تقليص الأنشطة النووية مقابل رفع العقوبات.. هل تقبل أمريكا بعرض إيران الجديد؟

جدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، التأكيد على أن بلاده لا تثق بالولايات المتحدة، في وقت أرسل فيه مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية وعضو الوفد التفاوضي، مجيد تخت روانجي، إشارة انفتاح مشروطة باحتمال القبول بقيود زمنية محددة على الأنشطة النووية السلمية، مقابل رفع العقوبات الأمريكية التي ترهق الاقتصاد الإيراني منذ سنوات.

وقال روانجي إن إيران “يمكن أن توافق ضمن اتفاق عادل ومربح للطرفين على قيود زمنية محددة على الأنشطة النووية”، لكنه شدد على أن مطلب واشنطن بوقف التخصيب النووي بشكل كامل سيؤدي إلى إفشال أي اتفاق محتمل.

وأضاف أن التجارب السابقة مع الاتفاق النووي المبرم عام 2015 أظهرت أن المرونة الإيرانية لا تعني التخلي عن “الحقوق المشروعة” في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

قنوات الاتصال مفتوحة بين إيران وأمريكا

ورغم التوتر الميداني، أشار روانجي إلى أن قنوات الاتصال عبر وسيط ما زالت مفتوحة بين طهران وواشنطن، دون تحديد موعد لاستئناف المفاوضات الإيرانية الأمريكية.

وفي السياق نفسه، شدد بقائي خلال مؤتمر صحفي بطهران على أن “المشاركة الأمريكية المباشرة في الهجوم الإسرائيلي لم تترك مجالًا للثقة”، في إشارة إلى الضربات التي استهدفت مواقع إيرانية ومنشآت مرتبطة بالبرنامج النووي خلال الأشهر الماضية.

كما امتنع المتحدث عن تأكيد ما تردد بشأن استضافة النرويج للجولة المقبلة من المفاوضات النووية، أو عن أي دور محتمل لها كوسيط، مكتفيًا بالإشارة إلى استمرار الاتصالات الدبلوماسية، وموضحًا أن “الملف معقد ويحتاج إلى ترتيبات دقيقة قبل الإعلان عن أي لقاءات رسمية”.

استمرار المحادثات بين إيران والأوروبيين

وفيما يتعلق بالمفاوضات مع الدول الأوروبية حول البرنامج النووي الإيراني، أوضح بقائي أنها لم تتوقف، مشيرًا إلى اجتماع عُقد في إسطنبول قبل أسبوعين، تم خلاله الاتفاق على استمرار الحوار، لكن دون تحديد موعد أو مكان للجولة المقبلة.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن التواصل مع الجانب الأوروبي مستمر، لكنه أشار إلى أن قرار التفاوض المباشر أو غير المباشر مع الولايات المتحدة لم يُحسم بعد، ورفض تسمية أي دولة لاستضافة أي محادثات محتملة.

5 جولات مفاوضات بين أمريكا إيران

تأتي هذه التطورات في وقت شهد فيه العام الجاري خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عُمانية، انتهت دون نتائج ملموسة.

وتعقدت الأمور أكثر مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد طهران، وما تلاها من غارات أمريكية على مواقع ومنشآت حساسة داخل إيران، وهو ما اعتبرته القيادة الإيرانية تصعيدًا غير مقبول.

كما فشلت دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) في لعب دور الوسيط الفاعل لإبرام اتفاق جديد بشأن النووي الإيراني، إذ تباينت مواقفها بين التشدد في مطالب خفض التخصيب والحرص على منع انهيار قنوات الحوار الدبلوماسي.

وفي ظل استمرار العقوبات الأمريكية وتزايد الضغوط الاقتصادية، يبدو أن العرض الإيراني الأخير يختبر قدرة واشنطن على القبول بحل وسط، أو الإصرار على شروط قصوى قد تدفع المفاوضات إلى طريق مسدود جديد.

اقرأ أيضا.. في ظل ضغوط أمريكية ومخاوف إيرانية.. هل تنتقل تجربة حصر السلاح من لبنان إلى العراق؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى