تعيد الحياة إلى بورصة الكويت.. “أكشن إنرجي” تمهد الطريق لأول إدراج نفطي منذ عام 2008

تستعد شركة أكشن إنرجي، وهي شركة كويتية متخصصة في خدمات حقول النفط، لطرح عام أولي قد يصبح أول إدراج في قطاع الطاقة في الكويت منذ عام 2008. ووفقا لمصادر مطلعة، قد يبدأ الطرح العام الأولي هذا العام، مما يمثل لحظة مهمة لسوق ظل خاملا إلى حد كبير من حيث الإدراجات الجديدة مقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
ووفقا لوكالة “بلومبرج للأنباء”، تقدم شركة الاستثمارات الوطنية (NIC) والمجموعة المالية هيرميس الاستشارات بشأن الصفقة المحتملة، على الرغم من أن القرارات النهائية لم تتخذ بعد.
وتشير المصادر إلى أن الاجتماعات التمهيدية للمستثمرين قد تبدأ في سبتمبر، مما يشير إلى زخم مبكر نحو ما قد يكون إدراجا تاريخيا لأسواق رأس المال الكويتية.
وعلى الرغم من الضجة الإعلامية، رفض ممثلون عن شركة أكشن إنرجي، وشركة الاستثمار الوطنية، والمجموعة المالية هيرميس التعليق على الأمر، محافظين على سرية الصفقة إلى حد كبير في الوقت الحالي.
أكشن إنرجي.. لاعب محلي يعكس طموحات وطنية
وتأسست شركة أكشن إنرجي عام 2014، وهي شركة تابعة لمجموعة أكشن القابضة، وتتخصص في خدمات الحفر وحقول النفط داخل الكويت. ويتماشى تركيز الشركة المحلي مع المصالح الوطنية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتطوير القطاع المحلي، مما يجعل الطرح العام الأولي المحتمل خطوة استراتيجية ذات آثار سوقية وسياسية.
وفي حال نجاح الطرح، سيؤكد تحولا أوسع في نهج الكويت تجاه التنويع الاقتصادي وتطوير سوق رأس المال – وهي مجالات تأخرت فيها الكويت تاريخيا عن نظيراتها الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين شهدتا طفرة في نشاط الاكتتابات العامة الأولية في السنوات الأخيرة.
اكتتابات محدودة في مقابل أسواق خليجية مزدهرة
لقد ظلت سوق الاكتتابات العامة الأولية في الكويت هادئة، مع عدد قليل فقط من الاكتتابات العامة البارزة خلال السنوات القليلة الماضية. من بينها:
– جمعت شركة علي الغانم وأولاده للسيارات 322 مليون دولار أمريكي في عام 2022.
– حصلت مجموعة بيوت الاستثمارية القابضة على 146 مليون دولار أمريكي في عام 2024.
– أفادت التقارير أن شركة ترولي، وهي سلسلة متاجر محلية، تستعد لطرحها العام الأولي، ربما خلال العام.
ويتناقض هذا العدد المحدود من المشاريع بشكل حاد مع أسواق الأسهم النابضة بالحياة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث أدت الإصلاحات الحكومية ومبادرات الخصخصة إلى ظهور العديد من عمليات الإدراج البارزة.
سوق مهيأة للتغيير
وعلى الرغم من تباطؤ نشاط الاكتتابات العامة الأولية، فقد تفوق مؤشر الأسهم الكويتي القياسي على العديد من نظرائه الإقليميين في عام 2025، ليحتل المرتبة الثانية بعد دبي.
وقد ارتفعت ثقة المستثمرين في ظل التغييرات السياسية، لا سيما في ظل قيادة الشيخ مشعل الأحمد الصباح، الذي علق أعمال البرلمان العام الماضي لكسر الجمود التشريعي طويل الأمد.
وقد اعتبر المستثمرون هذه الخطوة خطوة جريئة نحو إصلاحات اقتصادية ومالية طال انتظارها، حتى لو لم تتحقق العديد من هذه التغييرات بعد. الإصلاح المالي واستراتيجية الدين تحت المجهر
إصلاحات مالية ودين عام يعيدان التوازن
ومن أبرز الخطوات التي اتخذتها الحكومة الكويتية هذا العام كانت الموافقة على قانون جديد للدين العام في مارس، مما أعاد فتح أسواق السندات الدولية لأول مرة منذ عام 2017. وقد بدأت البلاد بالفعل في تقديم طلبات عروض لجمع ما يقارب 6 مليارات دولار أمريكي من خلال إصدارات سندات الدين الخارجية.
وتعد هذه المناورات المالية بالغة الأهمية للكويت، وهي دولة غنية بالثروة النفطية وموطن لصندوق ثروة سيادية بقيمة تريليون دولار أمريكي، ولكنها لطالما عانت من الجمود السياسي.
وقد أدى النظام غير المعتاد في البلاد – برلمان منتخب يوازنه رئيس تنفيذي معين – إلى تأخير التشريعات المالية الرئيسية تاريخيا، بما في ذلك محاولات سابقة لإقرار قانون للدين.
وفي ظل غياب الوصول إلى سوق السندات، اضطرت الحكومة إلى الاعتماد على صندوق الاحتياطي العام لسد عجز الموازنة، وهي ممارسة أثقلت كاهل سيولتها وأعاقت التخطيط المالي طويل الأجل.
اقرأ أيضا.. أطول 10 ناطحات سحاب تحت الإنشاء في دبي .. شاهد
ماذا تعني هذه التحركات للمستثمرين؟
وفي حال مضت شركة أكشن إنرجي قدما في طرحها العام الأولي، فقد يكون ذلك بمثابة اختبار حاسم لشهية المستثمرين وثقتهم بالمشهد الاقتصادي الكويتي المتطور. وقد يمهد نجاح الإدراج الطريق لطرح المزيد من الشركات، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية التي تتماشى مع أهداف الإصلاح الوطنية.
وعلاوة على ذلك، سيضيف طرح عام أولي رفيع المستوى زخما لطموحات الكويت في تحديث أسواق رأس المال والتحول عن الاعتماد المفرط على عائدات النفط، وهو ركيزة أساسية في أجندة التحول الخليجي الأوسع.