تل أبيب تتحرك بعد تهديدات طهران.. خطوة إسرائيلية تنذر بتصعيد خطير

في خطوة جديدة تعكس حجم التوتر الأمني الذي تعيشه إسرائيل، أعلنت المتحدثة باسم مطار بن جوريون الدولي، ليزا دايفر، إغلاق المطار الرئيسي في البلاد “حتى إشعار آخر”، دون تحديد موعد لإعادة فتحه.

وجاء هذا القرار، بحسب دايفر، كإجراء وقائي بعد الهجوم الصاروخي واسع النطاق الذي شنته إيران الليلة الماضية، واستهدف مواقع حيوية داخل إسرائيل.

ويُعتبر المطار، الواقع قرب تل أبيب، شريان النقل الجوي الأساسي لإسرائيل، وتوقف حركة الملاحة فيه يمثل مؤشرا واضحا على حالة الطوارئ القصوى التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية تحسبا لموجات جديدة من الهجمات الإيرانية، التي توعدت طهران بتوسيع نطاقها لتشمل أهدافا أخرى، داخل إسرائيل وخارجها.

طهران تهدد بتوسيع الهجمات: القواعد الأمريكية في مرمى النيران

ولم يقتصر التصعيد الإيراني على الضربة الأولى، فقد أعلنت القيادة العسكرية الإيرانية، عبر وكالة “فارس”، أن العملية التي أطلقتها طهران تحت اسم “الوعد الصادق 3” ليست إلا البداية، وأن الموجات القادمة ستكون أوسع وأشد.

وقال مصدر عسكري مطلع: “الهجوم المقبل قد يشمل إطلاق 2000 صاروخ، ما يعادل 20 ضعف ما تم إطلاقه الليلة الماضية، ولن تقتصر الأهداف على إسرائيل فقط، بل ستطال القواعد الأمريكية في المنطقة”.

وجاءت هذه التصريحات، التي ترافقت مع تحذيرات رسمية من مستشارين في الحرس الثوري، لتضع المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في حالة استنفار قصوى، وعلى رأسها مطار بن جوريون، الذي يُعتبر من أولى الأهداف المتوقع أن تتعرض لهجمات جديدة، نظراً لأهميته الاستراتيجية والرمزية.

رمزية مطار بن جوريون في مرمى التهديدات

ويحمل إغلاق المطار، الذي يستقبل يوميا مئات الرحلات التجارية والدبلوماسية، دلالات أبعد من مجرد قرار أمني. فالمطار يعد رمزا لانفتاح إسرائيل على العالم، وتعليق نشاطه بشكل كامل يشير إلى خشية حقيقية من أن يصبح هدفا مباشرا في أي هجوم إيراني قادم، خصوصا بعد أن أشارت طهران إلى نيتها توسيع دائرة الضربات لتشمل منشآت حيوية وبنية تحتية مدنية في إسرائيل.

وفي السياق نفسه، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن منظومات الدفاع الجوي في محيط المطار ومدينة تل أبيب في حالة تأهب قصوى، تحسّبا لأي طائرات مسيرة أو صواريخ بعيدة المدى قد تطلقها إيران أو حلفاؤها في الأيام المقبلة.

إغلاق مطار بن جوريون.. “صفعة قوية” ورد متوقع

كما أكدت تصريحات اللواء أحمد وحيدي، مستشار الحرس الثوري الإيراني، أن “المرحلة الأولى من الهجوم وجهت صفعة قوية للصهاينة”، في إشارة إلى قصف ثلاث قواعد جوية إسرائيلية تحتوي على طائرات من طراز “F-35″ و”F-15″ ومراكز قيادة وسيطرة.

وأضاف أن إيران كانت قد خططت لضرب 150 هدفا، ما يضع منشآت مثل مطار بن غوريون ضمن بنك الأهداف المحتمل في الجولات القادمة.

وجاء هذا التصعيد ردا مباشرا على ما وصفته طهران بـ”العدوان الإسرائيلي” الذي استهدف مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، وأسفر عن مقتل عدد من كبار القادة، بينهم ضباط من هيئة الأركان وقادة في الحرس الثوري.

التحذيرات الإيرانية تمتد إلى الحلفاء الغربيين

وفي تصريحات نُشرت عبر وكالة “تسنيم”، حذر مسؤول إيراني من أن بلاده “لن تتردد في استهداف أي دولة تقدم دعما عسكريا أو لوجستيا لإسرائيل”، في إشارة مباشرة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. واعتبر المسؤول أن هذه الدول “ستكون في مرمى النيران الإيرانية إذا ما واصلت دعمها لإسرائيل”.

اقرأ أيضا.. هل ستنضم الولايات المتحدة لقصف إسرائيل لإيران؟ ترامب يمشي على حبل مشدود

مخاوف من تطور المواجهة إلى صراع إقليمي مفتوح

وتأتي هذه التطورات في ظل تحذيرات دولية متزايدة من انزلاق الأوضاع في الشرق الأوسط إلى مواجهة إقليمية مفتوحة. فالتحركات العسكرية المتسارعة، والردود المتبادلة، وإغلاق المطارات، وتجميد حركة الطيران المدني، جميعها مؤشرات على أن الأزمة تتجه إلى تصعيد أخطر، قد لا تقتصر على إيران وإسرائيل وحدهما.

وفي ظل تهديد إيران بشن هجمات جديدة تستهدف منشآت استراتيجية، يبدو أن قرار إغلاق مطار بن جوريون لا يُعد فقط إجراً احترازيا، بل رسالة واضحة عن حجم الخطر المتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى