تعليق مؤقت للعقوبات على طهران.. هل يُعجّل باتفاق نووي جديد بين أمريكا وإيران؟

تحدثت تقارير صحفية، عن قرار جديد أصدرته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقضى بتعليق أمريكا فرض أى عقوبات جديدة ضد إيران في محاولة لدفع عملية التفاوض بين البلدين حول الملف النووي.

وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قررت وقف المساعي الرامية لفرض عقوبات جديدة على إيران بشكل مؤقت، في خطوة وُصفت بأنها تحول مفاجئ في نهج “الضغط الأقصى” الذي تبنته واشنطن منذ سنوات.

هذا التغيير،في موقف أمريكا من عقوبات إيران والذي لم يُعلَن رسميًا من قبل البيت الأبيض، يأتي في وقت حساس تتعثر فيه المفاوضات النووية مع طهران، وسط ضغوط متزايدة من المجتمع الدولي بسبب أنشطة نووية إيرانية مثيرة للقلق.

أمريكا تعلّق العقوبات ضد إيران مؤقتًا

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أصدرت توجيهاً رسمياً لوزارتي الخارجية والخزانة ومجلس الأمن القومي، يدعو إلى تعليق كافة الخطوات المتعلقة بفرض عقوبات جديدة على إيران.

هذا التوجيه، الذي رُصد الأسبوع الماضي، يُعد بمثابة مؤشر على نية واشنطن إعادة تقييم استراتيجيتها تجاه الملف النووي الإيراني، وربما التحول نحو مسار دبلوماسي أكثر براغماتية.

في المقابل، امتنعت الإدارة الأمريكية عن تأكيد هذه المعلومات بشكل مباشر. واكتفت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، بالقول إن “أي قرارات جديدة بخصوص ملف العقوبات سيتم الإعلان عنها من خلال القنوات الرسمية”، وهو ما زاد من الغموض المحيط بالقرار.

تقرير حاد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية

يأتي هذا التطور في وقت أصدرت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً ينتقد إيران بشدة، ويؤكد أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة، وهي نسبة قريبة جداً من العتبة اللازمة لإنتاج أسلحة نووية (90 في المائة).

وقد أثار التقرير مخاوف كبيرة لدى الدول الغربية، لا سيما أمريكا والدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015.

أول تعليق من إيران على تعليق عقوبات أمريكا

في أول رد فعل رسمي منإيران على أنباء تعليق عقوبات أمريكا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن بلاده “لم تلاحظ أي تغيّر فعلي في موقف واشنطن بشأن العقوبات”، مشددًا على أن إيران تنتظر خطوات عملية تؤكد حسن نية الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل تاريخ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي دون ضمانات.

وأضاف بقائي أن طهران لا تزال تتعامل مع المفاوضات الجارية بحذر، موضحاً أن “الوضوح الأمريكي في مسألة العقوبات هو الأساس لأي تقدم مستقبلي”.

اتصالات إيرانية مع الوكالة الدولية ووساطة عمانية

من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الاثنين، مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث تداعيات التقرير الأخير.

وأكد عراقجي في بيان الأحد أنه حذر غروسي خلال اتصال هاتفي من “أي تحرك غير مناسب من جانب الأطراف الأوروبية”، مشيرًا إلى أن طهران “سترد بالشكل المناسب”.

كما كشف عراقجي عن تلقيه “عناصر مقترح أمريكي” بشأن اتفاق نووي جديد، نقله إليه نظيره العماني خلال زيارة رسمية إلى طهران، مما يشير إلى احتمال تحريك عجلة التفاوض من بوابة وساطة إقليمية.

تجميد العقوبات الجديدة مرتين خلال أسبوعين

وبحسب مصادر الصحيفة، فإن آخر حزمة عقوبات أمريكية ضد إيران جرى الإعلان عنها في 21 مايو الماضي، ومنذ ذلك الحين تم تأجيل فرض حزم جديدة مرتين على الأقل.

وأشارت المصادر إلى أن العقوبات الأساسية، مثل تجميد الأصول الإيرانية وحظر بيع النفط، لا تزال سارية، غير أن تعليق العقوبات الإضافية قد يشير إلى رغبة أمريكية في خلق أجواء تفاوضية هادئة.

دلالة تعليق أمريكا عقوبات ضد إيران

يرى مراقبون في واشنطن أن تعليق العقوبات قد يهدف إلى اختبار مدى استعداد إيران لتقديم تنازلات أو إبداء مرونة في بعض النقاط الجوهرية المتعلقة بالبرنامج النووي أو سياساتها الإقليمية.

في المقابل، يعتبر آخرون أن البيت الأبيض يسعى لتخفيف التوتر الإقليمي، خصوصًا مع تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط، من غزة إلى اليمن وسوريا.

وكان ترامب قد صرح مؤخرًا بأن التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران “أمر ممكن قريبًا”، ما شكل مفاجأة للعديد من المراقبين في ظل مواقفه المتشددة السابقة. إلا أن التصريحات الإيرانية الرسمية، خاصة من وزير الخارجية عراقجي، تؤكد أن الهوة بين الطرفين لا تزال واسعة.

اقرا أيضا

قصف وتوغلات وتفتيش منازل.. ماذا تفعل إسرائيل في جنوب سوريا؟

زر الذهاب إلى الأعلى