تغير موازين القوى.. دولة عربية على رأس أولويات الصين للحصول على أفضل مقاتلاتها الشبحية

أصبحت منطقة الشرق الأوسط حلبة صراع بين القوى العظمى، في ظل اشتداد التنافس العالمي على النفوذ العسكري، ويبرز كموقع ملتهب بالأحداث والصراعات المستمرة، فهي منطقة تشهد دولها سباق تسلح كبير وقوي، وهنا يأتي دور الصين كلاعب صاعد يسعى لكسر الهيمنة الغربية، خاصة الأمريكية، على سوق السلاح في العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة.

وبعد أن كانت صفقات الدفاع في المنطقة حكرًا على شركات أمريكية وأوروبية، باتت شركات التسليح الصينية، مثل “شنيانغ” و”نورينكو”، تقدم بدائل متقدمة تقنيًا وأقل تكلفة، في مسعى استراتيجي لتثبيت نفوذ بكين كلاعب أساسي في معادلات الأمن الإقليمي.

مقاتلة J-35 الشبحية .. مصر أبرز المهتمين

ويبدو أن المقاتلة الشبحية الصينية J-35 أصبحت رأس الحربة في هذا التحول، إذ دخلت مؤخرًا مرحلة الإنتاج الأولي، وسط اهتمام واضح من عدة دول شرق أوسطية، على رأسها مصر والسعودية والجزائر.

J-35 الشبحية تدخل مرحلة الإنتاج .. باكستان تتراجع ومصر تتقدم؟

في تطور مهم، أكدت مجلة Air Forces Monthly البريطانية، في عددها الصادر يونيو 2025، أن باكستان لم تعد أول زبون أجنبي سيحصل على مقاتلات J-35A الشبحية من الجيل الخامس، التي تطورها شركة Shenyang Aircraft Corporation الصينية.

ووفقًا للمجلة، فإن دولة أخرى — يُرجّح أن تكون مصر أو السعودية أو الجزائر — ستتسلّم أولى النسخ ضمن مرحلة الإنتاج الأولي منخفض الوتيرة (LRIP)، ما يعكس إعادة ترتيب الأولويات الصينية في سوق السلاح.

وتشير التقارير إلى أن الجدول الزمني لتسليم J-35A إلى باكستان قد تأجل إلى عام 2026 أو بعده، رغم أن طياريها بدأوا التدريب على الطائرة منذ أغسطس 2024.

وكان من المقرر تسليم 40 مقاتلة ضمن صفقة شاملة تضمنت طائرات الإنذار المبكر KJ-500 ومنظومات الدفاع الجوي HQ-19.

مقاتلة J-35A مع تسليح من صواريخ القتال الجوي PL-10E وPL-15E

تصميم شبحي وتسليح متطور .. منافسة مباشرة لـ F-35

تُعتبر J-35A نسخة مطوّرة من النموذج الأولي FC-31 “جيرفالكون”، وقد تم الكشف عنها رسميًا خلال معرض تشوهاي 2024.

وهي مقاتلة شبحية ثنائية المحرك متعددة المهام، مُصممة لتقليل البصمة الرادارية، وتزود برادار AESA حديث، وتتمتع بقدرة حمل صواريخ جو-جو طويلة المدى مثل PL-17، ما يجعلها بديلًا اقتصاديًا للمقاتلة الأمريكية F-35.

وقد شوهدت نسختان تجريبيتان من J-35 تحملان الأرقام التسلسلية 350001 و350006 في صور حديثة، ما يشير إلى دخولها فعليًا في مرحلة الإنتاج التسلسلي.

ويبدو أن النسخ البحرية من الطائرة — المصممة لحاملات الطائرات مثل “فوجيان” — دخلت اختبارًا عمليًا مشتركًا مع مقاتلات J-15 وJ-15T، مما يدعم فرضية اعتمادها كأصل في سلاح الجو البحري الصيني.

مصر على خط الصفقة: مناورات وعلاقات عسكرية متنامية

برز اسم مصر بوضوح كأحد أبرز العملاء المحتملين للـ J-35A. وخلال مناورات “نسور الحضارة 2025” التي أُجريت في مايو، أبدى الفريق محمود فؤاد عبد الجواد، قائد القوات الجوية المصرية، اهتمامه بالمقاتلة.

هذا الاهتمام المصري يأتي ضمن سياسة تنويع مصادر التسليح والانفتاح على التكنولوجيا العسكرية الشرقية، بعد عقود من الاعتماد على المنظومات الأمريكية والروسية.

ويرى مراقبون أن دخول J-35A إلى الخدمة المصرية — في حال تم — سيشكل تحولًا نوعيًا في ميزان القوى الإقليمي.

لماذا قد تتأخر باكستان؟

رغم توقيع صفقة مبكرة، تواجه باكستان تحديات قد تعيق تسلمها المبكر للطائرة. فمن جهة، طرحت تساؤلات حول قدرتها المالية على تشغيل مقاتلة من الجيل الخامس، مع مؤشرات على إعطاء الأولوية للطائرات الأرخص مثل J-10C.

كما أن التجربة غير المُرضية مع طائرات الإنذار المبكر ZDK-03 الصينية قد دفعت إسلام أباد إلى توخي الحذر في تعاملها مع التكنولوجيا الصينية.

في المقابل، فإن الطلب الداخلي الصيني، ومحدودية الإنتاج خلال مرحلة LRIP، قد يدفع بكين إلى تفضيل شركاء استراتيجيين جدد في الشرق الأوسط، خصوصًا أولئك الذين يملكون القدرة على الدفع السريع والدعم السياسي لبكين.

J-35  .. في خدمة التوازنات الجديدة

تشكل مقاتلة J-35 ورقة ضغط استراتيجية للصين في الشرق الأوسط. فهي لا تمثل فقط منتجًا متطورًا تكنولوجيًا، بل أداة سياسية لدعم الحلفاء وتمرير النفوذ دون قواعد عسكرية.

كما تمنح دولًا مثل مصر أو السعودية فرصة الحصول على مقاتلة شبحية حديثة خارج النظام الغربي المقيّد بالتراخيص والضغوط السياسية.

في المقابل، يدفع هذا التحول الولايات المتحدة إلى مراجعة استراتيجياتها الدفاعية في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل تراجع ثقة بعض الدول بسياسات واشنطن.

كما يفتح الباب أمام سباق تسلح جديد يستند إلى تقنيات الجيل الخامس والطائرات الشبحية والمنظومات الشبكية.

اقرأ أيضاً.. عالم نووي يهدي دولة إسلامية أول قنبلة نووية ويساعد أخرى في امتلاكها وسط ذهول إسرائيل.. القصة كاملة

زر الذهاب إلى الأعلى