تعددت الروايات والمأساة واحدة.. ماذا حدث للمسعفين في غزة؟ شاهد

في مشهد جديد يعكس فداحة الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، عُثر على مقبرة جماعية في مدينة رفح جنوب القطاع تضم جثامين 15 من المسعفين وعمال الإغاثة، قضوا في ظروف لا تزال تفاصيلها محل تضارب بين الروايات الفلسطينية والإسرائيلية.
اكتشاف المقبرة الجماعية لـ المسعفين في غزة
في الثلاثين من مارس، وبعد أسبوع من فقدان الاتصال بهم، عُثر على جثث ثمانية مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني، وستة من عناصر الدفاع المدني، وموظف واحد في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مدفونة في حفرة رملية بجوار مركباتهم المحطمة.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية قالت مصادر محلية، إن الجثث كانت متحللة جزئياً، ما يشير إلى أن القتلى سقطوا قبل أيام من العثور عليهم.
الحادثة وقعت في الثالث والعشرين من مارس، في ظل اشتداد القصف على رفح، المدينة الجنوبية التي تشهد عمليات عسكرية مكثفة منذ أشهر في إطار الحرب المستمرة منذ نحو 18 شهراً بين إسرائيل وحركة حماس.
روايتان متناقضتان لـ مجزرة المسعفين في غزة
الجيش الإسرائيلي، وفي بيان صدر الخميس الماضي، أعلن فتح تحقيق رسمي في الحادثة. وأوضح أن قواته أطلقت النار على “إرهابيين” ومركبات “مشبوهة” كانت تتحرك باتجاههم دون إضاءة مصابيحها، ولم تكن هناك معلومات مسبقة عن وجود عناصر إغاثة في الموقع، حسب ما جاء في التصريحات.
🚨 Video That Exposes the Israeli Occupation’s Lies
The Palestine Red Crescent Society has obtained a video from the family of a martyred EMT, found on his mobile phone after his body was recovered from a mass grave in Gaza. He was among 15 ambulance and relief team members… pic.twitter.com/8iWqULxijC
— PRCS (@PalestineRCS) April 5, 2025
في المقابل، تؤكد مصادر فلسطينية ودولية أن الرواية الإسرائيلية لا تصمد أمام الدلائل المتوفرة. فقد نشر الهلال الأحمر الفلسطيني، وصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، مقطع فيديو استُخرج من هاتف أحد المسعفين القتلى. يُظهر الفيديو بوضوح سيارات إسعاف تحمل شارات معروفة، تسير ليلاً بمصابيح مضاءة، وسط دوي إطلاق نار كثيف.
لحظات أخيرة موثقة بالفيديو لـ المسعفين في غزة قبل مقتلهم
الفيديو المصوَّر من داخل إحدى المركبات، يُظهر شاحنة إطفاء حمراء وعدة سيارات إسعاف تتحرك بهدوء، ثم تقف سيارة خارج الطريق، ويترجل منها رجلان يرتديان زياً يدل على عملهما في الإسعاف.
يُسمع في الخلفية صوت أحد المسعفين وهو يقول: “يا رب يكونوا بخير”، وآخر يضيف: “يبدو أنه حادث”. ثم تبدأ طلقات كثيفة، وتغيب الصورة فجأة، فيما يُسمع صوت مرتجف لأحدهم ينطق بالشهادة قائلاً: “سامحونا يا شباب.. يا أمي سامحيني لأني اخترت أساعد الناس”.
تأكيدات وتحقيقات أممية
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أكدت أنها تحققت من صحة الفيديو ومكانه وتاريخه، وأوضحت أن الصليب الأحمر سلّمه إلى مجلس الأمن الدولي.
كما كشف الهلال الأحمر أن المسعف الذي التُقط الفيديو من هاتفه هو رفعت رضوان، وقد أُصيب برصاصة في الرأس.
من جهته، قال متحدث عسكري إسرائيلي مساء السبت إن التحقيق ما يزال جارياً، وإن هناك احتمالاً بأن يكون التقرير الأولي من الميدان قد أخطأ، مؤكداً أن الأضواء التي كانت على سيارات الإسعاف لم تُذكر في التقرير، وأن التحقيق يسعى لفهم هذا التناقض.
اتهامات متجددة
رغم اعتراف الجيش الإسرائيلي باحتمال وجود خطأ في تقدير الموقف، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية قولها إن ستة على الأقل من القتلى ينتمون لجماعات مسلحة.
غير أن المسؤولين لم يقدموا أدلة تدعم هذه الادعاءات، مكتفين بالقول إن التحقيق لم يكتمل بعد.
وفي ظل هذا الغموض، تبقى الأسئلة مفتوحة حول استهداف من يفترض أنهم خارج دائرة الاشتباك، وما إذا كانت هذه الجريمة ستمثل نقطة تحول في النظر إلى سلوك الجيش الإسرائيلي خلال عملياته في غزة.
اقرأ أيضا: مخاوف دولية بعد اكتشاف 100 موقع لـ السلاح الكيماوي في سوريا