تقرير مفصل عن الأيام الأربعة الأولى من الهجمات بين إسرائيل وإيران

دخلت المواجهة والهجمات بين إسرائيل وإيران يومها الرابع؛ حيث تبادلت الدولتان ضربات قاتلة، ولم تُبدِ أي اهتمام يُذكر للدعوات الدولية المتزايدة لخفض التصعيد. منذ الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران فجر الجمعة، ازدادت حِدَّة الهجمات المتبادلة، مخلفةً مئات القتلى، وتدميرًا للبنية التحتية الحيوية، وحالة من التوتر في المنطقة.

اليوم الأول الجمعة 13 يونيو الهجمات بين إسرائيل وإيران

في الساعات الأولى من صباح الجمعة، شنت إسرائيل موجات متعددة من الضربات في أنحاء إيران، مستهدفةً مواقع عسكرية استراتيجية، ومنشآت نووية، وقادة رفيعي المستوى.

أسفرت إحدى أعنف الهجمات عن مقتل 78 شخصًا وإصابة المئات، وفقًا لمصادر إيرانية. وكان من بين القتلى اللواء محمد باقري والجنرال حسين سلام، بالإضافة إلى عدد من كبار العلماء النوويين.

كان الهدف الأبرز هو موقع نطنز للتخصيب النووي الإيراني، على بُعد حوالي 240 كيلومترًا جنوب طهران. أفادت التقارير أن الهجوم الإسرائيلي دمّر المحطة فوق الأرض وبنيتها التحتية الكهربائية الرئيسية، مما وجّه ضربة موجعة للقدرات النووية الإيرانية.

الهجمات بين إسرائيل وإيران
توضيحية لمناطق الضرب في إيران – نيويورك تايمز

كما أصابت الضربات مطارًا عسكريًا في مدينة تبريز، مما أدى إلى تصاعد أعمدة من الدخان الأسود في السماء، وهو ما أكدته مقاطع فيديو موثقة لشهود عيان. وفي طهران، انهار مبنى سكني متعدد الطوابق بالقرب من ساحة نوبونياد إثر ضربة، كما ظهر في مقاطع فيديو لآثارها المباشرة.

ردّت إيران بسرعة، فأطلقت وابلًا من الصواريخ على إسرائيل وضربت ما لا يقل عن سبعة مواقع في تل أبيب ومحيطها. وكان أحد الأهداف منطقة كرياه، التي تضم مقر جيش الدفاع الإسرائيلي ومنشآت حكومية أخرى، مما أسفر عن أضرار جسيمة في الممتلكات.

الهجمات بين إسرائيل وإيران
صورة رادارية – نيويورك تايمز

اليوم الثاني: السبت 14 يونيو- استهداف المطارات والبنية التحتية للطاقة

شهد يوم السبت استمرار هجوم إسرائيل بضربات على مطار مهرآباد الدولي في طهران. وأظهرت لقطات موثقة دخانًا أسود كثيفًا يتصاعد من حظائر الطائرات العسكرية في المطار.

على الجانب الإسرائيلي، أصاب صاروخ من إيران مدينة ريشون لتسيون السكنية، جنوب تل أبيب، متسببًا في أضرار جسيمة بالمنازل.

بحلول المساء، كثفت إسرائيل حملتها، مهاجمةً البنية التحتية الحيوية للطاقة في إيران. استهدفت طائرات بدون طيار جزءًا من حقل غاز بارس الجنوبي في محافظة بوشهر، أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم. إضافةً إلى ذلك، أشعلت الغارات الإسرائيلية النار في مستودع شهران للوقود والبنزين ومصفاة شهر ري النفطية في طهران، وهما عنصران رئيسيان في قطاع الطاقة الإيراني.

الهجمات بين إسرائيل وإيران
خريطة الهجمات – صحيفة نيويورك تايمز

اليوم الثالث: الأحد، 15 يونيو – تصاعد الخسائر المدنية، وهجمات نهارية على طهران

أسفرت الهجمات الصاروخية الإيرانية الليلية عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل في إسرائيل، من بينهم أربعة في مدينة بات يام، حيث دُمر مجمع سكني متعدد الطوابق. ردًا على ذلك، نفذت إسرائيل قصفًا نادرًا في وضح النهار على طهران، مما أدى إلى تصاعد دخان أسود كثيف فوق العاصمة.

كما زعمت إسرائيل أنها ضربت مطارًا في مشهد، موسعةً بذلك النطاق الجغرافي لهجماتها.

أفادت السلطات الصحية الإيرانية بحلول يوم الأحد بمقتل ما لا يقل عن 224 شخصًا وإصابة أكثر من 1400 آخرين. وبلغت الحصيلة الرسمية الإسرائيلية 24 قتيلًا وحوالي 600 جريح.

اقرأ أيضًا: واتس آب يغتال قادة إيران تباعًا وطهران تنتبه أخيرًا وتحذر شعبها| القصة كاملة

اليوم الرابع: الاثنين 16 يونيو – تحذيرات وضربات جديدة واشتعال النيران في مقرات إعلامية

صباح الاثنين، أصدر الجيش الإسرائيلي تنبيهات تُحذر السكان في مناطق متعددة من هجمات إيرانية وشيكة، ونصحهم باللجوء إلى الملاجئ. أصابت صواريخ إيرانية مجمعًا سكنيًا في بتاح تكفا، وسط إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل. كما أصاب وابل آخر من الصواريخ أكبر مصفاة نفط إسرائيلية في خليج حيفا، وفقًا للقطات مُتحقق منها.

في غضون ذلك، زعمت إسرائيل أنها هاجمت مركز قيادة فيلق القدس الإيراني النخبوي في طهران، على الرغم من عدم إمكانية التحقق من ذلك بشكل مستقل على الفور.

في خطوة أبرزت البعد النفسي للصراع، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات إخلاء للمدنيين في منطقة شمال شرق طهران، مُشيرًا إلى خطط لاستهداف البنية التحتية العسكرية هناك.

بعد ذلك بوقت قصير، قصفت إسرائيل مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، مما أدى إلى اشتعال النيران في المبنى وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان فوق المدينة، كما تم التحقق من ذلك من خلال مقاطع الفيديو.

الخسائر البشرية: الهجمات بين إسرائيل وإيران

بعد أربعة أيام، لا يبدو أن الصراع سيهدأ. ومع استهداف كلا الجانبين ليس فقط للمواقع العسكرية، بل أيضًا للبنية التحتية الحيوية والمناطق السكنية، لا يزال خطر المزيد من التصعيد – ومعاناة المدنيين – قائمًا. يستمر عدد القتلى في الارتفاع، وقد ضاعت مئات الآلاف من الأرواح وسط دمار واسع النطاق في كلا البلدين.

زر الذهاب إلى الأعلى