تهديدات وتحركات في طرابلس.. هل يجر الدبيبة ليبيا إلى مواجهة جديدة؟

تشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة من الترقب والقلق بعد تصاعد التوتر السياسي والأمني، في ظل تحركات عسكرية ملحوظة وتصريحات تصعيدية أدلى بها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة ضد خصومه، واصفًا تحركاتهم الأخيرة بأنها “محاولة انقلابية” تستهدف شرعيته.

التطورات الأخيرة دفعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى تكثيف تحركاتها لاحتواء الأزمة المتفاقمة، ومحاولة منع انزلاق الوضع نحو مواجهة عسكرية جديدة في العاصمة التي ما زالت تتعافى من تبعات سنوات طويلة من الاقتتال.

تحذيرات أممية من خطة الدبيبة في طرابلس

في خطوة تعبّر عن تصاعد القلق الدولي، عقدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه، لقاءً رسميًا مع رئيس الحكومة في ديوان رئاسة الوزراء بطرابلس، برفقة نائبتها للشؤون السياسية ستيفاني خوري والسفير الألماني لدى ليبيا.

اللقاء ركّز على ضرورة ضبط النفس، والتوقف الفوري عن إطلاق التهديدات العسكرية التي من شأنها إشعال فتيل المواجهة مجددًا.

وأكدت تيتيه، بحسب بيان صادر عن البعثة، أنّ الوقت الحالي لا يحتمل المزيد من المغامرات الأمنية، خصوصًا في مناطق ذات كثافة سكانية مثل طرابلس.

وحذّرت من أن أي تصعيد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة، ويقوّض المساعي السياسية التي تبذلها الأمم المتحدة وشركاؤها الإقليميون والدوليون منذ سنوات.

رصد تحركات على الأرض.. ورسائل تهديد مبطّنة

تقارير أمنية محلية ودولية تحدّثت عن رصد تحركات مكثفة لقوات تابعة لحكومة الوحدة في محيط العاصمة خلال الأيام الماضية، مصادر دبلوماسية رفيعة وصفت هذه التحركات بأنها “رسائل تهديد واضحة” للخصوم السياسيين.

واعتبرت أن لجوء حكومة الدبيبة إلى خيار استعراض القوة يؤشر إلى نية لإغلاق المسار السياسي بالقوة، وهو ما يرفضه المجتمع الدولي بشكل قاطع.

لجنة المتابعة في برلين

خلال لقائها مع الدبيبة، أطلعت تيتيه الحكومة الليبية على نتائج اجتماع لجنة المتابعة الدولية بشأن ليبيا الذي عقد في العاصمة الألمانية برلين، حيث تم التأكيد على ضرورة إعادة إحياء العملية السياسية الليبية الشاملة.

كما شدّدت البعثة على أهمية تفعيل مجموعات العمل الخاصة بالمسارات العسكرية والاقتصادية والدستورية، وتوحيد الجهود من أجل إعادة الاستقرار إلى البلاد.

مخاوف من اشتعال جديد في طرابلس

رغم مرور أكثر من عقد على سقوط نظام معمر القذافي، ما تزال ليبيا تعيش حالة من الانقسام العميق بين الشرق والغرب، وسط تعدد الفصائل المسلحة، وغياب سيطرة موحدة على مؤسسات الدولة.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار الصراع بين الحكومتين المتنافستين، خاصة في ظل التصعيد الراهن، إلى انهيار ما تبقى من الاستقرار الأمني والسياسي.

ويرى محللون أن التصعيد الأخير يعكس فقدان الأمل في التوصل إلى حلول سياسية سريعة، لكنه في الوقت نفسه يضع حكومة الدبيبة في موقف حرج أمام الرأي العام المحلي والدولي.

اقرأ أيضا 

اشتباكات طائفية تهز اللاذقية.. ماذا يحدث بين الدروز والبدو جنوب سوريا؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى