أكثر من 650 ألف عنصر في الخدمة الفعلية، بالإضافة إلى حوالي نصف مليون في الاحتياط، وتضم القوات الجوية نحو 900 طائرة. كما تنتشر قواعده العسكرية على امتداد الحدود مع الهند وأفغانستان، مما يمنحه مرونة في الانتشار والاستجابة السريعة.
تخصص باكستان ما يزيد عن 10مليارات دولار سنويًا للإنفاق الدفاعي، مع تركيز كبير على تعزيز الردع الاستراتيجي والصناعات العسكرية المحلية، خاصة في مجالات الطيران والمدفعية والذخائر الذكية.
اقرأ أيضًا: على مقاعد المخابرات وحواف السياسة.. فصول لم تُروَ عن عمر سليمان في ذكرى رحيله
الجيش الإندونيسي (الثالث عشر عالميًا)
يُعد الجيش الإندونيسي من بين أكبر الجيوش الإسلامية عددًا، ويعتمد على أسلحة متنوعة تشمل دبابات Leopard الألمانية، ومدرعات مدفعية محلية، وطائرات مقاتلة من طراز F-16، إضافة إلى خطة لتحديث سلاح الجو بمقاتلات رافال الفرنسية وسوخوي Su-35 الروسية.
تضم القوات المسلحة أكثر من 400 ألف عنصر نشط، وتنتشر وحداتها عبر الجزر الإندونيسية، مع تركيز على البحرية لحماية المجال البحري الضخم الذي يتجاوز عدد كبير جداً من الجزر، ما يمنحه خصوصية استراتيجية فريدة.
تنفق إندونيسيا حوالي 9 مليارات دولار سنويًا على الدفاع، وتعمل على توسيع شراكاتها الدفاعية مع كوريا الجنوبية وتركيا وأوروبا، خاصة في مجال الصناعات البحرية والطائرات بدون طيار.
الجيش الإيراني (السادس عشر عالميًا)
تعتمد القوة العسكرية الإيرانية على تطوير محلي واسع يشمل الصواريخ الباليستية مثل “قيام” و”سجيل”، والطائرات المسيّرة بعيدة المدى، إلى جانب غواصات صغيرة وزوارق هجومية مخصصة لحرب الخليج. وتركّز طهران على الحرب غير المتكافئة لتفوقها على خصومها في المنطقة.
يبلغ عدد القوات الإيرانية نحو 575 ألف عنصر في الخدمة الفعلية، بالإضافة إلى مئات الآلاف من أفراد الحرس الثوري والباسيج، وتضم ترسانتها الجوية طائرات قديمة من طراز F-14 وMIG-29.
- الصاروخ الإيراني خيبر أو “خرمشهر” بمدى يصل لـ2000 كم
رغم العقوبات، تنفق إيران نحو 6 إلى 8 مليارات دولار سنويًا على الدفاع، إلا أنها تعوّض ضعف الإنفاق بتوسيع قدراتها في مجالات الحرب السيبرانية، الصواريخ والطائرات بدون طيار، ما يمنحها قدرة على الردع الإقليمي غير تقليدية.
اقرأ أيضًا: رغم امتلاكها الأحدث.. لماذا تشتري روسيا الطائرات الشبحية الصينية؟
الجيش المصري (التاسع عشر عالميًا)
يمتلك الجيش المصري مزيجًا متنوعًا من التسليح يشمل مقاتلات فرنسية (رافال)، وأمريكية (F-16)، وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي، بالإضافة إلى دبابات M1A1 Abrams التي تُصنّع محليًا بالتعاون مع واشنطن، ومنظومات دفاع جوي حديثة.
يبلغ عدد أفراد الجيش نحو 450 ألفًا في الخدمة النظامية، ويضم أكبر قوة جوية في إفريقيا، وأكثر من 200 قطعة بحرية، بينها حاملتي طائرات مروحية فرنسية من طراز ميسترال. كما تنتشر قواعده في مواقع استراتيجية مثل البحر الأحمر، البحر المتوسط، سيناء، وقناة السويس.
- اصطفاف الجيش المصري – أرشيفية
رغم أن الإنفاق الدفاعي المصري لا يتجاوز 4 مليارات دولار سنويًا، إلا أن القوات المسلحة تعتمد على تنويع مصادر التسليح والتدريبات المكثفة، وتوسيع التصنيع المحلي في المدرعات والمركبات القتالية والطائرات المسيرة.
الجيش السعودي (الرابع والعشرون عالميًا)
يرتكز الجيش السعودي على تفوق نوعي في سلاح الجو، حيث يمتلك أسطولاً من مقاتلات F-15 بجميع نسخها، بالإضافة إلى مقاتلات “يوروفايتر تايفون” و”تورنادو”، وطائرات تزود بالوقود من طراز A330 MRTT، وطائرات بدون طيار متقدمة مثل MQ-9B.
