تفجير مرقد الخميني.. كيف أجهضت إيران مخطط داعش لاستهداف ذكرى “روح الله”؟

أعلنتْ طهران إحباط مُخطط دموي لتنظيم داعش كان يستهدف تفجير مرقد الإمام الخميني بالتزامن مع إحياء الذكرى السنوية لرحيله.
وأكدت الأجهزة الأمنية أن العملية جاءت ثمرة “تنسيق استباقي واسع النطاق” بين الشرطة والاستخبارات، وأدت إلى تفكيك خلية انتحارية واعتقال عناصرها قبل التنفيذ بساعات.
داعش يعود إلى طهران
وأعادت العملية التي كشفت عنها وكالة “نور نيوز” إلى الأذهان مشاهد هجمات يونيو 2017، حين ضرب داعش مبنى البرلمان ومرقد الخميني في هجوم مزدوج هو الأول من نوعه داخل العاصمة.
وبينما ظنت إيران أن هذه الصفحة قد طُويت، عادت التنظيمات المتشددة لتطل من جديد، مستهدفة أيقونة الثورة الإسلامية ومؤسس الجمهورية.
خلية انتحارية في قلب مرقد الخميني
وبحسب ما أعلنته المصادر الأمنية، فإن قوات الأمن تمكنت من اعتقال 13 عنصراً من خلية مرتبطة بداعش، بينهم زعيم الخلية وعدد من الفنيين والمنفذين، وصادرت سترات ناسفة وحقائب ظهر معدة للتفجير.
وأشارت المعلومات إلى أن الخلية كانت تعتزم شن تفجيرات متزامنة داخل مراسم ذكرى الخميني التي حضرها كبار المسؤولين، بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي.
كيف تم إجهاض عملية استهداف مرقد الخميني؟
العملية التي وُصفت بـ”الاستباقية والدقيقة”، اعتمدت على رصد استخباري طويل المدى وتحليل اتصالات مشبوهة عبر محافظات عدة.
وبحسب التسريبات، فإن الأمن الإيراني قام بـ”اختراق إلكتروني” لمجموعة على تطبيقات مشفرة كان أعضاء الخلية يستخدمونها للتنسيق. وتم توقيف المجموعة خلال تحركها نحو طهران، بعد أن جُهزت لتنفيذ الهجوم.
رمزية مرقد الخميني
وفق تقارير فإن استهداف مرقد الخميني لا يحمل فقط أبعاداً أمنية، بل هو رسالة سياسية واضحة من داعش، موجهة إلى قلب العقيدة الشيعية وإرث الثورة الإيرانية.
وبالنظر إلى أن المراسم السنوية تُعتبر من أهم الطقوس الرسمية في البلاد، فإن نجاح التنظيم في اختراقها كان سيمثل ضربة دعائية خطيرة لطهران.
ما الرسائل وراء محاولة تفجير مرقد الخميني؟
يرى مراقبون أن عودة داعش لمحاولة استهداف الداخل الإيراني تعكس محاولات التنظيم إثبات وجوده بعد سلسلة من الخسائر في العراق وسوريا، كما تُظهر أن الجبهة الداخلية الإيرانية ليست محصنة بالكامل.
في المقابل، تسعى طهران من خلال الكشف عن هذه العملية إلى تعزيز ثقة الجمهور في أجهزتها الأمنية، وإبراز قدرتها على ضبط الأمن في لحظات فارقة.
تحذيرات من خلايا نائمة لداعش
رغم نجاح العملية الأمنية، إلا أن التهديد لم يُستأصل بالكامل، خاصة في ظل تحذيرات سابقة من مسؤولين أمنيين بشأن “خلايا نائمة” داخل البلاد.
وتشير التحقيقات الجارية إلى احتمال وجود شبكات ارتباط خارجية بالخارج، ما يطرح أسئلة حول حدود اختراق داعش للجغرافيا الإيرانية، ومستقبل المواجهة معه.
اقرأ أيضًا: سوريا وإسرائيل… هل يتوقف قطار التطبيع بعد هجوم الجولان؟