تفجير مخلفات الحرب في السودان.. هل اقتربت نهاية الصراع بين الجيش والدعم السريع؟
في خطوة تُعد الأكبر من نوعها منذ اندلاع النزاع المسلح الأخير، أعلن المركز القومي لمكافحة الألغام في السودان عن بدء عملية ميدانية لتفجير أكثر من خمسين ألف دانة من مخلفات الحرب في منطقة غرب أم درمان، في مؤشر قد يُفسَّر على أنه بداية فعلية لتأمين البلاد وطي صفحة الحرب الطويلة.
وأكد مدير المركز القومي لمكافحة الألغام، خالد حمدان، أن العملية انطلقت اليوم السبت وتستمر طوال الشهر المقبل، ضمن خطة ميدانية مدروسة تأخذ في الاعتبار طبيعة الذخائر وخطورة مواقع انتشارها.
تحييد خطر الذخائر غير المنفجرة
وأوضح أن الفرق المختصة شرعت في تنفيذ الترتيبات الفنية واللوجستية، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو تحييد خطر الذخائر غير المنفجرة التي تهدد حياة المدنيين، خصوصًا في المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة.
ويأمل مراقبون أن تُشكّل هذه العملية مؤشرًا على بدء مرحلة جديدة من الاستقرار، بعد شهور طويلة من القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفر عن تدمير واسع ونزوح مئات الآلاف.
ألغام في قلب الخرطوم
لكن في المقابل، بدا واضحًا أن البلاد لا تزال بعيدة عن الأمان التام. ففي تحذير عاجل، حذر حمدان المواطنين من الاقتراب من منطقة غابة السنط وسط الخرطوم، مؤكدًا أن عناصر من قوات الدعم السريع زرعت حقول ألغام مضادة للأفراد داخل تلك المنطقة الحيوية.
وأوضح أن المساحة الملوثة تمتد من جسر النيل الأبيض المؤدي إلى الموردة، وحتى جسر الفتيحاب عند المقرن، مرورًا بمحيط مسجد الشهيد، وهي منطقة تشهد عادة حركة مدنية كثيفة، مما يضاعف من خطورة الألغام المزروعة هناك.
ألغام شديدة الحساسية تهدد حياة الآلاف
وأشار مدير المركز إلى أن طبيعة هذه الألغام شديدة الخطورة، إذ تنفجر بمجرد الضغط عليها، وبعضها لا يحتاج سوى أقل من كيلوغرام واحد من الوزن للتفجير.
وأضاف أن فرقًا متخصصة تعمل على التعامل مع هذه الألغام بحذر بالغ، مؤكداً أن المركز نفّذ عملية تأمين وتفجير عدد من الألغام قرب الكباري خلال الأيام الماضية، بعد أن تم رصدها وتجميعها من قبل فرق ميدانية.
ويجري حاليًا تجهيز فرق إضافية للانطلاق في مهام نزع جديدة، وسط سباق مع الزمن لتأمين العاصمة والمناطق المحيطة بها من بقايا الحرب.
هل يطوي السودان صفحة الحرب؟
رغم ضخامة عملية تفجير مخلفات الحرب غرب أم درمان، إلا أن استمرار زراعة الألغام في قلب العاصمة يُذكّر بأن الصراع لم يُطوَ بعد بالكامل. فما زالت مناطق واسعة تعج بالخطر، وما زال المدنيون يدفعون ثمنًا باهظًا نتيجة تلوث الأراضي بالذخائر والعبوات الناسفة.
لكن بحسب مسؤولين ومراقبين، فإن هذه العملية قد تمثل بداية واعدة، إذا ما ترافقت مع حلول سياسية جذرية، تؤمن العاصمة وتوقف نزيف الدم، وتدفع نحو سلام شامل ومستدام.
اقرأ أيضا.. إطلاق سراح هارون أسوات يثير الجدل في بريطانيا.. هل يقود صديق بن لادن «ريمونتادا» القاعدة؟