يضم الجيش نحو 250 ألف عنصر بين القوات البرية والجوية والبحرية، مع وجود قوات خاصة وحرس وطني مستقل. كما تسعى المملكة إلى تطوير قواتها البحرية عبر بناء كورفيتات وفرقاطات جديدة بالتعاون مع فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة.
- المقاتلة F-15 العاملة بسلاح الجو بالمملكة العربية السعودية
يبلغ حجم الإنفاق الدفاعي السعودي أكثر من 50 مليار دولار سنويًا، وهو الأعلى بين الدول الإسلامية، ويمثل جزءًا كبيرًا من الموازنة العامة. وتستثمر الرياض في برامج التصنيع المحلي مثل “الصناعات العسكرية السعودية” لبناء قدرات ذاتية مستدامة.
الجيش الجزائري (السادس والعشرون عالميًا)
يعتمد الجيش الجزائري بشكل كبير على السلاح الروسي، حيث يمتلك دبابات T-90، ومقاتلات Su-30، ومروحيات هجومية Mi-28، بالإضافة إلى منظومات دفاع جوي متوسطة وطويلة المدى مثل S-300 وS-400 وBuk-M2.
يبلغ قوام الجيش الجزائري نحو 280 ألف عنصر، ويعد الأكبر في شمال إفريقيا بعد مصر. ويحتفظ بقوات احتياط قوية، وقدرات عالية في مكافحة التمرد وتأمين الصحراء والمجال البحري.
يُقدّر الإنفاق الدفاعي بأكثر من 10 مليارات دولار سنويًا، مع اعتماد كبير على الصفقات الكبرى من روسيا، إضافة إلى محاولات لتنمية الصناعات العسكرية المحلية بالتعاون مع دول أوروبية.
اقرأ أيضاً..أسرار تُكشف لأول مرة.. تكريم فرقة الإنذار الفضائي الأمريكية لدورها في حماية إسرائيل| ما القصة؟
الترتيب الكامل لأقوى الجيوش الإسلامية (2025)
- تركيا (المرتبة 9 عالميًا)
- باكستان (المرتبة 12 عالميًا)
- إندونيسيا (المرتبة 13 عالميًا)
- إيران (المرتبة 16 عالميًا)
- مصر (المرتبة 19 عالميًا)
- السعودية (المرتبة 24 عالميًا)
- الجزائر (المرتبة 26 عالميًا)
الدول الإسلامية تسجل حضور قوي
يُظهر تصنيف 2025 أن الدول الإسلامية تمتلك حضورًا قويًا على خارطة القوى العسكرية العالمية، إذ تدخل خمس منها ضمن أقوى 20 جيشًا في العالم.
إلا أن هذا التقدم يُخفي تباينًا كبيرًا بين الدول الإسلامية في القدرات والجاهزية، فبينما تسير بعض الجيوش نحو التطوير الذاتي والصناعات المحلية (مثل تركيا وباكستان ومصر)، تظل جيوش أخرى مرتهنة للاستيراد أو متأثرة بالأزمات السياسية والاقتصادية.
كما يشير الترتيب إلى أن القوة لا ترتبط فقط بالإنفاق، بل بالكفاءة والتوازن الاستراتيجي والقدرة على التصنيع المحلي والتحديث المستدام. في هذا السياق، تبرز جيوش مثل مصر وتركيا كبؤر توازن إقليمي، بينما تمضي دول الخليج في تعزيز قوتها التقنية والاستراتيجية من خلال التحالفات والتسليح النوعي.
في المحصلة، فإن الجيوش الإسلامية تُشكّل اليوم كتلة عسكرية مؤثرة عالميًا، لكنها بحاجة إلى مزيد من التكامل والتعاون الدفاعي لمواجهة التحديات المتزايدة على الساحة الدولية.
60 معيار لتقييم الجيوش في موقع جلوبال فاير باور
يُعد موقع Global Firepower من أبرز المصادر العالمية المتخصصة في تقييم قوة الجيوش، عبر أكثر من 60 معيارًا تشمل عدد القوات، المعدات، القدرات اللوجستية، الميزانية، الموارد الطبيعية، والموقع الجغرافي.
وفقًا لتحديث 2025، تحتل العديد من الدول الإسلامية مراكز متقدمة ضمن أفضل التصنيفات العالمية للجيوش، تتصدرها مصر ثم السعودية ضمن الترتيب الإقليمي والعالمي.
اقرأ أيضًا: أقوى 10 قوات جوية في العالم 2025 .. دول عربية وإسلامية تحتل ترتيبًا متقدمًا