توترات أمنية وتدخلات دولية.. هل تسقط جنوب السودان في فخ الحرب الأهلية مجددا؟

تشهد جنوب السودان حالة من الاضطراب السياسي والعسكري في ظل اتهامات متبادلة بين كبار المسؤولين حول خرق اتفاقات السلام المبرمة عام 2018.
وبحسب تقارير، ففي ظل محاولات إعادة بناء دولة خرجت من وطأة حرب أهلية دامَت خمس سنوات، تتجدد الانقسامات الداخلية في جنوب السودان مع تدخلات خارجية يُزعم أنها تسعى لتغيير معادلات القوة في المنطقة.
اتهامات لأوغندا بالتدخل في جنوب السودان
في رسالة موجهة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيجاد)، اتهم النائب الأول لرئيس جنوب السودان، ريك مشار، القوات الأوغندية بانتهاك حظر الأسلحة المفروض من قبل الأمم المتحدة، وذلك بدخولها وحدات مدرعة وقوات جوية إلى الأراضي الجنوب سودانية.
ويعتبر مشار هذا التدخل العسكري خرقاً صريحاً للاتفاق الذي وُقّع لإنهاء الصراع الدموي، مما يُفاقم الأزمة في دولة تحاول بناء نظام سياسي يعتمد على توزيع السلطة بعد سنوات من الصراع.
ونُفّذت الاعتقالات في أعقاب الاشتباكات بين القوات الموالية لمشار وبعض الميليشيات التي يُزعم أنها مرتبطة بالجيش الأبيض، وهو ما أضاف طبقة أخرى من التعقيد على المشهد الأمني.
توتر ومواجهات في جنوب السودان
وشهدت جوبا خلال الأسابيع الماضية تغييرات في قيادات المؤسسات العسكرية والأمنية، رافق بعضها توتراً ألقى بظلاله على الوضع الأمني بالعاصمة قبل أن تخف حدة التوتر، لتنطلق موجة أخرى من التصعيد قبل أيام.
وأفادت وسائل إعلام محلية ودولية باندلاع مواجهات بين الجيش الحكومي ومجموعة مسلحة تدعى “الجيش الأبيض” في منطقة الناصر بولاية أعالي النيل شمالي البلاد، وتتألف هذه المجموعة من مقاتلين ينحدرون من إثنية “النوير” التي ينتمي إليها نائب الرئيس رياك مشار، ولعبت دوراً كبيراً في النزاع السابق بين الحكومة والمعارضة.
مخاوف من تأجيل الانتخابات
وتثير التطورات الأخيرة في جوبا والناصر، تساؤلات ومخاوف بشأن مستقبل جمهورية جنوب السودان، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقررة في ديسمبر 2026، وهي الأولى منذ استقلال البلاد عام 2011.
وفي ظل تصاعد التوتر والاعتقالات المتوالية، تزداد الخشية من انزلاق البلاد إلى أتون صراع مسلح جديد، وتأجيل الانتخابات، وانهيار اتفاق السلام الهش.
محاولات لتهدئة الأوضاع في جنوب السودان
في خضم هذه التوترات، تبذل جهات محلية وإقليمية جهوداً مكثفة لاحتواء الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. فقد أطلقت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيجاد) مبادرات للتواصل مع جميع الأطراف في جوبا، مستهدفةً إيجاد حلول فورية لتخفيف التوترات المتصاعدة.
تأتي هذه المحاولات في ظل تصريحات مثيرة وحادة من بعض القادة العسكريين، حيث شُهِدت تصريحات استفزازية تزيد من حدة المواقف وتعكس الانقسامات العميقة داخل السلطة.
وفي هذا السياق، أكد بعض المسؤولين أن مثل هذه التصريحات قد تفتح الباب أمام نزاعات طائفية عميقة، مما يزيد من المخاطر الأمنية على الصعيدين الداخلي والإقليمي.
اقرأ أيضا
شقيق الرئيس يشعل الغضب في سوريا.. ماذا فعل ماهر الشرع؟