تاريخ وتراث

تعرف علي تاريخ دار سك العملة بالقلعة

اعداد و تقديم :  أ. محمد النجار

ليست الدار الموجودة لسك العملة هى أول بنك مركزى مسئول عن ضرب وسك العملة المصرية هى الاولى فقد سبقتها دور بداية من العصر المملوكى وتتابعت الدور بتتابع الدول والقرون ، و دار الضرب العثمانية الثانية بالجهة الشرقية لميدان سراى الباشا ( الحوش السلطانى أو وسعة الباشا ) ، وموقعه على خريطة الحملة الفرنسية لعام 1798م بدار الضرب رقم (43) ،
وكان يقع فى موضعها معمل للبارود ، وعندما شيد دار الضرب الثانية نقل معمل البارود إلى الجهة الجنوبية الغربية لميدان سراى الباشا ، وأجرى محمد على باشا بعد ذلك تجديدات على دار الضرب العثمانية الثانية بإضافة مبانى لها ، وتقع دار الضرب العثمانية حاليا بالنسبة لدار ضرب محمد على بالجهة الجنوبية الشرقية من كيانها .
وتخطيط دار الضرب العثمانية الثانية على شكل مستطيل قسم داخليا لقاعة كبرى يتوسطها بائكة مثمنة ملتفتة حول القاعة من الداخل ، وكان يرتكز على هذه البائكة المثمنة قبة كبرى من الآجر اندثرت حاليا ، ويلاصق هذه القاعة من الشمال دهليز مغطى أغلبه بأقبية متقاطعة ، ويوجد بالجهة الشرقية لدار الضرب العثمانية الثانية باب يتوجه عقد قوسى .
وهى ثانى الدور الباقية بالقلعة ، وسجلتها دراسة علماء الحملة الفرنسية وما تلتها من دراسات على أنها الدار الرسمية للسك فى تلك الفترة .
وعموما فقد ظلت تلك الدار تقوم بمهمتها بعد ذلك إلى أن جددها محمد على سنة (1227 هـ / 1812م ) – قبل أن يلحقها بداره – وأثبت هذا التجديد فى لوح رخامى مازال موجودا على بابها العمومى الذى حجب خلف دركاة المدخل العمومى لدار محمد على.
ويتضمن النص :
” جدد هذا المكان المبارك الوزير الأعظم محمد على باشا والى مصر حالا” ( ) .
وكان ذلك فى عام 1227هـ .
والنص فى أربعة بحور ممتدة يعلوه دعاء على شكل طغراء محتواه :
” نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين يا محمد ” ، وحوله فى الأركان الأربعة أسماء الخلفاء الراشدين على التوالى :
أبوبكر – عمر – عثمان – على
قد نفذ النص بالحفر البارز بخط الثلث المتوسط ، ويبدو أن هذا التجديد لا يزيد عن كونه ترميما للحفاظ على تلك الدار حتى تقوم بعملها بشكل جيد ومستمر.
ومما يذكر أن هذه الدار كانت تجمع عددا كبيرا من الصناع أوفى عام 1812 م على خمسمائة صانع( ) ، وكان عدد العاملين فى عهد الحملة الفرنسية 285 عاملا ، بمافيهم أبنائهم الصغار .
ولكن صغر مساحتها كان لايتسع للنشاط الذى بدأ يدب فى أوصال مصر فى عهد هذا العاهل ، ففكر فى استيعابها فى دار أكبر لتواكب النهضة الإقتصادية فى عهده ، وكان ذلك سنة 1243 هـ / 1827 م .
وعلى ذلك فإن اللوحة الباقية هناك هى والباب المثبتة عليه مخلفان من تجديد سنة 1227 هـ ، وأدمجا فى البناء الجديد الذى فرغ منه سنة 1243هـ /1827 م .
قبة بيضاوية الشكل مبنية بالحجر ، ويرى إلى الآن بعض الغرف التى كانت بها الآت الضرب.ويقع خلفها ثلاثة أبراج فى سور القلعة ، ربما تم انشاؤهم خصيصا لحمايتها ،خصوصا أن بقية سور هذا القسم لا يوجد به أبراج .وقد بلغت تلك الدار مركز الصدارة فى عهد مؤسسها محمد على وخلفائه حتى فاقت دار استانبول بفضل الآلات الحديثة المستوردة ، التى ضربت سكة عصرية متقنة ، منها ريال فضى قيمته (20 قرش ) يشبه ريال ماريا تريزا النمسوى ، وجنيها ذهبيا قيمته (100 قرش ) تزيد قيمته قليلا عن الجنية الإنجليزى آنذاك .
وقد اشتهرت النقود المصرية التى كانت تضرب بها فى أقطار الأرض ، حتى قيل أنه لم يعد أضبط ولا أصح من مسكوكاتها لجودتها وجودة صنعها وضبط عيارها وحسن ذهبها وفضتها.
وقد ظلت تلك الدار مستمرة فى آداء مهمتها من قبل الإلحاقات التى تمت فى شهر شعبان من سنة( 1243هـ – 1827م )، وحتى سنة ( 1305 هـ /1888م )، حيث نقلت من القلعة ونزلت للقاهرة مرة أخرى – منذ التاريخ الأخير – بمقر بيت المال بحى بيت القاضى .
و باستيراد آلات أوروبية أنتجت تلك الدارسكة أفضل من سكة السلطان العثماني بإستنبول ، الذى مالبث أن استورد هو الآخر من إنجلترا آلة لسك النقود ، ودعى مجموعة من الخبراء لاستانبول للإشراف على تركيبها وتشغيلها .
وقد لحقت بالدار العديد من أعمال التطوير والترميم حتى آخرها من قبل وزارة الاثار وتم انهاء المرحلة الأولى لترميم دار الضرب من قبل شركة أسوان عام 2007 م وبإشراف منطقة الآثار ووزارة الثقافة والاثار .
زر الذهاب إلى الأعلى